مساعدة الشعب وليس مطاردة مقاتلي القاعدة

تطالب منظمات الإغاثة الالمانية الحكومة الاتحادية في برلين بالفصل التام بين المساعدة العسكرية والمساعدة الإنسانية في أفغانستان.

مساعدة الشعب وليس مطاردة مقاتلي القاعدة

تطالب منظمات الإغاثة الالمانية الحكومة الاتحادية في برلين بالفصل التام بين المساعدة العسكرية والمساعدة الإنسانية في أفغانستان، فهي تخشى أن العمل المشترك مع الجنود قد يعرض ناشطيها للخطر.

تؤيد منظمات الإغاثة "كير ألمانيا"، و "فيلت هونغر هلفه" توسيع نطاق مهمة قوات الأمن الدولية "إيساف" لتشمل الأقاليم الأفغانية. كما لا تعارض المنظمات تولي جنود الجيش الألماني مهام حفظ الأمن بشكل أكبر خارج العاصمة كابول. إلا أن تلك المنظمات ذاتها لا تريد العمل جنباً إلى جنب مع الجنود. يوضح بيرند باوكس، منسق المشروع لدى منظمة كير ألمانيا: " إننا نرفض هذا بشكل أساسي. فنحن لا نعمل تحت الحراسة المسلحة. ونريد تقديم المساعدات الإنسانية دون حماية السلاح، كما نريد توضيح أننا لا نبغي مصالح عسكرية أو استراتيجية، وأن منظمتنا منظمة مدنية محضة. ولهذا نرفض العمل في أي إقليم نحتاج فيه أنفسنا لحماية عسكرية، ونقول: "لا يمكننا العمل في ذلك الإقليم، وفيه لا تتوافر الظروف المناسبة بعد."

الحيادية

مدير المشروع لدى منظمة الإغاثة "فيلت هونغر هلفه"، مانفريد هوخفالد له نفس الرأي، ويرى أن المساعدة الإنسانية يجب أن تلتزم الحياد، ولا يجب استخدامها كأداة لتحقيق أهداف سياسية. وهو يلفت الانتباه مذكراً أن قوات الأمن الدولية "إيساف" ليست وحدها في أفغانستان، وإنما هناك أيضاً عدة آلاف من الجنود الأمريكيين الذين يواصلون القتال هناك ضد الإرهاب، ونحو 100 جندي ألماني من القوات الخاصة ساعدوا أو مازالوا يساعدون في هذا الصدد.
وبنفس القدر يصعب الأمر على فرق البناء والتعمير الأمريكية الثلاث، العاملة في أفغانستان، والتي تضم في صفوفها جنود ومدنيين. ويضيف هوخفالد قائلاً: "إننا نعلم من واقع التجربة أن فرق التعمير الأمريكية العاملة في أفغانستان تُواجه بمزيج من المشاعر المتباينة والارتياب من قبل السكان، لأن هذه الفرق تخلط بين مهام مختلفة. نحن لا نطارد متمردي الطالبان، ولا نبحث عن مقاتلي القاعدة، وإنما نحاول مساعدة الشعب. وهو أمر يمكن أن يؤدي إلى ظهور صراع في المصالح.

المخاطر

يرى باوكس من منظمة "كير ألمانيا" أيضاً أن مساعدي البناء والتعمير الذين يرافقهم الجنود يعرضون أنفسهم للهجوم، وبالتالي لمخاطر كبيرة. ولهذا لا يعمل إطلاقاً أفراد منظمة كير في أفغانستان، والبالغ عددهم نحو 700 عامل في مناطق غير آمنة. ويتمنى باوكس لو قام جنود القوات الدولية بتوطيد السكينة والأمان في تلك المناطق. وأن له رأي مخالف للحكومة الألمانية الاتحادية التي تريد إرسال جنود إلى مدينة قندوس شمال أفغانستان، وهي مدينة تعد آمنة نسبياً. "إننا نرى تناقضاً واضحاً في الطريقة التي تهتدي بها الحكومة الاتحادية لاختيار مناطق إرسال الجنود، فهي تنظر أولاً إلى درجة الأمن المتوفرة في المنطقة، حتى يمكنها بعد ذلك القيام بأعمال التعمير. أما نحن فنرى أن الأولويات معكوسة، أي وجود الحاجة إلى توفير الأمن، لأنه هو الشرط الأول اللازم توفره للقيام بأعمال التعمير."
لا تعمل منظمة "كير ألمانيا" في منطقة قندز، وإنما منظمة "فيلت هونغر هلفه". وهي تحفر الآبار هناك وتؤمن توفير مياه الشرب لأكثر من 9000 أسرة. ولهذا يرى منسق المنظمة، هوخفالد، اختيار الحكومة الاتحادية لمواقع المساعدة في أفغانستان بدرجة أقل نقداً: "إن قندز من حيث الموقع اختيار معقول رغم أنها ليست أكثر المناطق التي تحفل بالصراعات"، إن تواجد قوات الجيش الاتحادي في إقليم قندز سيكون له ما يبرره، فإمكانيات تقديم مساعدات التنمية هناك كبيرة، كما أن نشر الطمأنينة والأمن وتقديم المساعدة يمكن أن يعم أثره بقية المناطق.

Nina Werkhäuser، دويتشه فيلله 2003
ترجمة: حسن الشريف