ما هو موقف الألمان من الإسلام؟

يبلغ عدد الجالية المسلمة في ألمانيا حوالي أربعة مليون نسمة. ما هو موقف الغالبية الألمانية من هذه الأقلية؟ دراسة جديدة تكشف علاقة الألمان بالإسلام والمسلمين.

ما هو موقف الألمان من الإسلام؟

"ألمانيا بلد مسيحي. لا مكان هنا للعادات الإسلامية" يبدو هذا وكأنه موقف نمطي ألماني - غير أنه لا يمثل الأغلبية. توصلت أحدث دراسة قامت بها مؤسسة كونراد آديناور، استفتى فيها ألفا من الألمان الشرقيين ومثلهم من الغربيين إلى نتيجة مغايرة: الألمان أكثر تسامحا إزاء الإسلام مما اعتقدوا. تفاجئ هذه النتيجة أمينة ديميربوكن، المكلفة بشؤون الأجانب في منطقة تيمبلهوف- شونابيرغ في برلين التي أجريت هذه الدراسة برعايتها بطريقة ايجابية،"في المحيط الاجتماعي بوجه عام يطرح دائما أن الألمان ضد الإسلام، وأن على المسلمين هنا أن يتكيفوا وألا يمارسوا ديانتهم جهارا."

لا يتوجب على المسلمين التخفي

وعند الإجابة على هذا السؤال بالتحديد، فيما إذا كان للمسلمين في ألمانيا ممارسة شعائر دينهم دون قيود، أجاب ثلثا من ُوجه لهم السؤال بنعم. وهذا مع مراعاة أن المواطنين في غرب ألمانيا أكثر تسامحاً منهم في الشرق، حيث لا يزال هناك الاحتكاك بالمسلمين قليلاً ونسبة الأجانب قليلة.

ولكن ثمة مخاوف لا تزال موجودة: يشك نصف الألمان في تسامح الإسلام إزاء الأديان الأخرى وأساليب الحياة المغايرة. لقد عزز الحادي عشر من سبتمبر/أيلول ونتائجه عدم الإطمئنان هذا دون ريب. لذلك تطالب ديميربوكن بـ "المبادرة بمناقشات حول الإسلام. ولكن ليس الإسلام كحركة سياسية وإنما كتعاليم دينية."

المناقشة حول غطاء الرأس عمل رمزي

يمكن أن تكون الخطوة الأولى في هذا الاتجاه الاعتراف رسميا بتدريس الإسلام في المدارس الألمانية ومساواته بدرس الدين المسيحي، إن تدريس مادة الديانة الإسلامية تُرك حتى الآن للمنظمات الإسلامية. وهذا ما يجعل من الإسلام حالة خاصة والتعريف به أكثر صعوبة، على سبيل المثال حول السبب الذي يجعل الكثير من النساء المسلمات يرتدين غطاء الرأس. لقد أثيرت مناقشة عامة حامية حول مسألة الحجاب، يتناولها الآن أعلى مرجع قانوني هو المحكمة الدستورية. إذ منعت مسلمة من التعليم في مدرسة في مقاطعة بادن- فورتنبيرغ لأنها رفضت أن تنزع الحجاب عند التدريس.

ترى أمينة ديميربوكن أن الأمر ما كان ينبغي أن يبلغ هذا الحد. "فإذا ما انطلق المرء من نتيجة هذا الاستفتاء الذي شارك فيه ألفا مواطن، استطاع أن يستنتج أن الحجاب يجب أن ينظر إليه كأمر عادي. يؤسفني جدا أن يكون الجدل حول الحجاب قد اقتحم المواد والمراجع القانونية. إنني أجد أن تحويل ذلك إلى فعل رمزي أمر لا يطاق."

"ليت الاعتيادية المألوفة تسود"

فعل رمزي، ولكن ربما أيضا عبء يجب أن يزاح من الطريق للوصول إلى اعتيادية للتعامل مع الإسلام. سيصدر حكم المحكمة الدستورية الاتحادية في تموز/يوليو. لعل أمينة ديميربوكن تستطيع أن تقترب بعدها شوطا من مطلبها حول التعامل مع الإسلام. "أمنيتي هي النظر إلى هذا المجتمع وكل المظاهر التابعة له، كارتداء الحجاب على أنه شيء عادي. غير أن هذه بالطبع وجهة نظر يجب طرحها في المدارس أولاً – ومن ثم الوعي بمن ترتدي الحجاب وإدراك وجودها، ليس كسيدة ترتدي الحجاب، وإنما كمعلمة."

فانيسا فيشر، دويتشه فيلله، يونيو/حزيران 2003
ترجمة: سالمة صالح وحسن الشريف