قناصة حوثيون في أحياء مدنية مكتظة...تحدي استعادة حكومة اليمن بدعم إماراتي وسعودي لميناء الحديدة

بعد انتزاع قوات يمنية بدعم تحالف الإمارات والسعودية لمنطقة مطار الحديدة من الحوثيين المتحالفين مع إيران، يواجه التحالف تحديا صعبا للسيطرة على ميناء الحديدة البحري - شريان الحياة الرئيسي لمعظم اليمنيين.  إذ يقبع خارج المطار قناصة الحوثي في أحياء سكنية مكتظة بالسكان المدنيين متربصين بعد أن زرعوا الألغام. ويعطيهم هذا ميزة في المعارك إذا امتد القتال إلى المناطق المكتظة بالسكان في الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص. وبات أمام التحالف مساران مباشران إلى الميناء:الأول: من المطار عبر أحياء سكنية حيث ستقوض المعارك تفوقه الجوي،والثاني: هو إنزال بحري سيجعل قواته عرضة لصواريخ الحوثيين وألغامهم. وتعهدت السعودية والإمارات اللتان تقودان التحالف بعملية سريعة للسيطرة على الميناءين الجوي والبحري دون دخول وسط المدينة، لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين والحفاظ على تدفق السلع الأساسية. ويبعد المطار نحو ثمانية كيلومترات عن الميناء الذي تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الذي يعاني أزمة إنسانية كبيرة ويهدد شبح المجاعة نحو ثمانية ملايين من سكانه. لكن التحالف العسكري الذي يضم الإمارات يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية. ويتهم التحالف إيران بتهريب الأسلحة إلى المتمردين ودعمهم عسكريا، وهو ما تنفيه طهران. ويدعو التحالف إلى تسليم إدارة الميناء إلى الأمم المتحدة أو الحكومة المعترف بها دوليا لوقف الهجوم، وهو ما يرفضه المتمردون. وفي عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية المعترف بها، قال الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي في اجتماع للحكومة إن "العمليات في مختلف الجبهات ستستمر وصولاً إلى العاصمة صنعاء واستعادة الدولة كاملة". وكانت الإمارات جمعت ثلاث قوى غير متجانسة ضمن قوة واحدة تحت مسمى "المقاومة اليمنية" من أجل شن العملية في الساحل الغربي في اليمن باتجاه مدينة الحديدة. وتضم هذه القوة "ألوية العمالقة" التي ينخرط فيها آلاف المقاتلين الجنوبيين الذين كانوا في السابق عناصر في قوة النخبة في الجيش اليمني، و"المقاومة التهامية" التي تضم عسكريين من أبناء الحديدة موالين لسلطة الرئيس هادي.  وثالث هذه القوى هي "المقاومة الوطنية" التي يقودها طارق محمد عبد الله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قُتل بأيدي الحوثيين، حلفائه السابقين، في كانون الأول/ديسمبر 2017. وطارق صالح لا يعترف بسلطة الرئيس هادي. وستمثل السيطرة على مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، في حال تحققت، أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دوليا في مواجهة المتمردين، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من أيدي الحوثيين في عام 2015.  ............. بعد أن انتزع السيطرة على منطقة مطار مدينة الحديدة اليمنية من الحوثيين المتحالفين مع إيران، يواجه التحالف الذي تقوده السعودية تحديا صعبا للسيطرة على الميناء البحري الرئيسي في البلاد، وهو الجائزة الكبرى في أكبر هجوم تشهده الحرب حتى الآن. وتعهدت السعودية والإمارات اللتان تقودان التحالف بعملية سريعة للسيطرة على الميناءين الجوي والبحري دون دخول وسط المدينة، لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين والحفاظ على تدفق السلع الأساسية. ويعتقد تحالف الدول العربية السنية أنه بسيطرته على ميناء الحديدة، وهو الميناء البحري الوحيد في أيدي الحوثيين، سيتمكن من إجبار الحركة التي تسيطر على العاصمة ومعظم المناطق المأهولة في اليمن على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وتخشى الأمم المتحدة أن يفاقم القتال العنيف أزمة إنسانية هي بالفعل الأسوأ في العالم إذ يعتمد 22 مليون يمني على المساعدات بينما يُعتقد أن ما يقدر بنحو 8.4 مليون نسمة على شفا المجاعة. وبالنسبة لمعظم اليمنيين فإن ميناء الحديدة هو شريان الحياة الرئيسي. وإذا لم تتحقق انفراجة في مساعي الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق سياسي، فسيكون أمام التحالف مساران مباشران إلى الميناء:الأول من المطار عبر أحياء سكنية حيث ستقوض المعارك تفوقه الجوي،والثاني هو إنزال بحري سيجعل قواته عرضة لصواريخ الحوثيين وألغامهم. وقال آدم بارون من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "حتى الآن وبعد تقييم المعركة على المطار، فيبدو أن الحوثيين سيقاتلون حتى الرمق الأخير". وأضاف: "من المرجح أن يسعى التحالف لتفادي المناطق الحضرية لأقصى حد ممكن وربما يختار قطع الطرق لمحاصرة مقاتلي الحوثيين ومنعهم من إرسال إمدادات وتعزيزات". وسيطر جنود يمنيون مناهضون للحوثيين وبقيادة قوات إماراتية ودعم من الطائرات الحربية على المطار الأربعاء 20 / 06 / 2018 فيما وصفه مسؤول إماراتي بأنه "ضربة عسكرية ونفسية" للحوثيين. وتعزز هذه القوات سيطرتها الآن بقصف تحصينات الحوثيين القريبة. ويتمتع الحوثيون بمركز محصن جيدا في المدينة المطلة على البحر الأحمر لحماية خط الإمداد الرئيسي إلى قلب الأراضي الشمالية التي يسيطرون عليها وبينها العاصمة صنعاء. وخارج المطار في أحياء فقيرة مثل الربصة وجليل يقبع قناصة الحوثي منتظرين بعد أن زرعوا الألغام. ويحمل معظم الحوثيين بنادق إيه.كيه-47 لكنهم اكتسبوا خبرة جيدة في سلسلة من حروب الشوارع. ويعطيهم هذا ميزة في المعارك إذا امتد القتال إلى المناطق المكتظة بالسكان في الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص. وقال مصدر عسكري يمني مؤيد للتحالف لرويترز: "الخطة هي تأمين المطار ثم التقدم على الطريق غير الساحلي من بيت الفقيه للسيطرة على الطريق السريع المؤدي إلى صنعاء وكذلك طريق حجة". حرب شوارع لكن قبل الوصول إلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى صنعاء سيتعين على قوات التحالف أن تعبر وسط مناطق صناعية وسكنية لمسافة عشرة كيلومترات حيث قد تتعرض لإطلاق نار من داخل المدينة ومن بلدات مجاورة يسيطر عليها الحوثيون. وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية لرويترز بعد السيطرة على المطار إن خطة التحالف هي تضييق الخناق على الحوثيين لكنه رفض مناقشة العمليات العسكرية. وتدخل التحالف المدعوم من الغرب في الحرب عام 2015 لإعادة الحكومة التي أطاح بها الحوثيون من العاصمة. واستعادت قوات التحالف سريعا مدينة عدن الجنوبية ومحافظات أخرى ، لكن منذ ذلك الحين لم يحقق أي طرف تقدما في الحرب التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها صراع بالوكالة بين السعودية وإيران. وكانت الخوخة على بعد 90 كيلومترا جنوبي الحديدة واحدة من المكاسب القليلة التي حققها التحالف في الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام