لسان حال النيل: لا فرعون بقي حاكماً هذه الأرض إلى الأبد

ضرير يطلب المساعدة قرب مسجد الحسين. لله يامحسنين. يساعده الغرباء بينما يمر الباقون دون اكتراث. تعرض الجنيه المصري لضغوط مع تناقص احتياطيات مصر من العملة الصعبة بسبب ابتعاد السياح والمستثمرين الأجانب عن البلاد. وتسارعت في الأسابيع السابقة للانتخابات الرئاسية المصرية 2014 وتيرة هبوط الجنيه مقابل العملة الأمريكية حتى وصل في أسبوع الانتخابات إلى أدنى مستوى له على الإطلاق في السوق الرسمية مسجلاً أكثر من 7 جنيه للدولار الواحد.
ضرير يطلب المساعدة قرب مسجد الحسين. لله يامحسنين. يساعده الغرباء بينما يمر الباقون دون اكتراث. تعرض الجنيه المصري لضغوط مع تناقص احتياطيات مصر من العملة الصعبة بسبب ابتعاد السياح والمستثمرين الأجانب عن البلاد. وتسارعت في الأسابيع السابقة للانتخابات الرئاسية المصرية 2014 وتيرة هبوط الجنيه مقابل العملة الأمريكية حتى وصل في أسبوع الانتخابات إلى أدنى مستوى له على الإطلاق في السوق الرسمية مسجلاً أكثر من 7 جنيه للدولار الواحد.

بعينين شاردتين وتوجس تنظر القاهرة مَن القادم. القاهرة تتغير لكن النيل غير مبالٍ بما يجري حوله. وجوه القاهريين الذين أصادفهم على الطريق متعبة، نظراتهم تائهة، أقرأ فيها الخوف والانتظار. ويشُقّ النيل طريقه وسط القاهرة غير آبه بالناس، ولسان حاله يقول: لا فرعون ولا ملك ولا رئيس بقي إلى الأبد حاكماً لهذه الأرض. مشاهدات للصحفي عباس الخشالي في القاهرة إبان الانتخابات الرئاسية المصرية 2014، يُعلِم بها موقع قنطرة في السطور التالية.

الكاتبة ، الكاتب: عباس الخشالي

عام مضى على زيارتي إلى القاهرة. تغيّر وجه ميدان التحرير كثيراً، فقبل عام كانت تسكنه جموع المتظاهرين المؤيدة للجيش الذي عزل الرئيس السابق محمد مرسي. كان الناس هنا يهتفون للجيش الذي أزاح الإخوان المسلمين عن سدة الحكم. فيما كان المشهد قبل عام مختلف أيضا في رابعة العدوية بمدينة نصر وفي ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة، حيث تحصن الإخوان وأنصارهم ضد قرار إسقاط مرسي.

اختفى متحف ثورة 25 يناير

اختفت الشعارات المناهضة لأميركا ولرئيسها أوباما التي رفعت من قبل الطرفين. اختفت الكراسي التي توسطت الميدان واختفى أيضا متحف ثورة 25 يناير الذي أقامه شباب الثورة من الخيام. هنا عشب أخضر يرتاح بعض المارة عليه في المساء في منتصف الساحة الدائري، وهناك شرطة مرور ينظمون السيّر. وعند طرف الميدان تقف مجموعة صغيرة من السيدات والرجال رافعة شعارات مختلفة مؤيدة لمرشح الرئاسة المشير عبد الفتاح السيسي، الذي عزل مرسي ورشح نفسه نزولا عند (رغبة الشارع المصري). لكن شيئا واحدا لم يتغيّر: هؤلاء الأطفال المتسولون، يقفون غالبا أمام مطعم دجاج كنتاكي يراقبون الجالسين وهم يأكلون، ويفوز أسرعهم ببقايا الطعام إذا تمكن من الظفر بقطعة من الدجاج أو ببعض منها، يتركها زبون بإمكانه شراء وجبة يقارب سعرها أربعة يوروهات.

