تداعيات الحرب السورية على جهود الإغاثة من الزلزال

تداعيات الهزة الأرضية في جنديرس السورية.
تداعيات الهزة الأرضية في جنديرس السورية.

تم انتشال ناجين حتى بعد أسبوع من الزلزال الهائل الذي أودى بحياة أكثر من 33 ألف شخص في تركيا وسوريا في حصيلة غير نهائية "قد تتضاعف". فكيف تبدو جهود الإغاثة بمناطق المعارضة والنظام في سوريا؟

انتشال أحياء من تحت الأنقاض بعد أسبوع على الزلزال في تركيا وسوريا: انتشل عناصر الإنقاذ المزيد من الناجين من تحت الأنقاض، بعد أسبوع من الزلزال الهائل الذي أودى بحياة أكثر من 33 ألف شخص في تركيا وسوريا حتى الآن صباح الإثنين 13 / 02 / 2023 وفق أحدث حصيلة غير نهائية قالت الأمم المتحدة إنها قد "تتضاعف".

وكانت تبدو عمليات الإنقاذ هذه غير ممكنة بعد فترة 72 ساعة التي تعتبر حاسمة بعد الكارثة، إلا أن عمال الإغاثة تمكّنوا من انتشال امرأة ستينية وصبي صغير من تحت الأنقاض بعد سبعة أيام من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا يوم الإثنين 06 / 02 / 2023.

وأُنقذ كل من مصطفى البالغ سبع سنوات ونفيسة يلماز البالغة 62 عاما في محافظة هاتاي في جنوب شرق تركيا، على ما أفادت وكالة الأناضول في وقت مبكر الإثنين 13 / 02 / 2023. وبقي الاثنان عالقين 163 ساعة تحت الأنقاض قبل أن ينقذا الأحد.

ونشر أحد أعضاء فريق الإنقاذ البريطاني مقطع فيديو على تويتر الأحد يظهر فيه أحد المنقذين يمر عبر نفق حفر في أنقاض المدينة ويسحب رجلا تركيا عالقا تحتها منذ خمسة أيام.

وفي مدينة كهرمان مرعش الواقعة قرب مركز الزلزال، كانت حفارات تعمل على حفر الأنقاض ونبشها في حين تجمع أشخاص في انتظار أخبار عن أحبائهم.

 

أعمال الإنقاذ من زلزال تركيا مدينة كهرمان مرعش. Türkei Kahramanmaras Rettungsarbeiten nach Erdbeben Foto Picture Alliance
حصيلة غير نهائية قالت الأمم المتحدة إنها قد "تتضاعف": بحسب آخر التقارير الرسمية، أسفر الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات عن 33 ألفا و186 قتيلا على الأقل، 29605 في تركيا و3581 في سوريا. وانتشل عناصر الإنقاذ المزيد من الناجين من تحت الأنقاض حتى بعد أسبوع من الزلزال الهائل الذي أودى بحياة أكثر من 33 ألف شخص في تركيا وسوريا وفق حصيلة غير نهائية قالت الأمم المتحدة إنها قد "تتضاعف".

 

كذلك، دمّر الزلزال أماكن عبادة بالكامل. في أنطاكية، لن يعود باستطاعة هافا باموتشو الصلاة في مسجد حبيب النجار.

وقالت "هذا المكان يعني الكثير بالنسبة إلينا. كان قيّما للغاية لنا جميعا، أتراكا ومسلمين. اعتاد الناس المجيء إلى هنا قبل الذهاب للحج في مكة".

كذلك، واجهت الكنيسة الأرثوذكسية في المدينة المصير نفسه، كما قال سيرتاتش بول بوزكورت.

وأضاف "للأسف، دمرت كنيستنا بعد الزلزال. انهارت كل جدرانها وليست في وضع يمكن الصلاة فيها".

وتابع "تكبّدنا خسائر فادحة. فقدنا ما بين 30 إلى 35 شخصا من مجتمعنا الديني".

أما الوضع في سوريا التي ضربها الزلزال أيضا، فهو أكثر تعقيدا حيث ما زال باب الهوى في شمال غرب البلاد، نقطة العبور الوحيدة المتاحة من تركيا والتي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود.

ودخلت شاحنات إلى سوريا من معبر باب الهوى في الشمال الغرب السوري، محمّلة بلوازم للإيواء الموقت مع خيم بلاستيكية وبطانيات وفُرش وحبال وما إلى ذلك.

لكن الأمم المتّحدة اعترفت بأن هذه المساعدات غير كافية.

