"بافاريا الألمانية في بافاريا الفلسطينية!"

يشكل مهرجان "اكتوبر فيست" في بلدة الطيبة القريبة من مدينة رام الله لفلسطينية حدثا فريدا من نوعه في الشرق الأوسط، حيث اختص للاحتفاء بالجعة على الطريقة البافارية التقليدية. هذا المهرجان شكّل تظاهرة للسلام والتعايش وحسن الجوار. مهند حامد زار المهرجان وسجل انطباعاته عنه.

يشكل مهرجان "اكتوبر فيست" في بلدة الطيبة القريبة من مدينة رام الله لفلسطينية حدثا فريدا من نوعه في الشرق الأوسط، اختص للاحتفاء بالجعة على الطريقة البافارية التقليدية. هذا المهرجان شكّل تظاهرة للسلام والتعايش وحسن الجوار. مهند حامد زار المهرجان وسجل انطباعاته عنه.

جانب من المهرجان، الصورة: مهند حامد
المهرجان لوحة فسيفسائية لتنوع برامجه وفعالياته الثقافية والترفيهية

​​ في مشهد يذكر بولاية بافاريا، أناس يرتدون البدلات الجلدية. آخرون يمسكون بأيديهم أكوابا كبيرة من الجعة. مأكولات شعبية، روائح النرجيلة تعبق في المكان، الموسيقى تعزف أنغاما سريعة تلهب مسامع الناس؛ فتدفعهم إلى الرقص والغناء شبانا وشابات متناسين هموم السياسة وضنك العيش. هذا المشهد النادر في الأراضي الفلسطينية جزء من فعاليات مهرجان اكتوبر فيست 2008 في بلدة الطيبة بالقرب من مدينة رام الله الفلسطينية. في هذه البلدة المسيحية التي يقطنها 2500 نسمة يشعر المرء كما لو كأنه في روما، حيث الكنائس والأديرة والقلاع والحصون الرومانية. هذه القرية التي تعرف في التوراة باسم "إفرام" تضم في جنباتها واحدة من أقدم الكنائس في العالم وهي كنيسة مار جريس والتي تم تشييدها في القرن الخامس الميلادي.

وتم انطلاق فعاليات هذا المهرجان بحضور رسمي ودولي وشعبي كبير، في مشهد يعكس صورة مشرقة للثقافة الفلسطينية، كما يقول رئيس بلدية الطيبة، السيد داود كنعان. هذا المهرجان جاء نتاج جهود مشتركة لمؤسسات البلدة المدنية والثقافية، بالإضافة إلى مصنع البيرة في محاولة لدعم الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى الجانب الثقافي والاجتماعي.

مهرجان متنوع الألوان والبرامج

الفرقة البافارية في  المهرجان، الصورة: مهند حامد
"النشاطات التراثية في هذا المهرجان تعكس تطلع الشعب الفلسطيني للسلام والتعايش مع جيرانه"

​​
وللسنة الرابعة على التوالي يقام مهرجان اكتوبر فيست في الطيبة، على غرار مهرجان اكتوبر فيست ذي التقاليد العريقة الذي يقام في مدينة بافاريا الألمانية منذ 200 عام. مثل هذا الأمر يعكس نجاح هذه التجربة وتجاوب المجتمع الفلسطيني مع هذه التجربة وفق رئيس بلدية الطيبة، السيد داود كنعان.

شكل هذا المهرجان لوحة فسيفسائية لتنوع برامجه وفعالياته الثقافية والترفيهية، فمشاركة فرقة "الأصايل الشعبية" وفرقة "هيب هوب" الفلسطيني وفرقة مؤسسة رواد التراثية وفرق موسيقية وغنائية أخرى. غير أن الحضور المميز كان للدبكة الفلسطينية، حيث عرضت وصلات فلكلورية متنوعة، ارتدى فيها أعضاء هذه الفرق الملابس التقليدية الزاهية الألوان التي أضافت على الجو العام جمالا وبريقا.

المهرجان يعكس "رغبة الناس في الاحتفال والابتهاج"، بهذه الكلمات وصف الدكتور برنال سبالى، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، هذا المهرجان، مضيفا أن هذه النشاطات التراثية والثقافية والحضارية تعكس تطلع الشعب الفلسطيني للسلام والمستقبل والتعايش مع جيرانه.