زوارق كانت مزدحمة بالسياح

 لم تشهد حياة الناس هنا تحسناً اقتصادياً ملحوظاً، بعد أقل من عام على فض اعتصامي رابعة والنهضة، وأكثر الناس هنا يعملون لكسب قوت يومهم. على كورنيش النيل مثلاً، تقف الزوارق النهرية الكبيرة بلا حراك. هذه الزوارق كانت مزدحمة بالسياح وكان على من يريد ركوبها، في رحلة نهرية يتخللها طعام العشاء ورقص شرقي تهتز فيه البطون والأفخاذ، أن يحجز مسبقا قبل أيام. أما اليوم، فالزوارق خالية يخيّم عليها الظلام. وتلاحظ علامات الإهمال بدأت بالظهور عليها وعلى الكورنيش أيضاً. فيما زاد عدد أماكن العبادة والصلاة بين المراكب على رصيف الكورنيش، فبين مسافة وأخرى هناك مسجد صغير.

يرفع شاب لافتة وهو يبيع في منتصف في القاهرة. A. Alkhashali
يرفع شاب لافتة وهو يبيع في منتصف الشارع في القاهرة. دعاية سياسية المحتوى.

بعض الباعة المتجولين أقاموا مكانا للصلاة تحت كوبري قصر النيل يتجهون إليه في أوقات الراحة أيضا، خاصة وأن المكان فارغ من الأجانب سوى من بعض العشاق، الهاربين من أنظار الفضوليين ومن الشمس تحت ظل أشجار زرعها الفرنسيون والإيطاليون، مازالت فارعة الطول رغم الغبار والتلوث، زُرعت بطلب من الخديوي إسماعيل قبل أكثر من مئة عام، والذي أمر ببناء حي جاردن سيتي المجاور للكورنيش.

 صخب على الكورنيش

العم محمود يجلس قرب احد المراسي، لاحظ أنني أجنبي فنهض من مكانه عندما اقتربت منه وسلم عليّ وطلب مني الصعود إلى أحد الزوارق الصغيرة. كان هناك بعض الصبية والفتيات في زورق مضاء بأضواء خضراء وصفراء تخرج منه موسيقى شعبية صاخبة. توقفت للحظة عنده، سلمت عليه وسألته أين السياح؟ قال: "لقد اختفوا، ماتت السياحة في مصر منذ الثورة، هذا ما بقي من الكورنيش، صبية أو بعض الأُسر تأتي أحياناً للتنزه في النيل عند المساء". كنت أرغب برحلة نهرية أيضاً، لكن الضوضاء التي تسببها الموسيقى الشعبية دفعتني للاعتذار للعم محمود، الذي يشكو مثل كل من يعمل في مجال السياحة من سوء الحال.

 أكملت طريقي، ثم وقفت لوهلة محاولاً معرفة الاتجاه المؤدي إلى وسط البلد. توقف شاب أمامي وحدثني بالإنجليزية، أجبته وبعد أن علم أنني من ألمانيا، رحب بي أكثر، فالألمان كرماء، (وليسوا بخلاء كالروس)، بحسب رأيه. أصر على إيصالي إلى الطريق المؤدي إلى وسط البلد. ألحّ عليّ أن أُمكنه من التعبير عن (كرمه وضيافته). فقبلت منحه فرصة مكذباً ظنوني. اتجهنا إلى الطريق الذي كنت أعرفه سلفاً. قال : "أظنك عربي". أجبته بالنفي في محاولة مني لأخذ الحيطة ومعرفة نيته. حاول امتحاني بالألمانية وعندما أجبته اِطمـأَنّ. قال إنه شارك في ثورة 25 من يناير، أظهر أصبعا ملتويا نتيجة الإصابة من قبل رجال أمن الدولة خلال التظاهرات، قال: "كسروه لي عندما كنت أهتف ضد مبارك". وعندما سألته عن الحادث. قال : "رفعت يدي خلال المظاهرة فضربت أصبعي حجارة وكسرته!!".

