حنين المسلمين في المهجر لأجواء العيد في الوطن الأم

لا يخفي مسلمو ألمانيا فرحتهم بعيد الفطر لصعوبة صيام رمضان في الصيف ومنهم من يفتقد أجواء العيد في بلدانهم نظرا لاختلاف نمط الحياة في ألمانيا لكن منهم من يرى في التقائهم ببقية المسلمين في هذا البلد تعويضاً عن البعد عن الأهل والوطن الأم كما يطلعنا كل من أسماء بوخمس ومحمد رشاد عطا الله.

الكاتبة ، الكاتب: أسماء بوخمس، محمد رشاد عطا الله

"نصلي صلاة العيد، نزور الأهل والأصدقاء، ويرتدي الأطفال ثيابا جديدة"، هكذا تحتفل مريم بالعيد مع عائلتها الصغيرة. مريم القادمة من تونس وهي امرأة متزوجة وأم لطفلين، تعيش في ألمانيا منذ ما يقارب خمس سنوات.

وبابتسامة بهيجة تحكي عن أجواء العيد في بلاد المهجر: "الحمد لله أعيش مع عائلتي ولدينا هنا أصدقاء عرب، بصراحة أشعر وكأنني بتونس تماما".

حال مريم ينطبق تماما على ياسر – وهو شاب أردني جاء لألمانيا من أجل الدراسة. ويقول : رغم أنني أعيش وحيدا في مدينة بون، إلا أن هذا لا يمنع من الاستمتاع بأجواء العيد مع الأصحاب، نتبادل التهاني وأحاول دائما أن أحيي طقوس العيد كاملة".

حنين لأجواء العيد في الوطن الأم

أما نورس – وهو شاب تونسي يعمل في ألمانيا منذ نحو سنتين – فيجد اختلافا في أجواء العيد هنا، "الأمور تختلف في بلدان المهجر عن نظيرتها في البلدان العربية. هنا طبعا يكون لمتطلبات العمل تأثير جلي على الاستعدادات للعيد، خاصة إذا لم يصادف العيد في العطلة الأسبوعية". وبنبرة تحمل في طياتهاالحنين لأجواء العيد في تونس يضيف "افتقدت أجواء العيد عموما منذ أن أتيت إلى هذا البلد".

وفقا للمكتب الاتحادي لشؤون المهاجرين واللاجئين بألمانيا، يعيش هنا ما بين 3.8 إلى 4.3 مليون مسلم تقريبا، وهو ما يمثِّل حوالي 4.6 % إلى 5.2 % من إجمالي عدد السكان في ألمانيا

وعلى مقربة من نورس، و في الشارع المؤدي إلى مسجد "المهاجرين" في مدينة بون، التقينا بلطيفة، وهي ربة بيت متزوجة من ألماني مسلم، وبدت حزينة قليلاً: "ما أتحسر على فقدانه في ألمانيا هو الأهل والأحباب"، وهذا الأمر لمسناه لدى معظم من التقيناهم، فغيابالأجواء الأسرية والاشتياق للأهل جعل مسلمي ألمانيا يشعرون في عيد الفطر بالحنين أكثر وهم في بلاد الغربة.

أداء صلاة العيد في المسجد

أبو ياسر مهاجر فلسطيني، يرى أن بناء مسجد "المهاجرين" شكل فرصة سانحة لأداء صلاة العيد والالتقاء ببقية المسلمين، وهذا كان فيه "بعض التعويض عن البعد عن الأهل". آخرون، ممن أدوا صلاة العيد في المسجد، لم يخفوا أن فرحتهم بالعيد كانت أكبر في هذا العام، لأن شهر رمضان كان صعبا بالنسبة لهم، حيث كانت ساعات الصيام تمتد إلى أكثر من 18 ساعة من أذان الفجر إلى غروب الشمس.

هناك من يشعر أن أجواء العيد تتشابه مع بلده الأصل، وهناك من يحن للعيد في بلده نظرا لاختلاف نمط الحياة في ألمانيا.

ووفقا للمكتب الاتحادي لشؤون المهاجرين واللاجئين بألمانيا، يعيش هنا ما بين 3.8 إلى 4.3 مليون مسلم تقريبا، وهو ما يمثِّل حوالي 4.6 % إلى 5.2 % من إجمالي عدد السكان في ألمانيا، وبهذا يكون الإسلام هو ثالث الطوائف الدينية من حيث عددُ المعتنقين في ألمانيا، بعد الكاثوليكية والبروتستانتية.

بسمة الطفل هي العيد"

أما بالنسبة للأطفال فالعيد يمثل مناسبة خاصة جدا، حيث الملابس الجديدة والهدايا والألعاب. يقول مالك (11 عاما) " نبدأ الاحتفال بالعيد بالاستيقاظ مبكرا ، ثم أذهب أنا ووالدي إلى المسجد لأداء صلاة العيد ثم نقوم بتبادل التهنئة في المسجد، ونعود بعد ذلك إلى المنزل لأرتدي ملابس العيد الجديدة ونذهب إلى بعض أقاربناالمقيمين في مدينة بون.

فرحة الأطفال في احتفال العيد

أما الأخوان عبد الرحيم (12 عاما) وكريم (13 عاما) فيعتبران عيد الفطر مناسبة سعيدة جدا نظرا لحبهما الشديد للحلوى فيقول عبد الرحيم: "أمي تصنع حلوة لذيذة جدا ولذلك نحب عيد الفطر كثيراً لأننا نرغب في تناول الكثير من الحلوى، ونخرج أنا وأخي كريم سوية بملابسنا الجديدة ونذهب مع أبي وأمي وباقي الأصدقاء إلى الحديقة".

يذكر أن هناك قانونا يسمح للأطفال المسلمين بالتغيب عن المدرسة يومي عيد الفطر وعيد الأضحى، دون التعرض للمساءلة من إدارة المدرسة. ولحسن حظ الأطفال أن عيد هذا العام جاء في العطلة الصيفية، فكانت المتعة مضاعفة.

 


أسماء بوخمس، محمد رشاد عطا الله
تحرير:  فلاح آل ياس
حقوق النشر: دويتشه فيله 2013