اعتقال إسرائيليين وفلسطينين في القدس بسبب رمضان ومتطرفون إسرائيليون يهتفون "الموت للعرب"

الشرطة تعتقل عشرات في القدس ومتطرفون إسرائيليون يهتفون "الموت للعرب": بعد ليلة من أعمال العنف التي شهدتها مدينة القدس، ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على أكثر من 50 شخصا وقال مسعفون فلسطينيون إن 100 أصيبوا خلال اشتباكات وقعت في شهر رمضان في المدينة التي تمثل محور الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ومنذ ساعة متأخرة من ليل الخميس وحتى وقت مبكر من صباح يوم الجمعة 23 / 04 / 2021، حاول أفراد الشرطة الإسرائيلية الذين كانوا يرتدون ملابس مكافحة الشغب ويركبون الخيول فصل مجموعتين من المحتجين، إحداهما من

شباب فلسطينيين يقذفون الألعاب النارية ويضرمون النار في صناديق القمامة، والأخرى من إسرائيليين قوميين متطرفين يرددون شعارات مناهضة للعرب.

ونشرت الشرطة عربات مدرعة ترش مياها كريهة الرائحة صوب مجموعتي

المتظاهرين بينما تجمع فلسطينيون حول باب العامود التاريخي في القدس ومئات من الإسرائيليين اليمينيين على بعد مئات الأمتار.

ومنذ بداية شهر رمضان تقع اشتباكات وحوادث عنف أخرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين كل ليلة.

ويقول فلسطينيون إن الشرطة الإسرائيلية حاولت منع تجمعاتهم المسائية الرمضانية المعتادة عند باب العامود، وهو معلم تاريخي على الجانب الشمالي من البلدة القديمة ويقع قرب عدة أحياء فلسطينية.

في الوقت نفسه، أثار مقطع مصور على تطبيق تيك توك للتواصل الاجتماعي، يُظهر فيما يبدو فلسطينيا يصفع رجلا من المتشددين اليهود داخل أحد القطارات في القدس، احتجاجات من إسرائيليين ودعوات من بعض السياسيين اليمينيين لاتخاذ الشرطة إجراءات أشد صرامة.

وبحلول منتصف نهار اليوم الجمعة بدا أن العنف تراجع وساد هدوء نسبي حيث توافد حوالي 60 ألف مُصَلٍّ على المدينة القديمة لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى.

لكن مع توقع حدوث مزيد من الاشتباكات في وقت لاحق تهدد هذه الأحداث بإنهاء فترة الهدوء النسبي في القدس.

ومساء أمس الخميس، سار مئات الإسرائيليين القوميين المتطرفين أغلبهم من الشباب والمتدينين، في وسط القدس باتجاه باب العامود الذي حاصرته الشرطة كإجراء احترازي.

وأثناء سيرهم ردد كثيرون هتاف "الموت للعرب" ولوح البعض بلافتات كتب عليها "الموت للإرهابيين".

وقال رجل شارك في المسيرة يدعي دافيد (40 عاما) إنه يعيش بعيدا عن القدس ولكنه جاء "إلى هنا لدعم شعبي". وأضاف "أنا يهودي ومناضل وطني وفخور ببلدي".

وأطلق أفراد الشرطة الذين كانوا يركبون الخيول المياه كريهة الرائحة على الإسرائيليين مما دفعهم بعيدا عن موقعهم عند الباب الجديد في المدينة القديمة على بعد 600 متر فقط من الفلسطينيين المتجمعين عند باب العامود وباتجاه شارع يافا في وسط القدس.

أمريكا تطلب عودة الهدوء

وفي بيان باللغات الإنكليزية والعبرية والعربية، قالت السفارة الأمريكية إنها "قلقة بشدة" إزاء أحداث العنف.

وأضافت "نأمل من جميع الأصوات المسؤولة أن تعزز إنهاء التحريض والعودة إلى الهدوء واحترام سلامة وكرامة الجميع في القدس".

وأثارت الشعارات المعادية للعرب انتقادات من السياسي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.

وقال لمحطة 102 إف إم الإذاعية "أنا ضد هذه الهتافات" في الوقت الذي دافع فيه عن حق المتظاهرين اليهود في الاحتجاج.