"حفل زواج للبيع"

وصلنا إلى الجادة. اقتربنا من محل لبيع الصور والتحف للسياح. اتضحت الصورة لي أكثر!. دخلنا إلى المحل، عرّفني على شريكه. قال إن شريكه سيتزوج غدا من شقيقته ويريد أن يعطيني هدية بهذه المناسبة. بدأنا نقترب من نهاية القصة! تحدث معه بالعربية، وكان على يقين أنني لا أعرفها. قال له : "خليه يدفع". ثم ذهب. أما الشريك فأخرج لوحة فرعونية من ورق البردي وأراد أن يعطيني إياها كهدية. ألح كثيرا أن آخذها. لكني رفضت، لكنه لم يتوقف عن الإلحاح، وعندما قبلت. قال: "هذه هديتي، فما هي هديتك؟" عشرون يورو مثلا. أعدتها إليه وغادرت المحل تاركا إياه ينادي دون أن ألتفت إليه. فقد مللت من هذه القصص في كل مرة أزور بها القاهرة أو المنتجعات السياحية في مصر.

مهمشين
مهمشين

السيسي بدأ يبتسم منذ ترشحه

 دخلت في زقاق ضيق متفرع من شارع قصر النيل، جلست في مقهى شعبي بسيط. جاءني صبي المقهى ووضع أمامي زجاجة من الماء، فطلبت منه (شاي كوشري). على يميني يجلس رجلان يتحدثان حول العمل، ومقابلهم يجلس صاحب المقهى مع رفاق له، فتيان وفتيات، يدخنون الحشيشة، علمت ذلك من رائحة الدخان المتصاعد ومن ضحكاتهم، فيما تعلوهم صورة معلقة  للسيسي بزي عسكري ونظارة سوداء وعلى وجهه صرامة القائد. صورته هذه تختلف عن صوره الجديدة بلباس مدني. فقد بدأ يبتسم منذ ترشحه للانتخابات، لكن ما يجمع الصورتين شيء واحد دائما، لا ينظر أبداً مباشرة إلى الكاميرا. عيناه دائما تتجهان نحو القادم المجهول. ولعل الوحيد الذي يعرف ما يدور في خلده  هو نفسه لا غير.

صباحي يكرر جملة العدالة الاجتماعية

 شربت الشاي ورحلت نحو فندق رمسيس هيلتون، ففي قاعة المؤتمرات يعقد مؤتمر صحفي للإعلان عن برنامج المرشح حمدين صباحي. كانت القاعة مكتظة بالصحفيين والحضور. عرض كل واحد من أنصار صباحي جزءا من برنامج صباحي الانتخابي. بعد أن ألقى قبلهم المرشح الرئاسي كلمة رحب بها بالحضور مكررا أكثر من مرة جملة العدالة الاجتماعية. كان بسيطا جدا، بدا لي أنه يعرف الجميع. امتد عرض البرنامج فخرجت أبحث عن كوب جديد من الشاي. حالفني الحظ، فهناك مقهى في الصالة، يجلس فيه بعض نزلاء الفندق. طلبت من النادل أن يحضر لي شايا. جاء به بعد أن تحدث مع شابين من الخليج، يضعان على شعورهم الطويلة قبعات البيسبول، ممتلآن ويدخنان الشيشة.

 خرجت من الفندق، كان على الرصيف المقابل للفندق رجل يمسح الأحذية،  فيما يستمر الزبون بالحديث من خلال هاتفه النقال. وعلى الرصيف الثاني مدد رجل كبير في السن جسده تحت الظل. بدأ بأداء بعض الحركات الرياضية لقدميه، يرفعهما ويضعهما كي يجري الدم في عروقهما من جديد. تساءلت: هل يعرف هذا المتسكع أن داخل الفندق يدور الحديث عن العدالة الأجتماعية؟ ألم يكن حريّاً بصباحي المعروف ببساطته أن يكون عرض برنامجه الانتخابي وسط الناس في العراء!

