مشروع ''إرادة'' في الأراضي الفلسطينية .......مشروع المرأة الاقتصادية

مشروع "إرادة" يسعى إلى تنمية النساء المهمشات في الأراضي الفلسطينية اقتصاديا وثقافيا وسياسيا. ويأتي بمبادرة من الشابة فداء أبو تركي التي حصلت على جوائز عالميه تكريما لمشروعها الريادي في المنطقة. مهند حامد التقى فداء أبو تركي وأعد لنا هذا التقرير حول المشروع والتحديات التي تواجها المرأة في الأراضي الفلسطينية.

الكاتبة ، الكاتب: مهند حامد

مشروع "إرادة" حاضنة أعمال المرأة الفلسطينية الذي ينفذه المركز الفلسطيني للاتصال والسياسات التنموية في الأراضي الفلسطينية، الذي يستهدف تنمية النساء في المناطق المهمشة من خلال تقديمه مشاريع تنموية مدرة للدخل. " كانت فكرة المشروع هو تأسيس أول حاضنة أعمال نسائية على مستوى الوطن العربي من خلال تقديم مشاريع صغيره لدعم المرأة الفلسطينية المهمشة، من خلال تحديد احتياجات النساء المستهدفات في المناطق المهشمة، وإخضاع المستفيدات لدورات تدربيه لتأهيلهن لإدارة مشاريعهن وتسويق المنتجات ، وحضانة المشروع لمدة من 3-5 سنوات"، كما تقول صاحبة فكرة المشروع فداء أبو تركي.

ويقدم البرنامج منح غير مستردة تتراوح ما بين2000- 3000 دولار لكل امرأه مستفيدة ، من خلال عدد من المانحين والممولين الدوليين. وتتنوع المشاريع من مشاريع تربية المواشي والنحل والأعشاب الطبية. ويتم رعاية المشروع وتقديم الإشراف والتسويق حتى يصبح مشروعا قادرا على النهوض والاستمرارية.

دعم المرأة اقتصاديا

الصورة مهند حامد
من مشاريع الدعم التي يقدمها مشروع "إرادة"

​​ونجح المشروع في إيجاد مصدر دخل لأكثر من ألف أسرة فلسطينية من الأسر التي تعاني من الفقر في محافظة الخليل. كما ساهم في رفع مستوى المرأة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، ووفر المشروع فرص عمل لنساء ذوي الاحتياجات الخاصة. وفي هذا السياق تقول أبو تركي "تمكين المرأة اقتصاديا هو تمكين قدرتها في المجتمع، فعلينا أن نزيد من دخل المرأة لذلك نحن نقدم المشاريع التي هيه ترتئها وتناسب مع إمكانيتها، وفي نهاية تستطيع المرأة التي كانت مهمشة أن تفرض نفسها في المجتمع كامرأة لديها مشاريع ولديها القدرة على الإدارة في المجتمع".

وتضيف أبو تركي أن ما يميز هذا المشروع هو تبنيه للمرأة المهشمة واحتضان مشروعها، موضحة أن هناك مؤسسات عديدة تمنح مشاريع داخل فلسطين وخارجها ولكنها تقتصر فقط على تقديم الدعم المادي للمشروع وكانت الميزة في مشروعنا هو احتضان للمرأة المهمشة وللمشروع نفسه لمدة طويلة حتى يصبح قادرا على إدارة نفسه والاستمرار، بالإضافة إلى تقديم الدعم والإسناد لأي مشكله تواجهه المستفيدات في المشروع من خلال طاقم مختص من الحاضنة لتقديم المساعدة وحل المشاكل التي قد يواجها المشروع.

عقبات وتحديات

 

الصورة مهند حامد، من مشاريع لدعم
مشرع"إرادة" يهدف إلى تمكين المرأة الفلسطينية المهمشة اقتصاديا

​​

وكان الهدف الرئيسي من المشروع هو تأهيل وتمكين السيدات في المناطق المهشمة وخصوصا في المناطق القريبة من الجدار الفاصل. وتقول أبو تركي: "قمنا بتدريب نساء أميات والآن أصبحن قادرات على إدارة مشاريعهن وتوسيعها ، وكانت هناك أربع سيدات من المستهدفات ليس لديهن أي فكرة عن العمل المجتمعي أو السياسي وبعد تلقيهن دورات تدربيه أصبحن من الناشطات في مناطقهن وأصبحن أعضاء بلديات، والمشروع لا يقتصر على التدريب الاقتصادي بل يسعى أيضا الى زيادة قدرت المرأة وتمكينها في المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية ".

