بداية جديدة بين العدوين اللدودين؟

تشهد العلاقات الدبلوماسية بين الهند وباكستان تحسنا مفاجئا. قبل أشهر قليلة لم تكن هناك أية وسائل مواصلات تربط بين البلدين. توماس بيرتلاين تحدث مع بعض الباكستانيين الذين حضروا المنتدى الاجتماعي العالمي في بومباي

الصورة: ماركوس كيرشكيسنر

​​تشهد العلاقات الدبلوماسية بين الهند وباكستان تحسنا مفاجئا. قبل أشهر قليلة لم تكن هناك أية وسائل مواصلات تربط بين البلدين، ناهيك عن شروط التأشيرة. توماس بيرتلاين تحدث مع بعض الباكستانيين في بومباي

تقول هناء شهيده: "أهم شيء في الحقيقة هو أنه كانت هناك أسطورة حول الهوية الهندية والباكستانية وتحطمت الآن، لأن في أذهاننا أشياء كثيرة لم تتضح لنا ولم نقم بالتفكير فيها، كأن نقول: الهنود كذا وكذا، أعني لقد عشت أنا أيضا في الخارج واتضح لي أن الهنود بشر أيضا. لكن أطفالنا يظنون أن الهنود كائنات غريبة."

وقد اتضح لطيبة رياض أن الهنديات لديهم أفكار غريبة بعض الشيء عن جاراتهن الباكستانيات:
"ظنت إحداهن مثلا أن النساء الباكستانيات متخلفات لدرجة أنهن لسن قادرات على الخروج من بيوتهن وقد اندهشت جدا وقالت: أنتن أيتها الشابات قد أتيتن إلى هنا وتتكلمن مع الناس، لقد ظننا أنه غير مسموح لكّن بالحديث مع أحد."

أما فالي حيدر من كراتشي فقد استحوذ الهنود والهنديات على إعجابها وقالت:
""الناس هنا منفتحون جدا، إنني أرى النساء يتنقلن بواسطة الريكشا دون أية مشكلات، بل ويقدن دراجات بخارية. نحن نظن في باكستان أن الهند بلد محافظة مثل بلدنا. لكنهم أكثر تقدما في أفكارهم عنا في باكستان. لا بد أن نعترف بذلك، وأن نأخذ عنهم الأشياء الجيدة في تصوراتهم القيمية."

استمرار العلاقات

التعرف على الآخر، والتخلص من الأحكام المسبقة: إنها الخطوة الأولى . تبين تجارب الوفد الباكستاني في المنتدى الاجتماعي العالمي بوضوح تام، أنه حينما يتبادل الهنود والباكستانيون الزيارات، فبعد وقت قليل، لن يكون للحكومات أية فرصة للإبقاء على سياسة النزاع. الرغبة في السلام والموجودة لدى كلا الشعبين تتغلب ببساطة على كل النزاعات. يهتم الوفد الباكستاني في بومباي في المقام الأول باستمرار العلاقات المتبادلة وتوطيدها.

وقد استطاع كامران لفت انتباه المنتدى الاجتماعي العالمي الذي أقيم في منتصف شهر يناير/كانون الثاني في بومباي إلى فكرة وهي:
"انظروا هنا في الهند هناك أكاديميون وخبراء أكثر بكثير من عندنا في باكستان، أي أننا باستطاعتنا أن ندعو أناس من المتخصصين الهنود إلينا لعمل ورش عمل وعقد ندوات عن كل القضايا والموضوعات العالمية، سواء كانت العولمة أو السلام أو الأسلحة. إننا ندعو ضيوفا من الخارج من كندا والولايات المتحدة وإنكلترا، فلم لا ندعو أناس منا لنستفيد من خبراتهم في مجال تخصصهم."

كرم باكستاني

وكرمان كريم جدا في دعوته، وهكذا يبدو الكرم الباكستاني:
"في الركن الخاص بالمنتدى الاجتماعي الباكستاني الذي جلسنا فيه اليوم كان معظم الزوار من الهند. وسألني بعضهم من أين أنت؟ نريد أن نذهب إلى لاهور! أي حيث أسكن أنا- ويقولون نريد السكنى عندك وليس بالفندق. وأقول لهم مرحبا! وأيا ما كانت أسباب مجيئهم، فجميعهم يريدون التعرف على حياتنا اليومية. لا تظن أن هذا شيئا سلبيا، لقد كانت هذه رغبة داخلية لديهم، أن يسكنوا عندنا في بيوتنا. وقلت لهم "من الأفضل أن تقوموا بترتيب الأمور مع زوجتي" ويضحك بصوت عال "معظم من أتوا دعوتهم إلي، وسنرى كم منهم سيأتي وكم منهم أستطيع إيواءهم. وهكذا جرت الأمور."

أجرى الحوار توماس بيرتلاين، دويتشه فيلله 2004
ترجمة أحمد فاروق