 مصري في القاهرة لم يزُر الأهرام يوماً

لم يتسنَّ لي زيارة أهرامات الجيزة خلال شهر رمضان الماضي 2013. فقررت التوجه هذه المرة (2014) إلى هناك، استأجرت سيارة أجرة  يقودها شاب لم يبلغ العشرين من العمر. في الطريق إلى هناك صادفتنا حوادث عدة، فعلى الاتجاه المعاكس للطريق انزلقت قطع من الخشب من سقف إحدى السيارات وكادت إحداها أن تسقط على فتاة كانت تعبر الطريق مع زميلاتها. لملم المتجمهرون القطع. وضعوها مرة أخرى على سقف السيارة، بعد أن تأكدوا من سلامة الفتاة. مررنا من الزحام الذي تسبب به الحادث. وانطلق السائق بسرعة بالسيارة التي يعمل فيها بالأجرة اليومية. قال: “لم أزر الأهرام يوما. يزورها أحيانا أشقائي الصغار. عندما أراهم يستمتعون بأوقاتهم أشعر بالسعادة". سألته لماذا لا يزورها؟ فأجاب :"لا وقت، لا مال. عليّ العمل، أنا أكبر إخوتي. والدي في الستين من عمره وهو لا يعمل". خمسون أو ستون جنيها هي أجرته اليومية كسائق. ربما أكثر وربما أقل. وأحيانا لا يدر عليه عمله أي ربح يذهب به لأمه.

 مررنا بمبنى جامعة القاهرة، حيث كان الإخوان قد نصبوا خيامهم وقطعوا الطريق لأشهر"في هذه الساحة قتل العشرات خلال المواجهات مع قوات الأمن بعد محاولتها فض الاعتصامات". سألته لمن سيمنح صوته خلال انتخابات الرئاسة. قال: "سأمنحه لمن يختاره المصريون كي يستقر البلد ونقدر نعيش". سألته لمن سيمنح صوته إذن، فقال: "للسيسي، يقولون مفيش غيرو رشح للانتخابات".

قصبة السكر ودم في الوجه

صراع على الطريق في القاهرة 2014. A. Alkhashali
صراع على الطريق. سرق شاب قصبة سكر وراح يرقص بمنتصف الشارع. اندلع صراع بينه وبين السائق ومساعده. أبى الشاب أن يهرب أو أن يترك القصبة.

 توقفنا لوهلة في إحدى التقاطعات المرورية. كانت هناك سيارة نقل صغيرة تنقل قصب السكر. اتجه أحد الفتيان إلى السيارة وسرق منها قصبة ثم راح يرقص في منتصف الشارع. نزل صاحب السيارة ومساعده الشاب، اندلع نزاع بينهم. كان القتال بالأيدي والأرجل في ساحة هي المسافات بين السيارات المتوقفة في الشارع. انضم لنصرة اللص نساء وأطفال شاركوا في ضرب السائق ومساعده الغرباء عن المنطقة. وفض بعض المارة النزاع الذي كانت حصيلته، جرح ينزف دما على وجه السائق الخمسيني العمر. ونصف قصبة لكل من الطرفين.

 وصلنا قرب الأهرامات، قطعنا جادة ، تسمى "بشارع العبيد" في حي نزلة السمان المجاور للهرم. لا يعرف مرافقي سبب تسمية الشارع بهذه التسمية. في الشارع بناء متداخل مع بعضه وبشر يبيعون في كل مكان، فيما يجلس أصحاب الخيول ينتظرون السياح خلف جدار من الأسمنت يفصل الحي عن الأهرامات ببضعة أمتار. تجولت بين الأهرامات التي تعاني المناطق حولها من الإهمال، قاذورات وبقايا مشروبا غازية هنا وهناك. بعض السياح من روسيا ومن فرنسا يتحركون بين الجدران القديمة، فيما يتصارع الصبية على بيع خدماتهم لهم والفوز ببعض المال.