وأشار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث في تغريدة إلى أن الوكالة الأممية "خذلت حتى الآن الناس في شمال غرب سوريا. هم يشعرون عن حق بأنهم متروكون"، داعيا إلى "تصحيح هذا الإخفاق بأسرع وقت".

 

فرق الإنقاذ التركية تحتفظ بالآمال على العثور على ناجين بعد أسبوع من الزلزال



ريبورتاج من جولي دونغلوف ونادية مسيح ورابح خالدي#تركيا_سوريا #زلزال_ترکیا_وسوريا #زلزال_ترکیا pic.twitter.com/8mao1xC75f

— فرانس 24 / FRANCE 24 (@France24_ar) February 13, 2023

 

وأعلن مدير منظمة الصحة العالمية من جهته الأحد أن الرئيس السوري بشار الأسد أبدى استعدادا للنظر في فتح مزيد من المعابر الحدودية لإيصال المساعدة إلى ضحايا الزلزال في شمال غرب سوريا الواقع تحت سيطرة المعارضة.

وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس لصحافيين إن الأسد "أوضح أنه منفتح على فكرة (فتح) معابر حدودية (استجابة) لهذا الوضع الملح".

وقال المسؤول في وزارة النقل السورية سليمان خليل إن 62 طائرة محمّلة مساعدات حطّت حتى الآن في البلاد ويتوقع هبوط طائرات أخرى في الساعات والأيام المقبلة، خصوصا من السعودية.

والأحد شكر الأسد خلال استقباله وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في دمشق، دولة الإمارات على المساعدات الإنسانية والإغاثية "الضخمة" التي قدمتها لبلاده منذ الزلزال المدمر.

من جانبه، أرسل حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان، قافلة مساعدات إنسانية مؤلفة من 23 شاحنة الأحد إلى محافظة اللاذقية في غرب سوريا التي تعدّ من أبرز حلفائه.

وتحمل الشاحنات "مواد تموينية وغذائية ومستلزمات صحية وأدوات منزلية يحتاجها الناجون من الزلزال"، وفق المدير العام للدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله عدنان مقدّم.

وبحسب آخر التقارير الرسمية، أسفر الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات عن 33 ألفا و186 قتيلا على الأقل، 29605 في تركيا و3581 في سوريا.

وحذّر غريفيث السبت خلال زيارة لمدينة كهرمان مرعش من أن حصيلة الزلزال الشديد في تركيا وسوريا "ستتضاعف أو أكثر".

وعلى الصعيد الدبلوماسي الإنساني، وصل وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس إلى تركيا الأحد للتعبير عن دعم أثينا لجارتها اثر الزلزال، وقد دعا مع نظيره التركي إلى تحسين العلاقات بين البلدين.

 

 

وكانت أثينا من أولى الدول التي أعلنت تقديم المساعدة لتركيا المجاورة، وهذه الزيارة هي الأولى لوزير أوروبي إلى تركيا منذ بداية الكارثة.

نظرة فاحصة - كيف تعيق تداعيات الحرب السورية جهود الإغاثة من الزلزال؟

لقي الآلاف حتفهم في سوريا جراء الزلزال الذي هز المنطقة الحدودية مع تركيا في السادس من فبراير / شباط 2023 لكن تدفق المساعدات للمناطق المنكوبة يعتريه البطء.

وتتعثر جهود الإغاثة بسبب الحرب الأهلية التي قسمت البلاد وأثارت خلافات بين القوى الإقليمية والعالمية.

وفيما يلي استعراض للتحديات التي تواجه توصيل المساعدات في سوريا.

* ما هو تأثير الحرب في سوريا؟

بعد ما يقرب من 12 عاما على تفجر الصراع، أصبحت سوريا مقسمة.

واستعاد الرئيس بشار الأسد، بدعم من روسيا وإيران، السيطرة على معظم مناطق البلاد لكن جماعات معارضة متشددة ومقاتلين مدعومين من تركيا يسيطرون على الشمال الغربي، حيث تقول الأمم المتحدة إن أربعة ملايين شخص كانوا بحاجة للمساعدات حتى قبل الزلزال.

والمنطقة الشمالية الغربية التي تسيطر عليها المعارضة هي الأكثر تضررا في سوريا من الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة، إلا أن مناطق قريبة تسيطر عليها الحكومة شهدت أيضا خسائر بشرية ودمارا واسع النطاق.

 

2/1 - تواصل فرقنا عمليات البحث وانتشال العالقين تحت أنقاض المباني التي دمّرها الزلزال، وبدأت اليوم الأحد 12 شباط بفتح الطرقات التي أغلقتها الأنقاض بشكل جزئي أو كلي في عدة مناطق من شمال غربي #سوريا. #الخوذ_البيضاء #زلزال_سوريا #زلزال pic.twitter.com/a7XYGMoqS4

— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) February 12, 2023

 

ويسيطر فصيل يقوده الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة على منطقة أكبر في الشمال الشرقي. وهذه المنطقة كانت أقل تضررا من الزلزال.

