كنوز التاريخ إرث جماعي مشترك

على الرغم من المفاوضات السياسية المتعثرة في الشرق الأوسط اتفق علماء آثار إسرائيليون وفلسطينيون على تأسيس منتدى خاص بعمليات التنقيب على الجانبين ، إضافة إلى استعداد علماء الآثار الإسرائيليين بعد اتفاقية سلام إعادة الآثار التي اكتشفت أثناء التنقيب في المناطق الفلسطينية المحتلة منذ 1967 وتسليمها للفلسطينيين. جوزيف كرواتورو يستعرض هذه المبادرة.

لفائف قمران، الصورة: أ.ب
مطالبة علماء الآثار الإسرائيليين بإعادة لفائف قمران للفلسطينيين لقيت معارضة شديدة من قبل سلطات الآثار الإسرائيلية

​​إن البوادر تبدو على أسوأ ما يكون، فلم يعد هناك من سبيل لتحقيق المشروع الأصلي، وهو توضيح أهم قضايا التعاون في مجال الآثار عند المرحلة النهائية لمباحثات السلام. ولا يزال الإسرائيليون يستغلون الفراغ السياسي الموجود لزيادة عمليات التنقيب عن الآثار في الضفة الغربية والقدس متجاهلين في ذلك الفلسطينيين. ويؤيد رجال السياسة الإسرائيليين عمليات التنقيب – التي تحث عليها وتمولها الجماعات القومية المتطرفة – حتى تصبح أمرا واقعا. ومنذ بضع سنين تناهض مجموعة من علماء الآثار الفلسطينيين والإسرائيليين هذه العمليات.

ألا يزال التعاون ممكناً؟

قام نحو خمسين شخصا بتأسيس منتدى مستقل بعيدا عن السياسة لإحياء التعاون بين الخبراء ومعالجة أهم مسائل التنقيب عن الآثار فيما وراء الحدود. وبعد محادثات طويلة اتفقوا على بيان أساسي يلوحون فيه الآن إلى رجال السياسة على الجانبين أن التعاون الاختياري ممكن جدا على الأقل بين الخبراء.

من وجوه عدة يعتبر بيان علماء الآثار الفلسطينيين والإسرائيليين تغييرا لطبيعة الحياة، فقد بدأ بالتصريح بأنهم أقاموا منطقة آثار موحدة يستحيل تقسيمها مهما كانت الظروف السياسية. ومن المفترض التغلب على الشقاق السياسي ضِمن عملية سلام مستقبلية، تتيح لكل طرف الحفاظ على الأماكن الأثرية في أراضيه، سواء كانت أماكن التنقيب يهودية أم مسيحية أم إسلامية.

ومما يستحق النظر استعداد علماء الآثار الإسرائيليين بعد اتفاقية سلام إعادة الآثار التي اكتشفت أثناء التنقيب في المناطق الفلسطينية المحتلة منذ 1967 وتسليمها للفلسطينيين، مع العلم بأن ذلك سوف يكون مصحوبا بتسليم المستندات الخاصة التي تسجل مسار عمليات البحث في تلك الأماكن. وكانت الوثائق العلمية لهذه الآثار حتى وقت قليل موضوعة في مكان آمن جدا، ولم يتمكن منتدى التنقيب من وضع يده عليها إلا بعد حصول أحد أعضائه على حكم قضائي بذلك.

منطقة أثرية مشتركة حول القدس؟

لم يغفل علماء الآثار الفلسطينيين والإسرائيليين بأي حال من الأحوال معالجة موضوع مدينة القدس القديمة وضواحيها، التي تعد من أحرج القضايا الأثرية. لهذا فقد طالبوا في إحدى الفقرات المهمة من البيان بتخصيص منطقة للإرث المشترك في المدينة وما حولها. هذه المنطقة ينبغي أن تضم أيضا أماكن الحفريات الهامة التي تقع خارج سور المدينة.
وينبغي أن تكون جميع أعمال الحفر داخل هذه المنطقة تحت رقابة أحد مشرفي هيئة اليونسكو، وبهذا تصبح عالمية، الأمر الذي أسعد الجانب الإسرائيلي للغاية.

في خلاف مع هيئات الآثار

قامت هيئة الآثار الإسرائيلية الحكومية بتوجيه نقد شديد لهذه الفقرة، حتى إن بعض كبار ممثلي الهيئة قدموا احتجاجا عبر وسائل الإعلام على خطة عولمة الآثار لمنطقة القدس. ويرى النقّاد أن علماء الآثار المتفاهمين قد باءت محاولاتهم بالفشل في سعيهم للبعد بنشاطهم عن السياسة كون أن اقتراح إقامة منطقة أثرية إسرائيلية فلسطينية مشتركة حول القدس هو اقتراح سياسي في حد ذاته.

كما أن مطالبة علماء الآثار بإعادة لفائف قمران للفلسطينيين - وهي مخطوطات وُجدت في المناطق المحتلة بعد عام 1967 وتلقي الضوء على طبيعة الديانة اليهودية المذكورة في سفر الخروج - لقيت رفضا باتا من قِبل موظفي هيئة الآثار الإسرائيلية على الرغم من أن الباحثين يعملون اليوم فقط على صور فوتوغرافية رقمية لهذه اللفائف الحساسة.
ويتعللون في ذلك بأن لفائف قمران جزء من التاريخ اليهودي وبهذا تعتبر ملكا لليهود وحدهم.

جوزيف كرواتورو
ترجمة: عبد اللطيف شعيب
قنطرة 2008
قنطرة

غاليري "أرت نوي لاند" في برلين:
ثلاث ثقافات تحت سقف واحد
في فناء خلفي لبناية في برلين إفتتحت الفنانة الإسرائيلية ياعيل كاتس بن شالوم م غاليري "آرت نوي لاند" الذي يضم أعمال فيديو وتصوير ضوئي تستهدف من ورائها تشجيع الحوار الفلسطيني ـ الإسرائيلي في ألمانيا. تقرير من ايغال أفيدان.

سمعة إسرائيل ينقذها لاعب عربي:
كرة القدم والصراع العربي – الإسرائيلي
الكثير من العلماء توقفوا عند الرياضة باعتبارها المكان الذي يمكن للاوعي الاجتماعي والسياسي أن يتجلى بوضوح، ومن هنا فإن موشيه تزيمرمان، مدير "معهد ريتشارد كوبنير للتاريخ الألماني" في الجامعة العبرية في القدس توقف عند الصراع العربي- الإسرائيلي وتجلياته في الرياضة.