هل تنجح الدبلوماسية الألمانية في حل عقدة الحرب في ليبيا؟

تواجه الدول المشاركة في قمة سلام دولية من أجل ليبيا صعوبات في سبيل إعادة خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) إلى طريق الدبلوماسية بعد أيام من انسحابه من محادثات وبعدما عطل حلفاؤه ما يربو على نصف إنتاج ليبيا من النفط.

قال دبلوماسيون في مسودة بيان إن ألمانيا والأمم المتحدة ستحثان طرفي الصراع في ليبيا وداعميهم في الخارج على الاتفاق بشأن هدنة وآلية مراقبة يوم الأحد كخطوة أولى نحو تحقيق السلام في البلاد.

لكن دبلوماسيين مطلعين على الترتيبات قالوا إن الاجتماع، الذي يعقد في مقر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين، لن يحاول إبرام اتفاق لتقاسم السلطة بين قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) والحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس.

وسيضغط الاجتماع على قوات شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر لوقف هجوم بدأ قبل تسعة أشهر ضد حكومة فائز السراج في العاصمة طرابلس بعد هدوء حدة القتال على مدى أسبوع.

ومن المتوقع أن يحضر خليفة حفتر، الذي تشن قواته هجوما على العاصمة طرابلس بدعم من مصر والإمارات ومرتزقة روس وقوات أفريقية، القمة المنعقدة ليوم واحد في برلين رغم انسحابه من محادثات الأسبوع الماضي.

وأرسلت تركيا قوات إلى طرابلس لدعم حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في التصدي لهجوم حفتر. وقال مسؤول من الأمم المتحدة يوم السبت إن ما يصل إلى ألفي مقاتل تدعمهم تركيا وخاضوا الصراع في سوريا انضموا للمعركة في ليبيا.

وانسحب حفتر من قمة تركية روسية قبل أسبوع وصعّد القتال يوم الجمعة عندما أغلق رجال قبائل متحالفون معه موانئ النفط الشرقية مما خفض إنتاج النفط بمقدار 800 ألف برميل يوميا. ومن المحتمل أن يضر هذا كثيرا بطرابلس لأن إيرادات النفط تُحول للعاصمة.

 

[embed:render:embedded:node:38752]

 

 

قمة ليبيا تحث كل الأطراف على الامتناع عن الأعمال العدائية ضد المنشآت النفطية

وأفادت مسودة بيان ستخضع للنقاش في القمة واطلعت عليها رويترز مسبقا "ندعو جميع الأطراف المعنية لمضاعفة جهودها من أجل وقف مستدام للأعمال العدائية وتخفيف التصعيد ووقف دائم لإطلاق النار."

وفي حين ينصب الاهتمام على التوصل إلى وقف لإطلاق النار من أجل استئناف المحادثات، يشعر الدبلوماسيون بالقلق من أن يستغل الجانبان المتحاربان أي فترة هدوء في القتال لإعادة إمداد الخطوط الأمامية.

وقال دبلوماسي غربي: "الجانبان وداعموهما ليسوا مستعدين لإلقاء السلاح".

فشل الدولة في ليبيا

ولم تحكم ليبيا حكومة مركزية مستقرة منذ الإطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي عام 2011.

وتتنافس في ليبيا حكومتان إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب منذ أكثر من خمس سنوات وسيطرت جماعات مسلحة على الشوارع.

وحصل حفتر، أقوى رجل في شرق البلاد، على تأييد عدد من الحلفاء الأجانب لهجومه على العاصمة في الغرب.

وأدى دعم تركيا لحكومة طرابلس إلى تحويل الصراع إلى حرب بالوكالة. وأدى الاقتتال على العاصمة إلى نزوح أكثر من 140 ألف شخص عن ديارهم.

 

 

وتدعو مسودة البيان جميع الأطراف للاعتراف بالمؤسسة الوطنية للنفط الليبية باعتبارها الكيان الوحيد المسموح له ببيع النفط الليبي كما دعا جميع الأطراف للامتناع عن الأعمال العدائية ضد منشآت إنتاج النفط.

وسيحضر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وزعماء عرب وأوروبيون القمة كذلك. واستهلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تستضيف القمة الاجتماعات بنقاش مع رئيس الكونجو دينيس ساسو نجيسو الذي ترأس بلاده لجنة تابعة للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا.

ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقال نشره موقع بوليتيكو الإخباري يوم السبت أوروبا إلى دعم تحركات تركيا في ليبيا بتقديم الدعم العسكري لحكومة السراج المعترف بها دولياً.

وقال أردوغان للصحفيين قبل مغادرته إن جماعات متشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية تستغل ليبيا وأضاف أن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة. المصدر: رويترز

 

 

اقرأ أيضًا: مقالات مختارة من موقع قنطرة

حفتر...مشروع إسقاط الإسلام السياسي في ليبيا

دور أوروبي خجول إلى متفرج ومتردد في الأزمة الليبية

الأنظمة العربية.... من مشاريع قومية الى مزارع عائلية  

الثورات المضادة أحدثت انتكاسة هائلة في العالم العربي"

عودة مصر إلى العسكريتاريا الشعبوية: مصر من ثورة يناير إلى الإخوان ثم السيسي

الدكتاتوريات العسكرية هي العدو الأول لثورات الربيع العربي