قصة حب فلسطينية في برلين

يتزايد وقع أثر الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي باضطراد على مصير الناس في المنطقة. وينص أحد القوانين الإسرائيلية الجديدة على منع العرب القادمين من المناطق المحتلة من الإقامة في إسرائيل، كما يمنع العرب الإسرائيليون من الإقامة في المناطق الفلسطينية. في برلين تحدث بيتير فيليب مع متضرَرين.

الصورة: أ ب

​​يتزايد وقع أثر الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي باضطراد على مصير الناس في المنطقة وعلى حياتهم اليومية. وينص أحد القوانين الإسرائيلية الجديدة على منع العرب القادمين من المناطق المحتلة من الإقامة في إسرائيل، كما يمنع العرب الإسرائيليون من الإقامة في المناطق الفلسطينية. في برلين تحدث بيتير فيليب مع متضرَرين.

تبعد منطقة غزة عن باقة الغربية مسافة حوالي ساعة سفر بالسيارة. وكلاهما مناطق عربية فلسطينية. فبينما غزة تقع ضمن مناطق السلطة الفلسطينية أو المناطق الفلسطينية المحتلة، فإن باقة الغربية من ضمن المناطق التي احتلت في عام 1948 وتقع في إسرائيل – وسكانها فلسطينيون يحملون الجنسية الإسرائيلية.

أما برلين فتبعد مسافة أربع ساعات طيران عن تلك المناطق. وفي برلين التقى في السنة الماضية كل من يزيد أبو طير من غزة وكفاح مصاروه من باقة الغربية. واليوم يعيشان في برلين ولكن ليس بمحض إرادتهما، كما يوضح يزيد قائلا:
"إن مشكلتنا هي أننا تزوجنا منذ خمسة أشهر – زوجتي ممنوعة من القدوم إلى غزة وأنا ممنوع من الذهاب إلى باقة الغربية – وهي قرية في إسرائيل".

حاولت إسرائيل باستمرار منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 1967 منع سكان هذه المناطق المحتلة من القدوم إلى إسرائيل إذا تزوجوا من مواطنين إسرائيليين. حتى وإن كان الموضوع يتعلق بشخصين من أصل عربي. وهناك قانون جديد يمنع ذلك منعا باتا: يمنع العرب القادمون من المناطق المحتلة من الإقامة في إسرائيل، كما يمنع العرب الإسرائيلين من الاقامة في المناطق الفلسطينية.

"أننا لا نعرف إلى أين المصير. لقد أصبح الطريق الوحيد أمامنا هو البقاء في ألمانيا."

ويقدر عدد المتضررين من هذا القانون بحوالي 30000 شخص. وبالرغم من ادعاءات إسرائيل بأنها في حال التوصل إلى سلام ستوافق على لّم شمل العائلات أيضا، فإن واقع التجربة يدل على عكس ذلك. إن تداعيات هذا الواقع سيئة جدا بالنسبة للمتضررين منها. وتقول كفاح مصاروه في هذا الخصوص:

"إنني أشعر بأنني عوقبت. إنني أحس بالألم حين أتذكر أنني خسرت إرثي وأقاربي وبلدي وأهلي، وجئت إلى هنا كشخص صغير مجهول. علي ان أبدأ الآن من الصفر. بلا لغة. ليس لي هنا من قريب وهذا صعب علي جدا."

درست كفاح مصاروه في إسرائيل، وعملت في التلفزيون، حيث كانت شخصية معروفة. وها هي اليوم تحاول العمل في برلين كمراسلة صحفية لوكالة الأنباء الفلسطينية. ويشعر المرء كيف أنها تحس وكأنها ضائعة هنا، خاصة وأنها فقدت محيطها السابق. ليس العائلة فقط، بل مجمل الإطار الثقافي الذي كانت تعيش ضمنه. لكنها تريد أن تعيش مع زوجها، وفي حال تعذر الأمر في إسرائيل وفي غزة، فليكن ذلك في برلين.

أما فيما يتعلق بخلفية الأسباب الكامنة وراء سن هذا القانون فيعتقد الشاب الفلسطيني يزيد قائلا:
"إنهم يدعون بأن هذه العملية ليست سوى عودة مبطنة إلى إسرائيل، ولكنه عذر أقبح من ذنب. لا يوجد مبررات لذلك."

وكفاح أيضا لا يمكنها فهم ذلك. فبالرغم من كل الشعور بالإحباط الذي ينم عنه كلامها، ألا أنه يحتوى على قدر من السخرية، حينما تتحدث عن حصولها على تأشيرة إقامة لمدة سنتين من قبل دائرة شؤون الأجانب – لأنها تحمل جواز سفر إسرائيلي، وتقول:

"لم أشعر يوما ما بأني إسرائيلية. لكن عندما ذهبت إلى دائرة شؤون الأجانب وقلت بأني إسرائيلية، فقد أفادني ذلك. فعلى الأقل شعرت بأني أتمتع في موضوع واحد بالإمتياز."

بقلم بيتر فيليب، دويتشه فيلله
ترجمة مصطفى السليمان