"الشرف يعني أن أدافع عن حرية أختي"

نظَّم شابان تركيان من مدينة برلين حملة لتوزيع بطاقات بريدية للإحتجاج على ما يسمى جرائم الشرف، فأثارت الحملة، إلى جانب الاهتمام الإعلامي وردود الفعل الإيجابية، التوترات أيضا. أريانا ميرزا تحدثت مع الشباب القائمين على المشروع.

سنان وسايتان، شعار الحملة
سنان وسايتان، شابان تركيان يقودان حملة ضد جرائم العنف ضد النساء في برلين.

​​نظَّم شابان تركيان من مدينة برلين حملة لتوزيع بطاقات بريدية للإحتجاج على ما يسمى جرائم الشرف، فأثارت الحملة، إلى جانب الاهتمام الإعلامي وردود الفعل الإيجابية، التوترات أيضا. أريانا ميرزا تحدثت مع غونري. بالجي المبادِرة للقيام بهذه الحملة، والشاب اليافع سايتان حول قيامهما بهذه الفعالية وعن التأثيرات التي أحدثتها.

شرعت غونر ي. بالجي في بداية العام 2005 بتنظيم حملة توزيع بطاقات بريدية إحتجاجًاعلى ما يسمى جرائم الشرف، وذلك في مركز "مادونا"، أحد ملتقيات الفتيات في برلين. طلبت الصحافية من الشبان والشابات السماح لها بتصويرهم لصالح هذه الحملة.

فوافق مباشرة سنان البالغ من العمر سبعة عشر عامًا وصديقه سايتان الذي يصغره بسنة واحدة. وذلك لقناعتهما بأهمية أنْ يعلم الجميع أنَّ هناك من يعترض على العنف والاضطهاد. فتم طبع وتوزيع 20.000 بطاقة بريدية في مطلع العام 2005 حملت شعار: "الشرف يعني أن أدافع عن حرية أختي!".

بطلان في الإعلام

لم يخبِر الفتيان عائاتيهما بهذا الأمر. وذلك لظنهما بأنَّ الوالدين والأقارب "لن يعرفوا بحال من الأحوال بالأمر". ولكن بعد ظهور المقال الأول حول هذا النشاط في ربيع العام 2005 ازداد الاهتمام الإعلامي به. وفي الخريف حاز سايتان وسنان على "جائزة بانتر" من صحيفة "تاتس" „TAZ“ اليومية، التي تمنح جائزتها للتعاضد المدني المتميز.

واحتفت الصحافة الألمانية والأوروبية بسايتان وسنان كبطلين، ودعتهما مختلف المحطات التلفزيونية للحوار في برامجها. وضعٌ غير مألوف للتلميذين. وفي الوقت ذاته كان عليهما التعاطي مع ردود الفعل المتباينة الصادرة عن محيطهما الخاص.

لم يعلم والدا الفتيين بنشاطات ابنيهما إلا عن طريق الصدفة وأثناء مشاهدتهما لعرض في التلفاز. يهذا الصدد يقول سايتان "والد سنان كان يعتقد بأنَّ ابنه سنان عندي للاحتفال بعيد ميلادي ووالداي كانا يعتقدان بدورهما بأنني مدعو عند سنان للاحتفال بعيد ميلاده.

بعد ذلك شاهدونا فجأة على شاشات التلفاز". كان الحظ حليف سايتان. فمع أنَّ والديه لم يكونا متحمسين لظهوره في الإعلام، إلا أنَّهما كانا موافقين على هذا النشاط. ويضيف سيتان: "أمي فخورة بي".

أما عائلة سنان فكان رد فعلها أكثر قلقًا. فاهتمام الرأي العام كان بالنسبة للوالدين مريبًا منذ البداية. لا يرغب والد سنان حاليًا بأنْ يستمر ابنه بإدلاء أي تصريحات للإعلام.