وتواجه مشاريع التنمية للمرأة الفلسطينية عقبات اجتماعية وتمويلية كما تبين أبو تركي فمن الناحية الاقتصادية هناك عدد كبير من النساء بحاجه لمشاريع التمكين والدعم ونحن في الحاضنة لا نستطيع تقديم مشاريع لكل المتقدمات فالتمويل الذي نحصل عيه لا يكفي لذلك. وهناك من ناحية اجتماعية كان الزوج أحيانا يعارض توجه زوجته لحضور ورشات العمل التدريبية ولعدم اقتناعه بقدرة زوجته على إدارة المشروع. ولكن استطعنا بالتحدي وبالنجاحات التي حققتها المشاريع أن تكسب المرأة أسرتها وأصبحت مصدر دخل ومعيلا لكثير من الأسر الفلسطينية.

تهميش مؤسساتي للمرأة

من مشاريع الدعم، الصورة مهند حامد
"المرأة الفلسطينية تتعرض لتهميش وخصوصا في المناطق الريفية، حيث تعاني من تهميش حكومي ومؤسساتي وصحي ومجتمع مدني"

​​"المرأة الفلسطينية تتعرض لتهميش وخصوصا في المناطق الريفية، حيث تعاني من تهميش حكومي ومؤسساتي وصحي ومجتمع مدني، وبالغالب يأتي هذا التهميش بحجه عدم قدرة هذه المؤسسات العمل في مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية ، ونحن بدورنا ركزنا على هذه المناطق وقدمنا مشاريع تنموية استطعنا من خلالها زيادة دخل الأسرة بما يقارب 200 دولار شهريا، وأنا القي اللوم على مؤسسات المجتمع المدني المهمشه للمرأة ودورها".كما توضح ذلك أبو تركي.

وتبنين الإحصائيات الفلسطينية ان نسبة الفقر والبطالة عند الفتيات الريفيات تصل الى 83% التي تعد أكثر الشرائح تهميشا وحرمانا، وتسعى مؤسسات نسويه عديدة تنشط في الأراضي الفلسطينية بدعم من دول الاتحاد الأوروبي ومؤسسات مانحة أخرى لتقديم برامج الدعم والتمكين من خلال تنفيذ برامج تنموية محدودة لمساعدة المرأة في إيجاد فرص عمل وحثها على المشاركة الاجتماعية والسياسية.

تكريم في منتدى"دافوس

الصورة مهند حامد
دورات تأهيلية وإرشادية للمستفيدات من المشاريع

​​وسينفذ المشروع خلال السنوات القادمة في خمس دول عربية مصر ولبنان واليمن والأردن وسوريا التي تعاني فيها النساء الريفيات من التهميش ولتشابه الوضع الاقتصادي والاجتماعي مع المرأة الفلسطينية، الذي نجح المشروع في المساهمة في عملية التنمية وزيادة قدرة المرأة الفلسطينية على المشاركة في المجتمع مما حذا بهذه الدولة لتعميم والاستفادة من هذه التجربة، كما تقول أبو تركي. .

وقد حصلت فداء أبو تركي على جائزة منظمة "أشوكا" العالمية على أفضل مبادرة شبابية ريادية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وعلى والمرتبة الثالثة على مستوى العالم لمشروع "إرادة"، وكذلك حصلت على جائز الملك عبد الله الانجاز والإبداع الشبابي في منتدى "دافوس" الاقتصادي الذي عقد مؤخرا في البحر الميت. وكذلك شاركت في تأسيس مركز الدراسات التنموية وكذلك في تأسيس المركز الفلسطيني للاتصال والسياسات التنموية وهي مؤسسة تنموية ريادية تعمل في جميع الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة وأصبحت مديرته المالية والإدارية. وتعد أبو تركي أصغر شابه في الوطن العربي تدير مؤسسة مجتمع مدني.


مهند حامد- رام الله
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2011