* كيف يمكن للمساعدات دخول سوريا؟

تقول الحكومة إنه يتعين على الدول الأجنبية احترام سيادة سوريا وتؤكد على أن أي مساعدات لأي منطقة في البلاد يجب أن تدخل عبر الأراضي الخاضعة لسيطرتها.

وعمليا، يتم منذ سنوات إدخال المساعدات إلى الشمال الغربي الخاضع لسيطرة المعارضة عبر الحدود من تركيا المجاورة، إلا أن العملية تتطلب موافقة مجلس الأمن الدولي كل ستة أشهر.

ووافقت روسيا، الداعمة لدمشق والمتمتعة بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، على فتح معبر واحد فقط من تركيا إلى الشمال الغربي، وتقول إنه يتعين أن تمر مساعدات الأمم المتحدة عبر دمشق ومنها إلى الخطوط الأمامية.

ويضغط منسق الأمم المتحدة للإغاثة مارتن جريفيث، الذي يزور سوريا اليوم الإثنين 13 / 02 / 2023، في الأمم المتحدة لفتح معابر إضافية من تركيا لنقل مستلزمات الإغاثة من الزلزال.

* هل يمكن أن تعبر المساعدات الخطوط الأمامية داخل سوريا؟

أظهرت جهود قليلة بُذلت لإيصال المساعدات الإنسانية عبر خطوط المواجهة داخل سوريا منذ وقوع الزلزال كيف أن العملية صعبة ومحفوفة بالمخاطر.

وأُعيدت يوم الخميس قافلة من الشمال الشرقي الخاضع للأكراد كانت في طريقها لمنطقة في الشمال الغربي تسيطر عليها الفصائل

 

pic.twitter.com/QX1TcAtAOe

— فاروق الكسار (@F2NDzEF9H7czHSz) February 12, 2023

 

 

المدعومة من تركيا. وخاض الجانبان العديد من المواجهات الحامية خلال سنوات الحرب الأهلية.

وتبادلت مصادر من الجانبين الاتهامات بشأن عدم عبور القافلة، واتهم كل طرف الآخر بمحاولة تسييس المساعدات.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة أمس الأحد إن المساعدات من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة إلى منطقة تسيطر عليها في الغالب

جماعة إسلامية متشددة تعطلت بسبب "مشاكل في الحصول على الموافقات".

وعقّب مصدر من جماعة هيئة تحرير الشام بأنها لن تسمح بمرور مساعدات من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.

* من الذي يرسل المساعدات؟

تسعى الدول الغربية منذ اندلاع الصراع إلى عزل الأسد الذي تحمله المسؤولية عن القمع العنيف للاحتجاجات الواسعة التي خرجت ضد حكمه عام 2011.

وفرضت دول الغرب عقوبات اقتصادية على دمشق ولم تقدم سوى القليل من المساعدات المباشرة رغم أنها تقول إن العقوبات لا تستهدف أعمال الإغاثة ورغم أنها لا تزال تشكل أيضا مانحا رئيسيا للأمم المتحدة وعمليات الإغاثة الأخرى التي تعمل من دمشق.

 

بعد الزلزال ... لهذا ستبدأ محافظة حلب بهدم هذه المنازل! #زلزال_تركيا_سوريا #زلزال_سوريا #زلزال_تركيا pic.twitter.com/Vdzkmty4l9

— DW عربية (@dw_arabic) February 12, 2023

 

ومنذ الزلزال، ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن أكثر من 50 طائرة نقلت مساعدات من دول عربية وآسيوية إلى المطارات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

ووصلت مساعدات طبية إيطالية إلى دمشق أمس الأحد، تمثل أول مساعدات أوروبية للإغاثة من الزلزال تصل لمناطق الحكومة.

كما تأثر الدعم الغربي المباشر للشمال الغربي بسيطرة جماعات متشددة على السلطة بالمنطقة، وتسبب الزلزال في تعطيل نقل المساعدات عبر الحدود لثلاثة أيام.

واستؤنف نقل المساعدات يوم الخميس وتزايد بعدها لكنها تقتصر على الطعام والمعدات الطبية وتجهيزات الملاجئ، ولا تتضمن الحفارات وغيرها من المعدات التي يقول رجال الإنقاذ في الشمال الغربي إنهم في أمس الحاجة إليها.

