ترحيب أوربي باستعادة العراق سيادته

قبل الموعد الرسمي، وبمناسبة تسليم سلطات الاحتلال الأميركية إلى القيادة العراقية المؤقتة السيادة على البلاد، هنأت ألمانيا ودول أوربية أخرى المسؤولين العراقيين مؤكدين على مواصلة الدعم والمساندة

هنأ رئيس الدولة الألمانية يوهانس راو والمستشار غيرهارد شرودر الرئيس العراقي والحكومة العراقية الموقتة بمناسبة تسلمهما السيادة على البلد من السلطات الأميركية في حفل أقيم في بغداد اليوم الأثنين وقبل يومين من الموعد المقرر. وأكد المسؤولان الكبيران على استعداد ألمانيا لتقديم الدعم المطلوب للعراق وشعبه.

وقال رئيس الدولة راو في برقية تهنئة أرسلها إلى الرئيس العراقي غازي الياور إنه بعد سنوات طويلة من العذاب في ظل الحروب والديكتاتورية "يتطلع العراق الآن إلى العيش في سلام وأمن كبيرين" مشيرا إلى أنه "سيكون على القيادة العراقية الجديدة تحمل مسؤوليات كبيرة خلال الأشهر المقبلة لإيصال البلد إلى علاقات استقرار وإلى مستقبل يؤمن الحريات والاستقلال في أجواء من الديموقراطية ودولة القانون".

ورأى راو أن لدى الشعب العراقي الآن فرصة تقرير مصيره بنفسه معربا عن أمله في أن يتمكن الرئيس ياور من وضع حد للعنف والإرهاب وتمكين مختلف الاثنيات والأديان من العيش سويا بسلام.

وبدوره هنأ المستشار شرودر الحكومة العراقية المؤقتة على نيلها السيادة. وقال المتحدث باسم الحكومة هانس هيرمان لانغوت إن القائم بأعمال السفارة الألمانية في بغداد برند إربل سلَّم اليوم رئيس الحكومة الموقتة اياد علاوي برقية التهنئة التي أرسلها شرودر. ووصفت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية عملية نقل السيادة بـ"الخطوة الهامة على طريق العودة إلى دائرة الدول المستقلة".

وكما ذكرت مصادر قريبة من الوفد الألماني المشارك في قمة حلف الناتو في اسطنبول برئاسة المستشار شرودر تلقت الحكومة الألمانية بصورة إيجابية أخبار نقل السلطة إلى العراقيين قبل يومين من موعد تسليمها رسميا. وإزاء موجة العمليات الإرهابية في البلاد تعتبر عملية التسليم المبكر مساهمة في إرساء الاستقرار فيه.

وفي تصريح أدلى به إلى التلفزيون الألماني أكد المستشار شرودر أن ألمانيا لن ترسل جنودا إلى العراق لكنها على استعداد لمواصلة تدريب أعداد أكبر من شرطته وتمكين كوادره الأمنية من إجراء دورات دراسة وتدريب في معاهد ألمانيا العسكرية.

ترحيب شامل لتسليم السلطة الى العراقيين

ورحبت معظم دول العالم بعملية نقل السلطة الى العراقيين قبل الموعد المقرر، وأكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على أنها محاولة "لأخذ زمام المبادرة" من المسلحين، معتبرا أن الشعب العراقي سيرى قادته يتولون المسؤولية في بغداد.
أما استراليا التي كانت من أشد المؤيدين للولايات المتحدة في حربها على العراق والتي شاركت بقوات قوامها حوالي ألفي جندي، فقد رأت أنها خطوة باتجاه الديمقراطية.

وفي اسطنبول، رحب وزير الخارجية التركي عبد الله غول بنقل السلطة ودعا المجتمع الدولي الى مساعدة البلد الذي مزقته الحرب، ووصف هذه الخطوة بأنها جيدة.

وأعربت روسيا عن استعدادها للعمل مع الحكومة العراقية الجديدة وصرح وزير الخارجية الروسي أن بلاده مستعدة لتطوير الاتصالات مع الحكومة العراقية الجديدة، مشترطا ذلك بالطريقة التي ستعمل فيها الحكومة على تقوية العملية السياسية وتوسيع القاعدة الاجتماعية السياسية في البلاد.

أما فرنسا التي عارضت بشدة الحرب على العراق، فقد استقبلت الخبر بحذر حيث صرحت المتحدثة باسم الرئاسة الفرنسية أن فرنسا أخذت علما بهذا الحدث المهم الذي اعتبرته مرحلة في العملية السياسية التي ستمتد حتى عام 2005، وشددت على ضرورة أن تلي هذه الخطوة مراحل أخرى توجه فرنسا بشأنها تمنيات بالنجاح الى الحكومة الانتقالية والى الشعب العراقي.

وأكدت المفوضية الأوروبية في تصريح صدر في بروكسيل على أن الحدث مهم معتبرة إياه مرحلة أولى في الطريق الى الديمقراطية ومؤكدة على أن هدف المفوضية هو بناء علاقة طويلة الأمد مع العراق. هذا ورحبت إيران بأي خطوة باتجاه انهاء الاحتلال من قبل قوات أجنبية، ومن شأنها أن تقود الى حكومة مبنية على رأي الشعب العراقي واعتبرت أن موعد نقل السطة قد تأخر.

لينا هوفمان واسكندر الديك، دويتشه فيلله 2004