وأضاف "كثير من العرب بيننا مخلصون. لكنني أعتقد بالتأكيد أن

من يمارسون القتل والضرب وإلحاق الأذى يجب معاملتهم بخشونة، وينبغي طردهم من هنا".

وردا على سؤال حول ما يقصده "بالخشونة"، قال بن غفير إن ذلك يعني ملاحقتهم قضائيا و"إذا تمكنا من إقرار تشريع، فإننا سنطردهم أيضا خارج البلاد".

ولدى سماع الفلسطينيين أخبار اقتراب الحشد الإسرائيلي، تجمعوا

بالآلاف قرب باب العامود، وهرعت سيارات الإسعاف تنطلق منها صافرات الإنذار إلى الشوارع الخلفية المزدحمة.

وأغلقت الشرطة الإسرائيلية المنطقة لمنع حشود الإسرائيليين والفلسطينيين من التصادم المحتمل، وصنعوا منطقة عازلة خالية بطول 50 مترا بينهم وبين مجموعة الشبان الفلسطينيين.

وسحب الفلسطينيون صناديق القمامة، وكانت النار تشتعل في بعضها،

وألقوها أرضا على الطرق لعرقلة الشرطة. وأطلق بعضهم ألعابا نارية صوب الشرطة.

وقالت الشرطة إنها اعتقلت أكثر من 50 شخصا الليلة الماضية دون تمييز بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن مئة فلسطيني أصيبوا بجروح في مواجهات مع الشرطة ونقل 21 منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج لكن لم تكن حالة أي منهم خطيرة.

خلاف بسبب رمضان

واشتعلت شرارة الاشتباكات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية مع بداية شهر رمضان في 13 أبريل نيسان 2021. ويقول الفلسطينيون إن الشرطة حاولت منعهم من إقامة تجمعاتهم المسائية المعتادة في رمضان عند باب العامود.

وقال محمد أبو الحمص وهو أحد سكان القدس "الفلسطينين لما بنزلوا على الصلاة في المسجد الأقصى صلاة العشاء والمغرب والتراويح بطلعوا بحبوا يرتاحوا بهذه المنطقة على هذه الدرجات.. الاحتلال مش حابب يبين إنه الفلسطينيين موجودين في هذه المنطقة وبعدها سيادة فعشان هو بده يكسر السيادة فبحاول حط زي ما أنت شايف الحواجز هذول"

مشيرا إلى الحواجز المعدنية التي نصبتها الشرطة في المنطقة المحيطة بباب العامود في الأسابيع الأخيرة.

وتقول الشرطة الاسرائيلية إن هذا الإجراء يأتي في إطار جهودها لضمان وصول عشرات آلاف المصلين المسلمين بشكل آمن إلى الحرم الشريف.

وقال متحدث باسمها "بما أن باب العامود هو الطريق الرئيسي للوصول إلى البلدة القديمة ودخولها، تنفذ قوات الشرطة أنشطة

ميدانية باستخدام مختلف الوسائل لمنع الاحتكاك والعنف والمواجهة، ولحفظ النظام والأمن في المنطقة".

وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمة لها بما في ذلك الجزء الشرقي الذي احتله في حرب 1967. ويسعى الفلسطينيون لأن تكون القدس الشرقية بمقدساتها الدينية عاصمة لدولتهم المستقبلية. رويترز

 

........................................

طالع/ــي أيضا

على موقف أوروبا الاستقلال عن أمريكا حول فلسطين  

الجامعة العربية ترفض شرعنة ترامب للاحتلال الإسرائيلي   

القدس ليست للبيع - رد الفلسطينيين على خطة ترامب  

ضربات ترامب القاتلة لعملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط  

مفاجأة نتنياهو...المستوطن يتحول إلى ضحية

المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه: "إسرائيل تخشى ديمقراطيات عربية فاعلة في فلسطين"

أساطير "محور المقاومة" في إيران ولبنان واليمن وسوريا والعراق

هل يلغي الأردن اتفاق السلام مع إسرائيل إذا ضمت الضفة الغربية؟

معركة الأردن ضد صفقة القرن وجائحة كورونا

........................................

 

[embed:render:embedded:node:41265]