 

مشهد مرعب بطائرة "درون".. انشقاقات أرضية أحدثها الزلزال المدمر في الأراضي والطرقات بمدينة قهرمان مرعش مركز الزلزال في #تركيا#زلزال_تركيا#زلزال_سوريا_تركيا#الحدث pic.twitter.com/y9SDb3qNfa

— ا لـحـدث (@AlHadath) February 13, 2023

 

الأمم المتحدة: تسجيل وفاة أكثر من 4300 شخص بشمال غرب سوريا جراء الزلزال (حصيلة غير نهائية)

قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في بيان اليوم الإثنين 13 فبراير شباط 2023 إن أكثر من 4300 شخص لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 7600 آخرين في شمال غرب سوريا حتى يوم 12 فبراير شباط 2023 في أعقاب الزلزال المدمر وتبعاته في تركيا المجاورة.

وكان عمال الإنقاذ في شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة قد أعلنوا عددا أقل للوفيات والمصابين يوم الجمعة ويتوقعون إعلان عددا أكبر في الساعات المقبلة.

جهود الإنقاذ في مناطق النظام السوري بعد زلزال سوريا (مثلاً في جبلة بمحافظة اللاذقية) يقوّضها نفاد الوقت ونقص المعدات

تصارع فرق الإنقاذ في مدينة جبلة في غرب سوريا الوقت بإمكانيات محدودة، بينما توشك عمليات البحث في أعقاب الزلزال المدمّر على إتمام أسبوعها الأول، ويتضاءل الأمل بالعثور على ناجين.

فوق مبنى مدمّر تم سحب شخصين منه على قيد الحياة الجمعة، يتجوّل كلب مدرب على البحث لمدة ثلاثين دقيقة، فيما يخيّم الصمت على المكان المنكوب. لكن الكلب يعود أدراجه من دون أن ينبح، ما يعني أنه ما من ناجين في الأرجاء.

يتكرّر المشهد يومياً في أحياء جبلة، حيث دمّر الزلزال مبنى من خمس طبقات كان يقطنه أكثر من 52 شخصاً، خرج 14 شخصاً منهم فقط أحياء، بينهم سيدة توفيت في طريقها الى المستشفى بعدما تم سحبها مع ابنها من تحت الركام وسط صيحات التهليل والفرح الجمعة.

ويقول علاء مبارك رئيس الدفاع المدني في مدينة جبلة الواقعة في محافظة اللاذقية الساحلية لوكالة فرانس برس "لا أتوقع وجود أي أمل" بالعثور على ناجين.

ويضيف "رغم ذلك، كلما نضرب ضربة، نتوقف ونسأل +هل من أحد حي+ هنا"؟

وجبلة من المدن السورية المتضررة بشدّة جراء الزلزال الذي ضرب سوريا ومركزه في تركيا المجاورة، متسبباً بمقتل أكثر من 28 ألف شخص في البلدين، أكثر من 3500 منهم في سوريا. وبلغت قوة الزلزال 7,8 درجات وتبعته هزات ارتدادية عدّة.

وقتل الزلزال في محافظة اللاذقية وحدها أكثر من 600 شخص، وفق سلطات محلية.

 

 خريطة زلزال تركيا وسوريا. Karte Map Erdbeben Tuerkei Syrien DW
الوضع أكثر تعقيدا بسوريا التي ضربها أيضا الزلزال: ما زال باب الهوى بشمال غرب البلاد نقطة عبور وحيدة متاحة من تركيا يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود. ودخلت شاحنات إلى سوريا من معبر باب الهوى في شمال الغرب السوري محمّلة بلوازم للإيواء الموقت مع خيم بلاستيكية وبطانيات وفُرش وحبال وما إلى ذلك. لكن الأمم المتّحدة اعترفت بأن هذه المساعدات غير كافية. وأشار منسّق الإغاثة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث في تغريدة إلى أن المنظمة الأممية "خذلت حتى الآن الناس في شمال غرب سوريا هم يشعرون عن حق بأنهم متروكون" داعيا لِـ"تصحيح هذا الإخفاق بأسرع وقت". وعمليا يتم منذ سنوات إدخال المساعدات إلى الشمال الغربي الخاضع لسيطرة المعارضة عبر الحدود من تركيا المجاورة، إلا أن العملية تتطلب موافقة مجلس الأمن الدولي كل ستة أشهر ووافقت روسيا الداعمة لدمشق والمتمتعة بحق النقض (فيتو) بمجلس الأمن الدولي على فتح معبر واحد فقط من تركيا إلى الشمال الغربي وتقول إنه يجب مرور مساعدات الأمم المتحدة عبر دمشق ومنها للخطوط الأمامية. ويضغط غريفيث لفتح معابر إضافية من تركيا لنقل مستلزمات إغاثية من الزلزال.