وهي الآن واحدة من مراكز الإمداد للقوات على الجبهات. وأقامت الإمارات منشآت عسكرية كبيرة في الخوخة وفي المخا المجاورة تحرسها قوات يمنية وسودانية إلى جانب دبابات وبطاريات صواريخ باتريوت أرض جو. وتقود الإمارات الهجوم على الحديدة بقوة قوامها 20 ألف جندي مؤلفة في معظمها من يمنيين جمعتهم من انفصاليين جنوبيين أو مقاتلين من سهول البحر الأحمر أو أنصار ابن شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح. وسيطرت هذه القوات على سلسلة من البلدات الساحلية الغربية لتشكل شريطا ضيقا من القواعد إلى الميناء. لكن الطريق كثيرا ما ينقطع بسبب هجمات الحوثيين. وقال مصدر عسكري: "الحوثيون يقطعون الطريق إلى الحديدة لعزل قوات (التحالف) حول المطار. ثم تتدخل طائرات الهليكوبتر الأباتشي الإماراتية لفتح الطريق. لكن بمجرد رحيلها يعود الحوثيون. إنها لعبة القط والفأر التي لا تنتهي". وتستقدم القوات الموالية للحكومة اليمنية تعزيزات عسكرية استعدادا للتقدم نحو ميناء الحديدة بعد سيطرتها على مطار المدينة الواقعة في غرب اليمن، في إطار عملية واسعة دفعت الأمم المتحدة إلى التحذير من المخاطر الكبيرة على المدنيين. ودارت صباح الخميس 21 / 06 / 2018 اشتباكات متقطعة عند الأطراف الشمالية للمطار من جهة المدينة، وشن المتمردون قصفا بقذائف الهاون على مواقع قوات الحكومة داخل المطار، ما دفع هذه القوات إلى "الرد بالمثل"، بحسب مسؤول في القوات الموالية للحكومة. وأكد المسؤول لوكالة فرانس برس: "نستقدم حاليا التعزيزات، واستعداداتنا للتقدم باتجاه الميناء باتت في مراحلها الأخيرة". وأعلنت مصادر طبية يمنية أنه خلال الساعات الـ ـ24 الماضية، قتل 22 متمردا واربعة مقاتلين حكوميين. وارتفع عدد القتلى منذ بدء الهجوم العسكري في 13 حزيران/يونيو الماضي الى 374. وكانت القوات الموالية للحكومة اليمنية سيطرت الأربعاء على المطار الواقع في جنوب مدينة الحديدة بمساندة التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، بعد نحو أسبوع من إطلاق هجوم باتجاه المدينة للسيطرة على مينائها الاستراتيجي. ويبعد المطار نحو ثمانية كيلومترات عن الميناء الذي تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الذي يعاني أزمة إنسانية كبيرة ويهدد شبح المجاعة نحو ثمانية ملايين من سكانه. لكن التحالف العسكري الذي يضم الإمارات يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية. ويتهم التحالف إيران بتهريب الأسلحة إلى المتمردين ودعمهم عسكريا، وهو ما تنفيه طهران. ويدعو التحالف إلى تسليم إدارة الميناء إلى الأمم المتحدة أو الحكومة المعترف بها دوليا لوقف الهجوم، وهو ما يرفضه المتمردون. وأكد أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية مساء الخميس انه "من الملح على نحو متزايد الضغط على الحوثيين للخروج من الحديدة". وكتب قرقاش في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع تويتر باللغة الإنكليزية "الانسحاب الكامل والسلمي دون شروط لميليشيا الحوثي من المدينة والميناء هو الطريق الوحيد لتجنب تفاقم الوضع في المدينة وحولها". وأضاف: "سنواصل ممارسة الضغط العسكري واحترام الظروف الإنسانية الهشة" مؤكدا أن "تحرير الحديدة سيؤدي إلى تسريع التسوية السلمية من أجل اليمن والشعب اليمني". ومساء الأربعاء، تعهد زعيم المتمردين عبد الملك بدر الدين الحوثي صد تقدم القوات الموالية للحكومة في مدينة الحديدة. وقال في كلمة بثتها