أول وزيرة ألمانية مسلمة...سابقة تاريخية وصلاحيات محدودة

شهدت التشكيلة الوزارية الجديدة في ألمانيا سابقة تاريخية بتعيين امرأة مُسلِمة وزيرةً لشؤون الهجرة واللاجئين والاندماج. وقد لقي ذلك ارتياحا كبيرا بين فئات المجتمع من ذوي الأصول الأجنبية، رغم أن الوزيرة الجديدة آيدين أوزغوز لا تستطيع في منصبها سوى دراسة التوصيات وعرض أفكارها على الرأي العام، أما اتخاذ القرارات فليس من صلاحيتها. ميشائيل هارتليب يعرفنا أكثر عليها وعلى موقعها الجديد وعلى بعض ردود الأفعال حول تعيينها في هذا المنصب.

الكاتبة ، الكاتب: Michael Hartlep

تعيين امرأة مسلمة كوزيرة اتحادية من أبرز مفاجآت التشكيلة الوزارية الجديدة لحكومة الائتلاف الكبير الموسع في ألمانيا. وهي سابقة لم تشهدها ألمانيا من قبل.

أيدان أوزغوز، النائبة البرلمانية عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والمنحدرة من أصول تركية عُينت وزيرة لشؤون الهجرة واللاجئين والاندماج للدولة الألمانية الاتحادية. وهو ما اعتبر "رسالة تحمل مغزى" موجهة بشكل خاص لفئات المجتمع الألماني من ذوي الأصول الأجنبية.

مسيرة مميزة

أوزغوز البالغة من العمر 46 عاما، قطعت مسيرة سياسية مميزة. فقد ولدت وكبرت في هامبورغ شمال ألمانيا، وتشبعت بقيم العائلة التركية المهاجرة التي كانت تعطي للتعليم والنجاح الاقتصادي والعدالة الاجتماعية أهمية بالغة.

وبعد إنهائها مرحلة الثانوية التحقت أوزغوز بجامعة الآداب لدراسة الانجليزية والإسبانية إلى جانب العلوم الإدارية. وفي هذه الفترة أيضا حصلت على الجنسية الألمانية.

زيغمار غابرييل رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني يتوسط أعضاء الحكومة الألمانية الجديدة. Foto: Reuters
في الصورة أعضاء الحكومة الألمانية الاتحادية الجديدة، وبينهم أيدان أوزغوز أول امرأة مُسلِمة تم تعيينها وزيرةً في ألمانيا (وذلك لوزارة شؤون الهجرة واللاجئين والاندماج). في عام 2001 دخلت أيدان أوزغوز عالم السياسة من خلال انضمامها إلى مجلس المدينة الخاص بشؤون الاندماج، لتركز اهتمامها منذ ذلك الحين وإلى غاية اليوم على قضايا الاندماج والهجرة. وفي عام 2009 فازت في الانتخابات التشريعية، ودخلت البرلمان الألماني (بوندستاغ). وبعد سنتين من ذلك عُينت نائبة لرئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

وفي عام 2001 دخلت عالم السياسة من خلال انضمامها إلى مجلس المدينة الخاص بشؤون الاندماج، لتركز اهتمامها منذ ذلك الحين وإلى غاية اليوم على قضايا الاندماج والهجرة. وفي عام 2009 فازت في الانتخابات التشريعية، ودخلت البرلمان الألماني (بوندستاغ). وبعد سنتين من ذلك عُينت نائبة لرئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

وعُرفت أوزغوز بانتقاداتها اللاذعة لسلفها، وزيرة الدولة السابقة في وزارة الهجرة، ماريا بوم من الحزب المسيحي الديمقراطي، واصفة إياها، بأنها "مترددة جدا ولا يربطها أدنى شيء بقضايا الهجرة". أما الآن، فتريد هي وكما تقول، وضع "بصماتها الخاصة" في المكتب الوزاري.

ترحيب المهاجرين ومناصريهم

وبطبيعة الحال رحب مجلس الجالية التركية بتعيين امرأة تركية الأصل في هذا المنصب. وصرح رئيسه كينان كولات أن الوزيرة الجديدة "متمكنة" في هذا المجال، لكن الخطر يكمن، كما يضيف، في أن "تشعر الأخيرة، بضرورة "الابتعاد عن جذورها لمزاولة مهمتها الجديدة". وحثّ كينان على ضرورة تعيين شخصيات أخرى من أصول أجنبية في وظائف وقطاعات سياسية مختلفة.

لاجئان إفريقيان في مخيم لللاجئين في ساحة أورانيا في برلين.    Foto: picture-alliance/dpa
يأمل رئيس منظمة "برو أزيل"، المعنية باللاجئين، أن تعمل "الوزيرة الجديدة عكس سابقتها على توفير المزيد من التسهيلات لوصول اللاجئين إلى ألمانيا، ومنح المزيد من الضمانات الحقوقية للاجئين، باعتبار أن هذه النقطة تمّ تجاهلها كثيرا من قبل الحكومات السابقة".

أما منظمة "برو أزيل" التي تعنى بشؤون اللاجئين، فرحبت بدورها بهذا القرار، واعتبرته بلسان رئيسها غونتر بوركهارت "قرارا ذكيا"، لكونه يخلق "توازنا داخل التشكيلة الحكومية، بحكم أن حقيبة الداخلية عادت إلى الحزب المسيحي الديمقراطي".

ويأمل رئيس منظمة "برو أزيل" أن تعمل "الوزيرة الجديدة عكس سابقتها على توفير المزيد من التسهيلات لوصول اللاجئين إلى ألمانيا، ومنح المزيد من الضمانات الحقوقية للاجئين، باعتبار أن هذه النقطة تمّ تجاهلها كثيرا من قبل الحكومات السابقة".

لكن القادم من الأيام هو الذي سيكشف على مدى قدرة آيدين أوزغوز على تحقيق ما وعدت به، مع العلم أن المكتب الوزاري لشؤون الهجرة واللاجئين والاندماج، كما يسمى رسميا، خاضع لمكتب الاستشارية. في حين وزُعت مكاتبه الفرعية بين وزارة العمل والداخلية وغيرها. وهذا يعني أن آيدين أوزغوز لا تستطيع سوى دراسة التوصيات وعرض أفكارها على الرأي العام، أما اتخاذ القرارات فليس من صلاحيتها.

 

ميشائيل هارتليب

ترجمة: و.ب

حقوق النشر: دويتشه فيله 2013