 

وكلب البحث المدرّب الذي جال موقع البناء المدمر مراراً هو أحد كلبين وصلا الى المدينة ضمن فرقة بحث وإنقاذ إماراتية تابعة لشرطة أبو ظبي.

والكلبان من بين قلة من الكلاب المدرّبة في المنطقة إلى جانب كلاب روسية عملت في موقع آخر.

وتتبع فرق البحث المحلية وتلك الوافدة من لبنان وإيران أساليب عمل بدائية وتفتقر إلى تقنيات مسح وبحث عصرية. وغالبا ما يستخدم عناصرها المجارف أو المعاول أو حتى أيديهم في عمليات البحث.

واستنزفت سنوات الحرب الطويلة اقتصاد سوريا ومقدراتها. ولم تعد المرافق الخدمية قادرة على توفير احتياجات البلاد لا سيما الكهرباء في ظل شح متواصل في الوقود، ما يدفع فرق الإنقاذ الأجنبية الى الاعتماد على مواردها الخاصة.

والفريق الإماراتي الذي وصل الى جبلة يوم الجمعة، يتألف من 42 عنصراً مجهزين بتقنيات حديثة بينها أجهزة استشعار وكاميرات بحث متطورة وكلبين مدربين وحاوية وقود.

ويقول مبارك "لو كانت لدينا هذه المعدات، لأنقذنا مئات الضحايا وربما أكثر".

ويوضح أن الدفاع المدني في جبلة "لم يتلقَّ أي عتاد منذ أكثر من 12 عاماً.. كله بات قديماً" لافتاً إلى أن "أكثر من تسعين في المئة من عتادنا بات خارج الخدمة".

على بعد 500 متر، يشرف مهندس يعمل في إطار مؤسسة تنفيذ الانشاءات العسكرية، على عمليات البحث تحت ركام مبنى آخر مدمر.

ويقول لفرانس برس، متحفظاً عن ذكر اسمه كونه غير مخول التصريح، "ليس لدينا أي معدات حديثة (...) على غرار تلك المخصّصة لكشف الفراغات والبحث والاتصال".

ويوضح "عملنا بمثابة اجتهاد شخصي. (نحن أشبه) بيد عاملة وورش لقصّ الحديد وإزالة الأنقاض".

 

زلزال سوريا يدمر مدينة لم تطلها أثار الحرب طوال 12 عاما



بعدما نجت من الحرب طوال 12 عاما، زلزال سوريا يدمر مدينة #جبلة الواقعة بمحافظة #اللاذقية، معقل عائلة رئيس النظام #بشار_الأسد.#الحرة #الحقيقة_أولا #زلزال_تركيا #هزة_أرضية #زلزال_سوريا pic.twitter.com/1zpwYJQJ2E

— قناة الحرة (@alhurranews) February 12, 2023

 

في أحياء المدينة الضيقة والأكثر تضرراً جراء الزلزال، يتجمهر مئات الأشخاص حول فرق الإنقاذ ويقدّمون لها المعلومات عن ضحايا لم يُعرف شيئاً عن مصيرهم بعد.

ويراقب آخرون عمليات البحث من نوافذ منازلهم الملتصقة بالأبنية المدمرة أو المتصدعة بشكل كبير، إلى درجة أن الكلب المدرّب قد يركض باتجاههم، بوصفهم الأحياء الأكثر قرباً منه.

بملامح تعكس ألماً كبيرا، يراقب محمّد الحمادي الفريق الإماراتي بينما يحفر في منزله الذي حوّله الزلزال فتاتاً، وأتى على والديه وشقيقه الذي كان نائماً على سرير قربه في الغرفة ذاتها.

ويقول الشاب البالغ 23 عاماً لفرانس برس "سقط المبنى فوق رؤوسنا، طُمرتُ كلياً"، موضحاً أن عناصر الإنقاذ انتشلوه بعدما شاهدوا اصبعه من تحت الردم.

بينما يشرف على عمليات البحث المكثّف، يوضح رئيس الفريق الإماراتي المقدّم حمد الكعبي لفراس برس أن المرحلة الراهنة "نسميها المرحلة الرابعة وتعد مرحلة متقدمة من البحث والإنقاذ، ويكون بالطبع العدد الأكبر من الناجين" قد تمّ سحبه.

لكنّ ذلك لا يمنعه من القول إن "احتمالية (وجود ناجين) موجودة وتستمر إلى ستة أو سبعة أيام". رويترز ، أف ب