"التعدد الثقافي إثراء حقيقي للمجتمع الألماني"

تتحسَّن مكانة المهاجرين في ألمانيا وتزداد أعدادهم في المناصب الرفيعة. وتقول أيغول أوزكان، وزيرة الاندماج والشؤون الاجتماعية في ولاية سكسونيا السفلى ذات الأصول التركية إنَّ "الاندماج يمضي قدمًا"، كما تطالب في هذا  الحوار الذي أجراه معها هانس-مارتين شرودر-مانّ بعدم إغفال منجزات المهاجرين.

الكاتبة ، الكاتب: Hans-Martin Schönherr-Mann



ما رأيك في الاندماج في ألمانيا، وخاصة ضمن سياق الجدال الذي أحدثه تيلو ساراتسين؟

أيغول أوزكان: من الضروري أن نتحدَّث في جو هادئ وعملي حولما يجمعنا وما يفرِّقنا، حول الإيجابي والسلبي. أنا لست بصدد إهمال الحديث ببساطة حول المخاوف والهموم. ولكن في المقابل لا يجوز لنا على الرغم من كلِّ الانتقادات المهمة والضرورية أن ننسى أنَّ هناك أيضًا وبكلِّ تأكيد نجاحات كبيرة جدًا تم تحقيقها في سياسة الاندماج. وعلى وجه الخصوص قدَّم الأشخاص الذين جاؤوا إلينا في الجيل الأوَّل ومنذ ذلك الحين خدمات كثيرة إلى هذا البلد.

والآن يجب علينا أن نعمل على تمكين أبناء الجيل الرابع والخامس والسادس من الاستفادة من ذلك، إذ إنَّ التطوّر الذي حدث في الأعوام الأخيرة يبيِّن أنَّ اندماج المهاجرين في ألمانيا يمضي قدمًا، وأنَّ إلمامهم باللغة الألمانية يتحسَّن.

ما موقفك من الجدال الدائر حول الخيار بين التعدّدية الثقافية أو الثقافة المهيمنة؟

الصورة د ب ا
تؤكِّد أوزكان بعكس منتقدي سياسة الهجرة نجاحات الاندماج في ألمانيا وتقول إنَّ "المهاجرات والمهاجرين يتولون بصورة متزايدة مناصب رفيعة في الاقتصاد والسياسة والمجتمع".

​​أوزكان: أنا لا أؤمن بمثل هذه المصطلحات. والشيء المهم بالنسبة لنا هو أن نقر بالواقع؛ أي بوجود مهاجرين لدينا في بلدنا - وبأنَّنا ما نزال نظرًا إلى التغيّرات الديموغرافية بحاجة إلى المزيد من المهاجرين الذين يشكِّلون فرصة لبلدنا.

هل أدَّت الهجرة إلى إيجاد التنوّع الذي يثري ألمانيا؟

أوزكان: لا يعتبر الأشخاص المولودون في ألمانيا والمهاجرون إليها منافسين للسكَّان الأصليين، بل شركاء لهم في ألمانيا المستقبل. ونحن جميعنا سوف نستفيد من هذا التنوّع والتعدّدية، إذ إنَّ التنوّع والتعدّدية السلمية أفضل من الأحادية.

وهل تكوَّنت مع المهاجرين في ألمانيا أيضًا مجتمعات موازية خطيرة؟

أوزكان: هذا الأمر يتعلَّق بمشكلة عامة، بطبقة اجتماعية بأكملها، لا ينتمي إليها فقط الأتراك أو العرب وحدهم، بل كذلك أيضًا أشخاص ألمان. ويجب علينا فعل شيء ما من أجل هذه الطبقة. ولا يجوز كذلك أن ينزلق الأطفال إلى ما يطلق عليها اسم "مهن متلقي مساعدات العاطلين عن العمل".

في أي اتِّجاه يجب أن يتم تكثيف سياسة الاندماج الناجحة؟

الصورة الاندماج
اللغة الألمانية باعتبارها مفتاح الاندماج - ترى أوزكان أنَّ الاندماج عملية تتم في الحياة اليومية؛ في دور الحضانة ورياض الأطفال والمدارس وأماكن العمل والجمعيَّات والنوادي.

​​أوزكان: لدينا مهمتان. أوَّلاً يجب علينا مساعدة الشباب ذوي الأصول المهاجرة المقيمين هنا ودمجهم في سوق العمل والتدريب المهني، وأن نقدِّم لهم الفرص والآفاق. وثانيًا من المفيد بالنسبة لنا - نظرًا إلى مجتمعنا الذي يتَّجه نحو الشيخوخة - أن نعمل على دعم الهجرة الانتقائية لليد العاملة في بعض القطاعات والمجالات.

ومن الممكن أن يتم دعم اندماج المهاجرين من خلال المساعدات الحكومية، بيد أنَّ الاندماج يعتبر عملية تتم في الأمور الصغيرة، أي في الحياة اليومية؛ في دور الحضانة ورياض الأطفال والمدارس وأماكن العمل والجمعيَّات والنوادي، في هذه الأماكن التي ينمو فيها أفراد مجتمعنا سوية.

أَلا يمكن أن يهدِّد ذلك أيضًا بتعرّض المهاجرين إلى شكل من أشكال الانصهار الثقافي؟

أوزكان: يجب قبل كلِّ شيء على كلِّ شخص يعيش في ألمانيا الانتماء أيضًا إلى بلدنا. ولذلك لا يجب عليه ومن دون ريب إنكار جذوره.

 

أجرى الحوار: هانس-مارتين شرودر-مانّ
ترجمة: رائد الباش
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: معهد غوته/قنطرة 2011


ولدت المحامية أيغول أوزكان في مدينة هامبورغ في عام 1972 لأبوين مهاجرين من تركيا. وفي عام 2010 تم تعيينها من قبل كريستيان فولف، رئيس الوزراء السابق في ولاية سكسونيا السفلى، وزيرة للشؤون الاجتماعية وشؤون المرأة والأسرة والصحة والاندماج في حكومة هذه الولاية. وكانت بذلك أوَّل وزيرة من أصول تركية ومسلمة يتم تعيينها في حكومة ولاية ألمانية. وهي عضو في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي منذ العام 2004، كما أنَّها كانت نائبًا في مجلس هامبرغ النيابي.