قبرٌ لشاه منفي ولا قبرَ للسلطان

غادرت المكان واتجهت إلى قلعة صلاح الدين، حيث يقع مسجد محمد علي. يتسابق سائقو السيارات على الطريق المزدحم لنيل المقدمة أو أي فسحة في الزحام. في الطريق قرب القلعة تقع مقبرة قديمة يحيط بها سور يفصلها عن الطريق. توقفنا قليلا بسبب الزحام، كانت أمامنا سيارة ترفع صوت الموسيقى الشعبية عالياً. ومن فتحة كبيرة في الجدار العالي الذي يفصل المقبرة لاحظت بعض الأشخاص يدفنون فقيدا لهم، فيما استمر صوت الموسيقى الصاخبة في خلق مشهد بصورتين وبصوت واحد.

 على مقربة من القلعة يقع مسجدا الرفاعي ومسجد السلطان حسن. داخل مسجد الرفاعي تقع مقبرة العائلة الملكية لأسرة محمد علي. قبر الخديوي إسماعيل ووالدته خوشيار هانم، التي أمرت ببناء المسجد على ضريح الشيخ أحمد عز الدين الصيّاد الرفاعي، أحد أحفاد الأمام أحمد الرفاعي صاحب الطريقة الرفاعية الصوفية. والذي يقع قبره في جنوب العراق في الصحراء قرب محافظة ميسان. تضم المقبرة أيضا قبر الملك فاروق وشاه إيران محمد رضا بهلوي. لم أعلم كل هذا إلا بالصدفة، بعد أن ناداني أحد حراس المسجد، فتح لي باب المقبرة فدخلت. فتح الحارس الضوء وكشف عن قبر الخديوي إسماعيل وزوجاته. نظر إلي وقال:"بنى هؤلاء الكثير، ولم يأخذوا معهم شيئاً، بل عمّروا البلد، مش مثل مرسي اللي سرق". لم أعلم تفاصيل أكثر من الحارس عن أي سرقة يتحدث. لكن هذه ليست المرة الأولى التي أسمع فيها صب اللعنات على مرسي وحكم الإخوان. أعطيته بقشيشا، ثم سلمت عليه ورحلت.

اتجهت إلى مسجد السلطان حسن بن قلاوون الذي يبعد أمتارا قلائل عن المسجد الأول. المسجد تحفة معمارية بني قبل حوالي سبعمئة عام. في داخل باحة المسجد أربع أبواب تشير إلى مدارس المذاهب السنية الأربعة. لم يمهل القدر السلطان حسن ليشاهد اكتمال بناء المسجد الذي يحمل اسمه، فقد اختفى السلطان ولم يعرف له مكان أو قبر.  تبادلت الحديث مع شباب رحبوا بي بعد معرفتهم أنني من العراق.

مسجد
مسجد

الشابان يهويان العمل في السياحة، يقرآن الكثير عن أصول البناء المملوكي وعن المساجد المملوكية ويذهبان أبعد من ذلك حتى العصور الفرعونية، لكنهما تفاجأ بأن هناك حضارة اسمها سومر في جنوب العراق وفيها اكتشفت الكتابة أول مرة. قال لي أحدهم ويدعى إسلام: "كنت أظن أن تاريخ العالم بدأ منذ 3200 قبل الميلاد، وهي الفترة التي بدأ فيها حكم الأسرة الفرعونية الأولى". وبينما نتحاور تساءلت سيدة عن اتجاه القبلة، رافضة الصلاة في ذلك الاتجاه لأن مقبرة تقع خلف المنبر. ودار حديث طويل بينهم عن الجدار العازل للمقبرة وعن قدرتها على التوجه للصلاة من إيوان آخر.

 مسجدان يضمان آثار ملوك وسلاطين مماليك، خديوي نُفيَ من مصر بعد أن بناها، وشاه إيران الشيعي الذي نفي من بلاده ومات ودفن في مصر. وسلطان لا قبر له، بنى تحفة معمارية ورحل دون أن يراه أحد. وخارج المكان في الشارع ترفع صوَر لمرشح الرئاسة المشير عبد الفتاح السيسي.

 يقطع النيل طريقه وسط القاهرة غير آبه بالناس، ولسان حاله يقول: لا فرعون ولا ملك ولا رئيس بقي إلى الأبد حاكماً لهذه الأرض.

 

 

عباس الخشالي - القاهرة

تحرير: علي المخلافي

حقوق النشر: قنطرة 2014