مسلحون انفصاليون مدعومون إماراتياً يسيطرون على معظم عدن مقر الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً

قال سكان يوم الثلاثاء 30 / 01 / 2018 إن انفصاليين يمنيين جنوبيين سيطروا على مدينة عدن الساحلية بعد يومين من القتال ويحاصرون حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا داخل قصر الرئاسة. تهدد الاشتباكات بين الانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات وبين القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بعرقلة جهودهما المشتركة لقتال جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في شمال اليمن. والإمارات عضو رئيسي في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ويدعم حكومة هادي منذ أن سيطر الحوثيون على معظم أنحاء البلاد بما في ذلك العاصمة صنعاء قبل ثلاثة أعوام. وحكومة هادي تتمركز في عدن. وقال سكان إن قوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تشكل عام 2017 لإحياء دولة جنوب اليمن المستقلة السابقة، سيطرت على آخر معقل لقوات الحماية الرئاسية في منطقة دار سعد بشمال عدن يوم الثلاثاء بعد قتال شمل في بعض الأحيان نيران المدفعية الثقيلة والدبابات. ونشر نشطاء صورا على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر علم اليمن الجنوبي يرفرف فوق بوابة القاعدة. وكان اليمن الجنوبي اتحد مع اليمن الشمالي في عام 1990. وقال سكان إن مقاتلي المجلس الانتقالي الجنوبي من قوات المقاومة الجنوبية سيطروا في وقت سابق على مواقع لقوات الحماية الرئاسية في منطقتي كريتر والتواهي في وسط عدن. وأضافوا أنهم توقفوا خارج قصر الرئاسة في معاشيق حيث مقر حكومة رئيس الوزراء أحمد بن دغر.وقال شهود إن مئات الأشخاص رقصوا وغنوا احتفالا بانتصار مقاتلي المجلس الانتقالي الجنوبي وأضاءت الألعاب النارية سماء عدن ليلا. وردد الحشد هتافات تطالب بعودة دولة اليمن الجنوبي المستقلة.  وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي تديرها الحكومة إن عدد القتلى خلال يومين من الاشتباكات بلغ 16 قتيلا وعدد المصابين 141 مصابا. وقال مسؤول من اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن 36 شخصا على الأقل قتلوا في الاشتباكات كما أصيب 185 آخرون.واندلع القتال في عدن يوم الأحد بعد انقضاء مهلة حددها انفصاليون من المجلس الانتقالي الجنوبي لاستقالة حكومة بن دغر . وذكرت مصادر من المجلس الانتقالي الجنوبي أن مفاوضات جارية للسماح لحكومة بن دغر مغادرة المدينة بسلام ولكن مصدرا حكوميا قال إن بن دغر ليست لديه أي نية لمغادرة عدن. ودعا التحالف الذي تقوده السعودية والذي تدخل في الحرب الأهلية الدائرة في اليمن عام 2015 لإعادة تنصيب حكومة هادي في بيان الطرفين إلى وقف الأعمال العدائية. وقال البيان "التحالف يطلب مجددا من جميع الأطراف سرعة إيقاف جميع الاشتباكات فوراً وإنهاء جميع المظاهر المسلحة". وفي محافظة شبوة الجنوبية قال سكان ومسؤولون إن 12 جنديا على الأقل من قوات محلية أخرى تدعمها وتدربها الإمارات قتلوا في هجوم بقنبلة وأسلحة على قاعدتهم. ورغم أنه لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم إلا أنه يشابه عمليات سابقة قام بها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وسيطر مقاتلون انفصاليون من جنوب اليمن الثلاثاء بشكل شبه تام تقريبا على عدن، ثاني مدن البلاد ومقر الحكومة المعترف بها دوليا، وحاصروا القصر الرئاسي في اليوم الثالث من المعارك الدامية مع القوات الموالية للسلطات. وفر ليل الاثنين عدد من الوزراء من المدينة على متن قوارب إلى مديرية البريقة غرب عدن، حسبما أفاد مصدر عسكري وكالة فرانس برس. وأكد مسؤول في ميناء المحافظة وصول الوزراء وأعلن نقلهم إلى قاعدة تابعة للتحالف العربي بقيادة السعودية. إلا أن مصدرا حكوميا اكد ان الوزراء عادوا الى عدن قبل بزوغ الفجر بعد تلقيهم ضمانات من قبل التحالف بأنه لن يتم اقتحام القصر الرئاسي. وقال المصدر أن السعودية والدول المنضوية في التحالف تجري مفاوضات مع الانفصاليين الجنوبيين والحكومة اليمنية المدعومة من الرياض في الحرب ضد المتمردين الحوثيين. وبات الانفصاليون يسيطرون على سبعة من أصل ثمانية أحياء في عدن. وتسيطر القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا برئاسة عبد ربه منصور هادي على حي دار سعد في شمال المدينة، فيما لا يزال الوزراء محاصرين داخل القصر الرئاسي. وتتهم حكومة هادي الانفصاليين بقيادة انقلاب في عدن وفتح جبهة جديدة في البلاد التي دمرها النزاع. وأعلنت المنظمة الإنسانية "سيف ذا تشيلدرن"، التي تعنى بحماية الأطفال، أنها أوقفت عملياتها الإنسانية في عدن حرصا على سلامة فريق عملها. وقال مدير المنظمة تامر كيرللس "اضطر فريقنا إلى الاحتماء في المنازل والملاجئ فيما المعارك محتدمة في الخارج". وأضاف المتحدث أن الأطفال "يموتون يوميا لأسباب يمكن الوقاية منها"، كالجوع والكوليرا والمرض. وأضاف "لقد كانت عدن محيّدة نسبيا عن المعارك في اليمن"، ولكن الوضع تغير الآن، متسائلا: "كم من طفل بريء بعد يجب أن يقضي لكي يهتم العالم؟". ويتواجد هادي في السعودية، لكن رئيس حكومته أحمد بن دغر وعددا من أعضاء الحكومة موجودون في مقر الرئاسة في عدن. وكان التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن حض المتحاربين الذين كانوا حتى الأمس القريب يقاتلون في خندق واحد ضد الحوثيين، على التحاور لإنهاء المعارك. ودعا المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي في مؤتمر صحافي في الرياض الانفصاليين إلى الجلوس مع الحكومة، والحكومة إلى النظر في مطالب الحركة الانفصالية. وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية على الإثر إعطاء توجيهات إلى القوات الحكومية بتنفيذ "وقف فوري لإطلاق النار"، معربة عن أملها في تجاوب الطرف الآخر مع نداء التحالف. ويأتي ذلك غداة احتدام المعارك في عدن الاثنين مع لجوء القوات المؤيدة للانفصاليين الجنوبيين والقوات الحكومية لاستخدام الدبابات والمدفعية الثقيلة. وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساء الإثنين أن "المواجهات أوقعت 36 قتيلا و185 جريحا في يومين". ويقود محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي الحركة الانفصالية في الجنوب التي ينتمي معظم مقاتليها إلى ما يعرف باسم قوة "الحزام الأمني". وتتلقى قوات الحكومة دعما عسكريا من التحالف العسكري الذي تقوده الرياض. كما تتلقى القوات المؤيدة للانفصاليين في إطار قوات "الحزام الامني" دعما خصوصا من دولة الإمارات المشاركة في التحالف والتي تدرب وتجهز عناصرها. ويوجد جنود سعوديون وإماراتيون في عدن لكنهم لم يتدخلوا في المواجهات. وأقرَ المتحدث باسم التحالف بوجود "بعض الخلل (في عدن)، وهناك مطالب شعبية. طلبنا من المكون السياسي (الحركة الانفصالية) الاجتماع وضبط النفس وكذلك تغليب الحكمة والتباحث مع الحكومة الشرعية" التي دعاها إلى "النظر في مطالبات المكون السياسي والاجتماعي". واندلعت الاشتباكات بشكل مفاجئ صباح الأحد بعدما حاولت القوات الحكومية منع متظاهرين من بلوغ وسط المدينة وإقامة اعتصام. ويحتج المتظاهرون الانفصاليون على الأوضاع المعيشية وكانوا حددوا، عبر "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي يمثلهم، مهلة لهادي انتهت الأحد لإجراء تغييرات حكومية. وفي 12 أيار/مايو 2017، شكل الانفصاليون سلطة موازية "لإدارة محافظات الجنوب وتمثيلها في الداخل والخارج" برئاسة الزبيدي، بعد شهر من قيام هادي بإقالته ما أثار توترا بين الانفصاليين والحكومة. وحذرت حكومة هادي من أن "المشروع الحوثي الإيراني هو المستفيد الأول من الأعمال العسكرية والانفلات الأمني والفوضى التي أضرت بأمن المواطنين والمنشآت الحكومية". والسعودية والإمارات شريكتان رئيسيتان في التحالف العربي الذي يخوض منذ آذار/مارس 2015 حملة ضد الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء منذ أيلول/سبتمبر 2014. وقتل في اليمن منذ تدخل التحالف في 2015 أكثر من تسعة آلاف شخص بينما أصيب أكثر من خمسين ألفا. وفي تطور منفصل، قتل 14 جنديا يمنيا الثلاثاء في هجوم انتحاري في محافظة شبوة بجنوب اليمن، وفق مصدر في الجيش الحكومي نسب الهجوم إلى الإسلاميين المتطرفين. واستهدف الهجوم نقطة تفتيش تابعة لقوة تدعمها الإمارات في شرق عتق، كبرى مدن شبوة، كما قال المصدر في الجيش الحكومي الذي طلب عدم كشف هويته. (رويترز ، أ ف ب)      [embed:render:embedded:node:19289]