الإرهاب يستهدف الجميع

أخيرا انتهى القلق حول مصير سوزانه اوستهوف. التفاصيل حول اختطافها كتفاصيل اطلاق سراحها لم تعرف بعد. استهدف الإرهابيون مواطنا ألمانيا رغم رفض المانيا المشاركة في الحرب على العراق. تعليق بيتر فيليب.

سوزانه أوستهوف، الصورة: د ب أ
سوزانه أوستهوف: ضحية إرهابيين في العراق

​​

وليس بذي أهمية خلال الساعات الأولى التي أعقبت اطلاق سراحها، اقتفاء آثار الخاطفين وبحث الأسباب الكامنة وراء اقدامهم على اختطافها. تلك الأسباب التي لا يعرف المرء عنها سوى قليل القليل، ومن ذلك أنهم لم يقوموا بتلك الخطوة لأسباب مادية أو سياسية، ولكن لاعتقادهم أن عالمة الآثار الألمانية تشتغل بالجاسوسية. وكيفما كانت الأسباب، فلا شيء بامكانه أن يضفي الشرعية على اختطاف وتهديد المدنيين.

اطلاق سراحها بعث الارتياح في نفوس من استبد بهم القلق لمصيرها وناضلوا من أجل تحريرها. وهو أمر رفع العبئ عن الحكومة الالمانية. فرغم رفض المانيا المشاركة في الحرب على العراق تحولت الى هدف للارهابيين. تجربة اكتوى بها الفرنسيون من قبل، فعديد من الصحفيين الفرنسيين تم اختطفافهم في العراق، رغم أن فرنسا وقفت الى جانب المانيا ضد حرب العراق.

يثبت هذا حقيقة أن الارهاب يستهدف الجميع، وأنها صفة لصيقة بالارهابيين، صفة التعامل الأعمى مع المدنيين. فالهدف الأساسي بالنسبة لهؤلاء الارهابيين هو الحيلولة دون استمرار الحياة بطريقة طبيعية.

وسوزانه اوستهوف كانت من القلائل في العراق الذين لم يسمحوا لهذه الأخطار بعرقلة عملهم. بعضهم وصف موقفها بالمبالغ فيه، البعض الآخر بالالتزام الانساني العميق. وكيفما كانت الأسباب التي دفعتها، فهناك القليل من الناس الذين هم على شاكلتها.

وعليه من الواجب أن نكون فخورين بتلك الأقلية من نوع سوزانه اوستهوف التي تضحي بالغالي والنفيس من أجل الناس في العراق. لكن هنا في المانيا غاب هذا الأمر على الكثيرين.

بخلاف فرنسا وايطاليا التي شهدت خروج الناس الى الشوارع مطالبين باطلاق سراح الرهائن. أسواق عيد الميلاد كانت على ما يبدو أهم من ذلك. ولربما يكون في هذا درس لنا. فلا يكفي أن يصوت المرء ضد الحرب، بل يتوجب على المرء أن يهتم أيضا بمصير الضحايا.

سوزانه اوستهوف كانت من هذا النوع، وسقطت ايضا ضحية ذلك. وعلى اطلاق سراحها أن يدفعنا على الأقل الى التفكير بما حدث، خصوصا في هذه الأيام التي تسبق احتفالات اعياد الميلاد.

بقلم بيتر فيليب
ترجمة رشيد بوطيب
حقوق الطبع دويتشه فيلله 2005

قنطرة

هل يمكن اقامة مجتمع مدني في العراق بعد الفوضى والدمار؟
هيمنة الدين والتقاليد العشائرية على السياسة العراقية الحالية هو نتاج نظام البعث العربي الاشتراكي الذي خرب أثناء فترة حكمه البنية التحتية لبناء مجتمع مدني ومشهد سياسي تعددي. تحليل سامي زبيدة.