قناة "المسيرة" المتحدثة باسم المتمردين "كل الخروقات الميدانية ستظل قابلة للمواجهة، ولن تتغير قناعتنا ولن تنكسر إرادتنا"، مجددا دعوته إلى "الاستمرار في عملية التجنيد". وفي عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها، قال الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي في اجتماع للحكومة إن "العمليات في مختلف الجبهات ستستمر وصولاً الى العاصمة صنعاء واستعادة الدولة كاملة". وأكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في بيان أن أولويته حاليا هي تجنب مزيد من التصعيد العسكري في الحديدة والعودة سريعا إلى المفاوضات السياسية، مشيرا إلى أنه سيجتمع قريبا مع السلطات اليمنية المدعومة من التحالف العربي، لكنه لم يحدد موعدا لذلك.  وقال غريفيث "أنا واثق من أنني أستطيع التوصل إلى اتفاق لمنع تصاعد العنف في الحديدة". وتخشى الأمم المتحدة ومنظمات دولية ان تؤدي الحرب في مدينة الحديدة إلى وقف تدفق المساعدات عبر الميناء. وقال أحد سكان المدينة لفرانس برس مفضلا عدم كشف اسمه إن "كارثة إنسانية تقترب من المدينة. الوضع خطير جدا، دبابات ومدرعات في الشوارع". وأضاف أن المدينة "قد تتعرض للقصف في أي وقت، ما قد يعرض حياة المدنيين للخطر". وتابع "لا بد من تدخل (...) لمنع حرب شوارع في المدينة". وتعاني أحياء في المدينة انقطاعا للمياه منذ الثلاثاء، بحسب ما أعلنت منظمة "المجلس النروجي للاجئين". وقالت المنظمة في بيان "تعطلت إمدادات المياه في عدة أحياء والسكان أصبحوا يعتمدون على المياه التي توفرها المساجد". وأضافت أن "الحصول على المياه النظيفة والكافية مصدر قلق رئيسي خصوصا في ظل حال الطوارئ الصحية بسبب الكوليرا" الذي أدى إلى وفاة أكثر من ألفي شخص منذ نحو عام في اليمن. وكانت الإمارات جمعت ثلاث قوى غير متجانسة ضمن قوة واحدة تحت مسمى "المقاومة اليمنية" من أجل شن العملية في الساحل الغربي في اليمن باتجاه مدينة الحديدة. وتضم هذه القوة "ألوية العمالقة" التي ينخرط فيها آلاف المقاتلين الجنوبيين الذين كانوا في السابق عناصر في قوة النخبة في الجيش اليمني، و"المقاومة التهامية" التي تضم عسكريين من أبناء الحديدة موالين لسلطة الرئيس هادي.  وثالث هذه القوى هي "المقاومة الوطنية" التي يقودها طارق محمد عبد الله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قُتل بأيدي الحوثيين، حلفائه السابقين، في كانون الأول/ديسمبر 2017. وطارق صالح لا يعترف بسلطة الرئيس هادي. وستمثل السيطرة على مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، في حال تحققت، أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دوليا في مواجهة المتمردين، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من أيدي الحوثيين في عام 2015.  ودفعت أعمال العنف في محافظة الحديدة في غرب اليمن نحو 32 ألف شخص للنزوح في حزيران/يونيو الحالي، بحسب الأمم المتحدة، بينهم أكثر من ثلاثة آلاف شخص في مدينة الحديدة، مركز المحافظة. ويشهد اليمن منذ 2014 حربا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية لهادي، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعدما تمكن المتمردون من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد بينها العاصمة صنعاء. وأدى النزاع منذ عام 2015 إلى مقتل نحو عشرة آلاف شخص في ظل أزمة انسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حاليا. (رويترز ، أ ف ب)