"خوف الألمان من الإسلام يتلاشى بمعرفة حقيقة هذا الدين"

أطلقت إذاعة شمال ألمانيا NDR برنامجا جديدا بعنوان "منبر الجمعة" ويهدف هذا البرنامج الذي يبث مرة كل شهر إلى التعريف بالإسلام والقضاء على الأحكام المسبقة وبناء جسور التفاهم بين المسلمين وغيرهم في ألمانيا. هشام الدريوش يسلط الضوء على هذا البرنامج.

الكاتبة ، الكاتب: هشام الدريوش

"منبر الجمعة" هو الاسم الذي اختارته إذاعة شمال ألمانيا NDR لبرنامجها الشهري الجديد الذي يُعرِّف بالإسلام. ويهدف هذا البرنامج الذي يبث في الجمعة الأولى من كل شهر إلى تقريب الإسلام من المواطنين الألمان وتعريفهم بحياة المسلمين الذين يتجاوز عددهم في ألمانيا 4 ملايين شخص.

 وبحسب المشرف على البرنامج، الدكتور كلاوس روك، فإن الكثير من الألمان يجهلون شعائر المسلمين ولا يعرفون مثلا ما الذي يحصل في المساجد، كما أن القليل منهم فقط هو من يعلم الفرق بين الشيعة والسنة والعلويين... وهي الأسئلة التي يسعى برنامج منبر الجمعة إلى الإجابة عليها في حلقاته.

تصحيح الأفكار المسبقة

كما يهدف البرنامج إلى تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة والأحكام المسبقة عن الإسلام والتي نشأت كما يقول كلاوس روك عبر تقديم الإسلام في صورة مغلوطة من قبل بعض وسائل الإعلام وأيضا بسبب قلة المعرفة بالإسلام "حيث يقرنه الكثيرون بالعنف والإرهاب وتنظيم القاعدة"، وهي أفكار خاطئة يضيف كلاوس، وهو ما تؤكده الجالية المسلمة في ألمانيا التي تعيش جنبا إلى جنب مع غير المسلمين في أمن وأمان ولا تشكل أي تهديد للمجتمع.

 "وبشكل عام، فكل ما هو غريب يسبب الخوف ونحن نريد من خلال برنامجنا تقديم معلومات موضوعية وذات مصداقية حول الإسلام".

كلاوس روك المشرف على برنامج منبر الجمعة.

وبحسب كلاوس فإن برنامجه "منبر الجمعة" موجه بشكل عام لكل الأشخاص الذين يرغبون في توسيع مداركهم الثقافية و يرغبون في التخلص من الأحكام المسبقة.

ويضيف: "فنحن نستضيف في هذا البرنامج مفكرين مسلمين معروفين ونقدم توضيحات عن طقوس العبادة عند المسلمين مثلا في شهر رمضان وغيرها من المناسبات كما نقترب أكثر من حياة المسلمين في ألمانيا من خلال إنجاز روبورتاجات وتقارير عن حياتهم وعلاقتهم بغيرهم".

وإلى جانب البرنامج الإذاعي، أطلقت إذاعة شمال ألمانيا موقع إنترنت موازي تقدم فيه معلومات معمقة حول قضايا إسلامية أخرى.

ترحيب مسلمي ألمانيا

وقد رحبت الكثير من الجمعيات الإسلامية في ألمانيا بفكرة إطلاق برنامج يعرف بالإسلام ويساهم في مد جسور التفاهم والتواصل بين مختلف الديانات. وفي هذا الصدد قال مصطفى يولداس رئيس الشورى في هامبورغ، وهي هيئة تضم الكثير من المساجد في هامبورغ، بأن "المسلمين وغيرهم مطالبين بالانفتاح أكثر بعضهم على بعض من أجل تعارف أفضل ومن أجل القضاء على الأحكام المسبقة".

مسلمون يصلون في أحد مساجد مدينة بون الألمانية.

من جهتها، شددت أستاذة الدراسات الإسلامية في جامعة هامبورغ كاتيون أميربور على ضرورة انفتاح وسائل الإعلام أكثر على الإسلام وألا يتم الاقتصار على الحديث عن الإسلام فقط عند حدوث هجمات إرهابية مثلا. وتؤكد الباحثة من أصول إيرانية بأن الخوف من الإسلام سيتلاشى عندما يعرف الألمان حقيقة هذا الدين وعندما لا يصبح غريبا عنهم.

"وبرامج مثل منبر الجمعة الذي يقدم باللغة الألمانية ومن إذاعة محترمة سيساهم بشكل كبير في تحقيق هذا الهدف"، تضيف أميربور. ولمواكبة المناسبات الدينية للمسلمين في ألمانيا يختار المشرفون على برنامج "منبر الجمعة" موضوعات تتلائم مع المناسبات. وفي هذا الصدد ستتناول حلقة الشهر المقبل موضوع "الأضحية عند المسلمين في ألمانيا بين حرية الاعتقاد وحماية الحيوانات"، وذلك تزامنا مع احتفال المسلمين بعيد الأضحى.

 

هشام الدريوش

تحرير: هبة الله إسماعيل

حقوق النشر: دويتشه فيله 2013