كانت تجربة سنان وسايتان مع أقرانهم في العمر متباينة أيضًا. ففي مدرسة سايتان المتوسطة يتم تناول الموضوع بإسهاب أثناء الدروس بسبب حملة البطاقات البريدية. زملاء سايتان، وهم تلامذة يتحدرون بنسبة سبعين بالمائة من عائلات عربية وتركية مهاجرة، شاركوه رأيه الرافض للزواج الإجباري وفي ما يتعلق بجرائم الشرف، بينما تعرض سنان الذي يدرس في مدرسة ثانوية الى السباب من قبل العديد من أقرانه التلاميذ. "لأنهم لم يفهموا الرأي المطروح بشكل صحيح. فهم يعتقدون، أنَّه يعني بذلك، أنَّ ما تفعله أخته سيَّان بالنسبة له" كما تشير غونر.

تقاليد بالية

وتوضح غونر ي. بالجي التي سرَّها النقاش الواسع الذي أطلقه المشروع: "جرائم الشرف والزواج الإجباري لا تزال موضوعين محرّمين في الكثير من عائلات المهاجرين". ولكن من شأن التعاضد المدني الذي يمارسه سايتان وسنان أن يصبح مؤشرًا إيجابيًا لدى أقرانهما في العمر.

وتضيف غونر: "غالبًا ما يتعرض الفتيان، في عائلات المهاجرين، الى حالات من الإكراه مشابهة لتلك التي تتعرض لها الفتيات. لذلك فانه من الأهمية بمكان أن يرى النشء الجديد أنَّ التحرر من بعض الأعراف الجائرة أمرٌ ممكن".

الحملة التي استندت فكرتها على نشاطات للنشء المسلم في السويد، ستستمر هذا العام في كل أنحاء ألمانيا. ستُطبع البطاقات البريدية مستقبلاً باللغتين العربية والتركية أيضًا، فضلا عن وجود نية لتوزيعها في اماكن تجمُّع الرجال مثل المقاهي والأندية الرياضية.

علاوة على هذا تم الإعداد أيضًا لحملة ملصقات تتناول نفس الموضوع. تقول غونر ي. بالجي: "هذه الجرائم لا علاقة لها بأيِّ واجبٍ ديني. أمرٌ لا بد من تبيانه من خلال هذا النشاط"، وهي تضيفً أنَّ الكثير من المسلمين لم يدركوا بعد أنَّ الزواج الإجباري وجرائم الشرف أمران يعودان إلى تقاليد قديمة والى عصور ما قبل الإسلام.

سيتم إعداد تحقيق صحافي واسع للتلفاز هذا العام تشارك في تحقيقه غونر ي. بالجي أيضًا، قائلة بهذا الصدد: "نريد مرافقة سايتان في حياته اليومية، لإلقاء الضوء على ظروفه المعيشية التي يعيشها هو والكثيرون من جيل المهاجرين اليافع".

وفي آخر الأمر ليس ثمة سوى ترقب ما إذا كان بوسع سايتان أن يمتلك حضورًا متميزا. فهو شخص هادئ وخجول إلى حدٍ ما ولا يملك شخصية البطل المتعارف عليها.

لدى سؤاله عما إذا كان سيستمر بمواقفه العلنية ضد العنف والجور مستقبلاً، أجاب بعد تفكير طويل نوعًا ما: "مبدئيًا نعم، بكل سرور"، مضيفا أنَّ هدفه المهني هو أنْ يصبح محاميًا. عندها سيكون بإمكانه العمل من أجل العدالة دائمًا.

بقلم أريانا ميرزا
ترجمة يوسف حجازي
حقوق الطبع قنطرة 2005

جرائم الشرف في السويد
إثر جريمة شرف حدثت لفتاة مسلمة مهاجرة إلى السويد قتلها أبوها لأنها اختارت المهنة التي تريد أن تتعلمها ورفيق حياتها بنفسها، دون موافقة أسرتها، تكونت مجموعة من الشباب المسلم في السويد لمناصرة أخواتهم في الدين اللآتي تعانين من قمع داخل المحيط الأسري. تقرير ريغينا كونيغ