مائة سنة من الاهتمام بفنون الشعوب الإسلامية

نجد في برلين متاحف شتى منها تختص بالثقافة العربية، وبالحضارات القديمة كالفرعونية وحضارة بلاد الرافدين، ومنها "متحف الفنون الاسلامية" الذي يحتفل هذه السنة بالذكرى المئوية لتأسيسه.

الصورة: متحف الفنون الإسلامية في برلين

​​تكاد العاصمة الالمانية برلين تكون عاصمة المتاحف. بل بها منطقة واسعة تعرف بجزيرة المتاحف. ومن بينها عدة متاحف تختص بالثقافة العربية، وبالحضارات القديمة كالفرعونية وحضارة بلاد الرافدين، ومنها "متحف الفنون الاسلامية" الذي يحتفل هذه السنة بالذكرى المئوية لتأسيسه.

في يوم الثامن عشر من أكتوبر/تشرين الاول عام 1904، قام فيلهلم فون بوده الذي كان آنذاك يتولى ادارة المتحف الملكي، بتأسيس قسم للفن الاسلامي في متحف القيصر فريدريش، تدفعه الرغبة في الاهتمام بالفنون غير الاوروبية بالقدر نفسه الذي تحظى به فنون أوروبا.

ضم قسم الفن الاسلامي في البداية بعض المقتنيات منها "واجهة المشتى" وهي هدية من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني الى قيصر ألمانيا، ومنها تشكيلة غنية من السجاد الشرقي الثمين وهي من مقتنيات بوده الشخصية. وفي وقت لاحق أضيفت الى تلك المحتويات قطع فنية صغيرة كانت ضمن ممتلكات المستشرق فريدريش زره الذي كان أول مدير للمتحف، وقطع من الفن الاسلامي من مقتنيات بعض المتاحف الاخرى.

الحرب وانقسام ألمانيا

وفي عام 1932 انتقل قسم الفن الاسلامي الى متحف برغامون، الذي كان مبناه حديث الانشاء آنذاك. وعندما بدأت الحرب العالمية الثانية في عام 1939 تم اغلاق المتحف، لكن ذلك لم يمنع تعرض محتوياته من السجاد الثمين للتلف والحريق، كما دمر البرج الأيسر من واجهة المشتى.

هذا وقد اعيد افتتاح المتحف في عام 1954. وتضم مقتنيات المتحف فنون الشعوب الاسلامية من القرن الثامن وحتى القرن التاسع عشر من دول شتى كأسبانيا والهند ودول الشرق الأدنى ومصر وايران، وهى تتنوع من الاعمال الفخارية الى قطع الزينة والحلى والزخرفات الهندسية، بالاضافة الى الحفريات التى اكتشفت في قصور مدينة سامراء الأثرية.

وبجانب الفنون التشكيلية نجد أيضا فن الصناعات اليدوية بكل خاماته المختلفة كأوعية السيراميك وأعمال من الخشب والحديد والزجاج والمنسوجات المختلفة والسجاد وفن الخط العربي والفارسي.

ولدى انشطار دولة ألمانيا الى جمهوريتين، واحدة في الغرب هى جمهورية ألمانيا الاتحادية وأخرى في الشرق هى جمهورية ألمانيا الديمقراطية، انقسم المتحف الى اثنين ايضا. ثم استعاد وحدته بعد الوحدة الالمانية. وهو بمحتوياته الحالية لا يقل عن مستوى متاحف عالمية كاللوفر الفرنسي والمتحف البريطاني ومتحف الارميتاج الروسي.

احتفال يرضي كل الأذواق

وبمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسه، أحيت إدارة المتحف عدة احتفالات في برلين. تحولت الباحة أمام صالة المتحف طوال يومين كاملين الى خيام شرقية هى قمة في الصنعة والابداع، ثم أقيم مكانها في نهايه الاسبوع سوق شرقية، قدمت فيها الحلويات الشرقية والشاي والقهوة ووعرضت فيها المنتوجات الشرقية المختلفة وقد أرضى البرنامج بتنوعه كل الاذواق.

إذ شملت عروضه مسرحيات باللغتين الألمانية والتركية، ومسرحا للعرائس. كما اقيمت خلاله مسابقة رسم للأطفال، وورشات عمل متعددة، وعزفت الموسيقى التقليدية مصحوبة بالرقص الفولكلوري، وقام حكواتي محترف بقص حكايات خوجة نصر الدين، أي جحا التركي.

بقلم نهلة طاهر، دويتشه فيلله 2004