معا ضد العنف والإرهاب أيا كان مصدره

خميس قشة، روتردام/هولندا، المركز الثقافي الاجتماعي بهولندا
12 سبتمبر/أيلول 2005

تحت هذا العنوان وجه المركز الثقافي الاجتماعي وعدة شخصيات و جمعيات ومؤسسات إسلامية وثقافية في هولندا بعد تنامي موجة الإرهاب والعنف والكراهية في المجتمع الهولندي رسالة إلى وزيرة الاندماج "فار دونك" والى عدة جهات ومؤسسات رسمية:

بينوا فيها أن ممارسة العنف والإرهاب وتبني خيار النبذ والإقصاء لم يفضيا إلا لمزيد من الأزمات والمشاكل مما يهدد السلام والأمان في المجتمع وانطلاقا من ديننا الحنيف وفهمنا له نستطيع أن نقول لا مكان للإرهاب في الإسلام وإن الإسلام يرفض تماما العنف والإرهاب الذي يقوض السلم والاستقرار، ويؤدي إلى دوامة العنف والعنف المضاد.

و نشيد ببعض الإجراءات التي أخذتها الحكومة لتطويق هذه الظاهرة الغريبة على المجتمع والتي تهدد ترابط المجتمع الهولندي المتعدد الثقافات ونعرب عن وقوفنا لجانبكم للحد من هذه الظاهرة بمعالجة تربوية وفكرية مبنية على الحوار والتفاهم لما يخدم تماسك مجتمعنا، من أجل أن يسود الأمنُ والسلام بلدنا ونعيش في جوّ من الإخاء والتعاون على ما فيه الخير الذي يعمّ الناس جميعاً، من دون استثناء ينبغي أن نعمق لغة الحوار و التعايش والتسامح والتعاون مع الجميع لتجاوز آثار هذه الحوادث ضمن شراكة حضارية.

نعم هناك من سلكوا درب العنف والعنف المضاد هنا وهناك إلا أنهم أقلية صغيرة للغاية في المجتمع وهذه الأقلية الصغيرة لا تمثل الإسلام أو عامة المسلمين ولا غيرهم، الذين رفضوا المضي في هذا الطريق الذي يأباه الإسلام والقيم والأخلاق والمواثيق والقوانين ، و من ثم فلا يجوز تعميم موقفهم على الآخرين.

واستنادا لقيم ديننا الحنيف وفهما لمبادئه السمحة وامتدادا لتجارب ناجحة لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا وبريطانيا والسويد وسويسرا وألمانيا وغيرهم في العمل الجماعي المشترك لمحاصرة هذه الظاهرة من خلال ترشيد المسلمين نحو فهم معتدل للإسلام للتعايش في سلم وأمان مع الأخر، نؤكد الالتزام بما دلت عليه نصوص كتاب ديننا الحنيف‏،‏ وبما أجمع عليه فقهاء الإسلام وصلا بما أوصى به المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث بوجوب الوفاء بمقتضيات عهد الأمان وشروط الإقامة والمواطنة في البلاد الأوروبية ‏التي نعيش فيها‏.‏

إننا نرى إشاعة هذا الخطاب بين المسلمين من خلال ندوات ومؤتمرات صحافية ومناشط ثقافية ومخيمات هادفة ومسؤولة، غير مكتفين بمجرد الإدانة لرفع التهمة والتهرب من المسؤولية، هذا إلى جانب توفير معلومات موثقة تفيد غير المسلمين في التعرف على أبعاد القضايا الأساسية وروح الإسلام ونظرته المتسامحة إلى الغير.

إن كل تلك الجهود يمكن أن تؤسس وتوفر روح الثقة والتفاهم و ترسيخ سياسة التعايش السلمي والتعايش بين مختلف الأديان والثقافات المتنوعة.

و قاعدة السلام والتعايش السلمي، هي العدل ورفض الظلم بكافه صوره وأشكاله لأنه أساس للعداوات والحروب والإرهاب بجميع صوره وأشكاله.

إننا نأمل ونؤكد على ضرورة فتح أبواب الحوار البناء بين جميع الشرائع والمعتقدات لتحقيق التعاون المطلوب لإرساء مبادئ السلام والتعايش وتحقيق الأمن والأمان للأفراد والمجتمع، إن القوانين و البرامج الصارمة لمكافحة الإرهاب مطلوبة ولكن لوحدها لا تكفي إذا أريد وقف الإرهاب فيجب إيقاف الظلم والقهر والحيف الذي يمارس عبر التليفزيون والجرائد والمجلات من محللين وسياسيين وأكاديميين يرددون مصطلح الإرهاب صباح مساء ويوصمون به ليس شريحة متناهية الصغر من البشر بل الإسلامَ نفسه وكلَّ الذين يدينون به في أنحاء الأرض مما ساهم بدرجة كبيرة في تزايد حوادث التفرقة العنصرية ضد المسلمين.

إننا نخشى من أن هذا الخطاب وهذه القوانين تساهم في السقوط في مطبات التفرقة التي يمكن أن ينجر إليها بعض المتهورين مثل حادث مقتل المخرج الهولندي " تيو فان خوخ" في نوفمبر الماضي.

قنطرة

اغتيال فان غوخ كارثة حقيقية للمسلمين في هولندا
لو تم توفير فرص للشباب العربي المسلم للذهاب إلى السينما وإلى الثقافة والفن وإلى التسامح والحوار لما ذهب إلى أماكن أخرى يمكن أن يتخرج منها قاتلا: حوار مع خالد شوكات مدير مهرجان الفيلم العربي ونائب في بلدية روتردام.

الإدانة من قبل المسلمين مهمة ولكنها لا تكفي!
المسلمون في أوربا والعالم الإسلامي بحاجة إلى حوار إسلامي داخلي أكثر جدية وعمقاً حول التطرف، ودور هذا الفكر، ودور الغُلاة والدجالين في تضليل البعض، حسب رأي أيمن مزيك رئيس تحرير المجلة الإلكترونية islam.de