وقف برنامج صحفية ألمانية فلسطينية بسبب مشاركتها بمسيرة القدس قبل سنوات رغم اعتبارها هذا خطأ

صرحت الصحفية الألمانية ذات الأصل الفلسطيني نعمة الحسن بأن ألمانيا تفتقر إلى وجود نقاش صادق يفرق بين معاداة السامية والمواقف المنتقدة لإسرائيل.

وفي مقال زائر على الموقع الإلكتروني لصحيفة "برلينر تسايتونغ"، كتبت الحسن يوم الثلاثاء 02 / 11 / 2021: "أنا فلسطينية وسأظل فلسطينية سواء راق هذا للرأي العام الألماني أو لا".

وأضافت أنها تحتفظ لنفسها بالحق في انتقاد الحكومة الإسرائيلية مشيرة إلى أن هذا الأمر غير متاح لها في ألمانيا بماضيها الخاص بالهولوكست.

وكان من المفترض بالأساس أن تقدم الطبيبة 28 عاما برنامجا علميا في محطة "دبليو دي آر" الألمانية قبل أن تقرر المحطة وقف هذه الخطوة بسبب اتهامات للحسن بمعاداة السامية.

ويجري حاليا دراسة ما إذا كان من الممكن أن تضطلع الحسن بمهام تحريرية خلف الكاميرا.

وتواجه الحسن انتقادات لأسباب من بينها مشاركتها قبل سنوات في مسيرة القدس في برلين والتي جرت العادة أن تشهد ترديد شعارات معادية للسامية ورفع رموز مؤيدة لحزب الله.

 

المذيعة نعمة الحسن وهي محجبة (صورة قديمة من الأرشيف) Nemi El Hassan Bild Archiv FOO PICTURE ALLIANCE
المذيعة نعمة الحسن وهي محجبة (صورة قديمة من الأرشيف)

 

وكانت الحسن اعتذرت عن المشاركة في هذه المسيرة. كما تواجه الحسن اتهامات بعمل إعجاب لمنشورات تنتقد إسرائيل على شبكة الإنترنت ومنها هروب سجناء من سجن إسرائيلي شديد الحراسة.

وواصلت الحسن انتقادها في المقال قائلة إن الرأي العام الألماني يطلب منها أن تنكر هويتها الفلسطينية وأكدت: "أنا فلسطينية وتاريخ عائلتي مرتبط بقوة بتاريخ دولة إسرائيل إلى الأبد".

واتهمت الحسن صحيفة "بيلد" التي كانت أول من أطلع الرأي العام على الاتهامات الموجهة إليها، بمحاولة الإساءة لسمعتها لكنها قالت في الوقت نفسه إن صحيفة بيلد "مسموح لها بطبيعية الحال أن تبحث في ماضي شخصية عامة وتوجه أسئلة"، وأضافت: "لكن هناك حد بين العمل الصحفي النقدي والحملة الموجهة للمساس بشخص".

وذكرت الحسن أن الحملة ضدها تم الإعداد لها داخل منتديات يمينية منذ فترة طويلة لافتة إلى أن هذه المنتديات تهدف إلى طرد أكبر عدد ممكن من أصحاب العقيدة الإسلامية من الحياة العامة.

ورأت الحسن أن اتهامات معاداة السامية يتم استخدامها بشكل متعمد لأنها فعالة على نحو خاص في جعل أي شخص على غير توافق مع المعايير المجتمعية ولفتت إلى أن غرض اليمنيين المتطرفين من هذا ليس حماية الحياة اليهودية بل استخدام اتهام معاداة السامية كوسيلة لتحقيق الغرض.

واتهمت الحسن إذاعة "دبليو دي آر" بالسعي إلى إخراج نفسها من خط النار وقالت إن "رد فعل الإذاعة يظهر على نحو نموذجي مدى سوى حالة ثقافة النقاش التي يجري التباهي بها في هذا البلد".

وكان مجلس المحطة ناقش يوم الجمعة الماضي اتهامات معاداة السامية الموجهة إلى الصحفية واتفق المجلس على أن معاداة السامية لا ينبغي أن يكون لها مكان داخل المحطة سواء أمام أو خلف الكاميرا، غير أنه كان هناك خلاف في تقييم ما إذا كانت تعبيرات الحسن عن رأيها تحمل سمة معادية للسامية أم لا.

وكانت إذاعة (دبليو دي آر) الألمانية أعلنت في مدينة كولونيا وقف بدء برنامج علمي للمذيعة نعمة الحسن بسبب الإعلان عن مشاركتها في مسيرة القدس في برلين قبل بضعة أعوام. وكان من المنتظر بدء برنامج المذيعة 28/ عاما/ في تشرين الثاني/نوفمبر 2021.

وذكرت الإذاعة أن " الاتهامات الموجهة خطيرة، لكن من الصعب حرمان صحفية من التطور المهني، ولهذا فإن من الضروري إجراء مراجعة دقيقة". كانت صحيفة "بيلد" تحدثت في تقرير لها حول المهمة الجديدة للحسن في الإذاعة عن مشاركتها في مسيرة القدس، وفي أعقاب ذلك أعلنت الحسن نأيها بنفسها عن المسيرة وقالت لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "المشاركة في مسيرات القدس قبل سبعة أعوام كان خطأ".

كانت مسيرات القدس السنوية في برلين شهدت في الفترة الماضية تكرار إطلاق شعارات معادية للسامية ورفع رموز مؤيدة لحزب الله اللبناني الذي أصدر وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر قرار بحظر نشاطه.

وقالت الحسن التي تعمل صحفية وإعلامية وطبيبة في بيان عن مشاركتها السابقة في مسيرة القدس:" لم أردد بتاتاً شعارات معادية للسامية خلال المسيرة كما لم أهاجم أشخاصا ينتمون إلى العقيدة اليهودية"، ونفت وجودها أثناء وقوع أعمال شغب على هامش المسيرة. من جانبه، قال رئيس المجلس المركزي ليهود ألمانيا جوزيف شوستر إن "الأمواج في واقعة نعمة الحسن، عالية وتظهر أيضا للأسف معاداة الإسلام" مشيرا إلى أن من المهم لهذا السبب التعامل بموضوعية مع مسألة ما إذا كانت تصلح كمذيعة في محطة (دبليو دي آر) رغم مشاركتها في المسيرة.

ونبه إلى المسؤولية التي تضطلع بها المحطة في عدم تقديم أي شخص يمكنه نشر معاداة السامية وكراهية إسرائيل.  د ب أ