جهود فاشلة!

بعد اسبوع من الهجمات العنيفة لسلاح الجو الاسرائيلي على اهداف في لبنان تنوي واشنطن الاستعانة باسطولها لاجلاء الرعايا الامريكيين. هذا ما اعلنه الرئيس الامريكي جورج بوش، ولكنه غير مستعد لدعم اجراءات تهدف الى وقف فوري للقتال. تعليق بيتر فيليب

الرئيس الأمريكي جورج بوش أثناء مشاركته في مؤتمر الثماني، الصورة: أ ب
يبدو ان الرئيس بوش لا يبالي بان الولايات المتحدة تحصد العداوة بموقفها من الأزمة في لبنان!

​​بعد اسبوع من الهجمات العنيفة لسلاح الجو الاسرائيلي على اهداف في لبنان تنوي اواشنطن الاستعانة باسطولها الحربي، لكن ليس كما في عامي سبعة وخمسين واثنين وثمانين، اي للتدخل عسكريا واعادة النظام والهدوء الى لبنان، وانما لاجلاء الرعايا الامريكيين. هذا ما اعلنه الرئيس الامريكي جورج بوش بوضوح، فهو غير مستعد لدعم اجراءات تهدف الى وقف فوري للقتال بل يريد ارسال وزيرة خارجيته الى المنطقة بعد ايام قد تمتد اسبوعا. تعليق بيتر فيليب

فهل سيكون هذا الاسبوع كسابقه؟ مئات الضحايا المدنيين ومئات الاف اللاجئين وخسائر بالمليارات للبنية التحتية اللبنانية؟ ان من ينظر الى ما يجري دون ان يحرك ساكنا لهو شخص عديم الاحساس. ويبدو ان افق الرئيس الامريكي هو افق ٌ محدود. ويبدو ان حكومة القدس اخبرته بانها تحتاج الى اسبوع واحد فقط حتى تقضي والى الابد على حزب الله والبيت الابيض يعطي القدس ضوءا اخضر لفعل ذلك، بغض النظر عن الثمن.

صحيح ان وقفا سريعا لاطلاق النار، هذا اذا تحقق، لن ينهي المشكلة من اساسها اذ سيبقى حزب الله قوة اساسية في جنوب لبنان ولن تتمكن الحكومة المركزية في بيروت من ارسال جيشها الى الجنوب، وبالتالي فان اندلاع الازمة مجددا سيحدث لاحقا او اجلا.

لكن هل سيتغير الوضع حقا بعد اسبوع؟ وهل سيُهزم حزب الله؟ طبعا لا يمكن لواشنطن الاجابة عن ذلك بشكل يقيني وفي القدس وتل ابيب تتباين التوقعات بين ايام واشهر لتحقيق ذلك. لكن كل يوم وكل ساعة تعني سقوط ضحايا والبؤس يزداد. ومن العبث بل انه امر مهين للانسانية ان يشيد النظام الجديد في لبنان على حساب الام الابرياء وبؤسهم.

لقد عاش لبنان مرارا وتكرارا حقبا مظلمة في تاريخه وكثيرا ما كان ابناؤه السبب في ذلك كما كانت البلاد مسرحا لصراع القوى الخارجية، اما اليوم فان العاملين يلتقيان معا، لان حزب الله قوة ٌلبنانبة وفي الوقت نفسه الذراع الطولى لسوريا وايران، واسرائيل تستطيع ـ حتى الان ـ الاعتماد على الدعم الامريكي غير المحدود، لكن ماذا يمكن لجهود اوروبا او الامم المتحدة ان تحرك؟

ان هذه الجهود محكومة بالفشل طالما لم تتراجع واشنطن عن موقفها. ويبدو ان الرئيس بوش لا يبالي بان الولايات المتحدة تحصد العداوة بموقفها هذا وانها تفقد اكثر فأكثر مصداقية دورها كقوة عظمى نصبت نفسها شرطيا للعالم ومسؤولة عن فرض النظام فيه. وفي هذا السياق فان الامر الوحيد الذي يمكن الاعتراف به للرئيس الامريكي قدرته على اتخاذ قرارات تقلل من شعبيته.

بيتر فيليب
ترجمة عبد الرحمن عثمان
حقوق الطبع قنطرة 2006

الحرب الأخيرة هذه أتت أسرع من كل مرة
إنه الانتقال الأسرع من حياة السلم الى حياة الحرب. قبل ذلك الصباح الفاصل لم يُنذر أحدٌ أحداً بشيء، ولم تظهر أي من العلامات المعتادة التي تشير الى أن الحرب مقبلة. بقلم حسن داوود

صراع الحمّص والكاتيوشا
بدأت الحرب في ذروة الموسم السياحي، وفي ذروة الجدال الدائر بين المختصمين من حلفاء سوريا وإيران من جهة، وجماعة 14 آذار التي قادت انتفاضة سلمية أخرجت الجيش السوري من لبنان من جهة ثانية. تحليل حازم الصوفي