"طيبة إلى العالمية"

إلى جانب شعار المهرجان، الصورة: مهند حامد
المهرجان ملتقى فريد من نوعه في المنطقة

​​ مدير مصنع البيرة نديم خوري أشاد بالنجاح الذي لقيه المهرجان سواء من خلال صداه في الصحافة المحلية أم من حيث عدد الزوار. هذا المصنع ينتج بالإضافة إلى "البيرة الذهبية"، "طيبة لايت" وكذلك "عنبر". هذا المهرجان حسب خوري مناسبة دولية للترويج لمشروب البيرة "طيبة" الذي يحمل اسم القرية، حيث أشار إلى أنه يتم تسويقها في اليابان وإسرائيل وبعض البلدان الأوروبية. وحتى إنه يتم إنتاج هذه البيرة في مدينة شتوتجارت الألمانية بامتياز خاص من الشركة الأم. غير أن المشكلة الأكبر التي تواجه هذا المصنع – كما يقول السيد خوري- هي الحواجز العسكرية الإسرائيلية التي تعيق نقل عبوات البيرة إلى داخل إسرائيل واضطرار البحث عن طرق بديلة وبعيدة من شأنها زيادة الأسعار والتكلفة.

حضور ألماني وأجنبي مميز

العدد الكبير من الزوار الذي وصل ما يقارب 10 الاف زائر في اليوم الأول، كان شاهدا على تنوع جنسيات من حضروا لهذا المهرجان للتمتع بمذاق البيرة وكذلك المأكولات الشعبية. فرق شعبية بافارية قدمت عروضا موسيقية من التراث البافاري العريق، ما أتحف قلوب ومسامع الزوار. يورغن كاملر، من ولاية بافاريا عبر عن سعادته بهذا المهرجان، قائلا: "أنا هنا في بافاريا...بافاريا الفلسطينية!".

جانب من المهرجان، الصورة: مهند حامد
"ما أجمل أن يتعايش الجميع من مسلمين ومسيحيين ويهود ، لتكون بلدة الطيبة شعلة السلام"

​​ من ناحيته عبر قائد فرقة بافاريا الألمانية أيضا عن سعادته بمشاركة الفرقة في هذا المهرجان الذي لا يختلف عن مهرجان اكتوبر فيست الذي يقام في مدينته ميونخ، حيث الجميع هنا يشربون ويرقصون بسعادة وفرح كما لو كنا في بافاريا، على حد وصفه. عبير خوري، فلسطينية أمريكية وصفت هذا المهرجان بأنه تظاهرة سلام ومحبة بعيدا عن الحرب والآلام.

كما أن هذه المهرجان وفد إليه مواطنون إسرائيليون، معظمهم ناشطون في جماعات سلام إسرائيلية. راحيل خياط، أوضحت أن مثل هذه المهرجانات "تقرب ما لا يقربه الساسة. فما أجمل أن يتعايش الجميع من مسلمين ومسيحيين ويهود ، لتكون بلدة الطيبة شعلة السلام".

مهند حامد
قنطرة 2008

قنطرة

تأجيل بث مسلسل "مطب" الفلسطيني:
"مطب" ضحية "مطب" التابوهات الاجتماعية
مسلسل "مطب" هو أول مسلسل يتم إنتاجه في فلسطين وهو يتناول مشكلات الحياة اليومية ويمس موضوعات محرمة داخل المجتمع. تم إنتاج الحلقات العشر الأولى من المسلسل بتمويل من معهد غوته في رام الله وكان من المفترض أن يبدأ عرضه مع بداية شهر رمضان المبارك. ألفريد هاكينزبرغر يستعرض هذا الفيلم والضجة التي أثيرت حوله.

شرب الخمر في الدول الإسلامية:
الرجس المحبوب
على الرغم من أن الخمر والإسلام نقيضان لا يلتقيان، إلا أن هناك من يقبل على أنواع الخمور المختلفة من أبناء العالم الإسلامي ومع ذلك يبقى شيئاً سلبياً بالنسبة لمعظم المسلمين، بالرغم من الإشارة إلى شعر الخمريات الذي يشهد على إسلام متسامح في عصور سابقة. ألفريد هاكنسبرغر يطلعنا على جوانب من هذا المشهد.

موسيقى الجاز في طرطوس السورية:
توليفة شرقية-غربية على شواطئ الرمال الذهبية
في تمازج بين سحر الشرق وعبق الغرب استضافت عدة مدن سورية فعاليان مهرجان الجاز، كان آخرها في مدينة طرطوس، حيث عاش محبو هذه الموسيقى وعشاقها ليلة موسيقية استمتعوا فيها بتنوع هذا اللون الموسيقي وجماله وثرائه. عفراء محمد تعرفنا بهذه الاحتفالية.