بينالي البندقية - من أجل حرية الفن الفلسطيني

تشارك فلسطين هذا العام للمرة الأولى في بينالي البندقية للفن المعاصر بتقديم معرض مثير للغاية تحت عنوان "فلسطين بواسطة البندقية". رمغارد برنر تحدثت إلى الفلسطينية سلوى المقدادي، مديرة المعرض والمتخصصة في تاريخ الفن، حول الفن الفلسطيني.

سلوى المقدادي: "الفنانون الفلسطينيون لهم حرية الاختيار في أن يكونوا كيفما يشاءون دون أن يُفرض عليهم دور معين. لقد كان ذلك فيما مضى"

​​ يُعتبر معرض فلسطين الأول في بينالي البندقية من مقترحاتكم الشخصية، كيف تأتّى ذلك؟

سلوى المقدادي: المعرض ليس إلا حصيلة عمل مشترك لمدة طويلة. ولما جاءتني الفكرة أردت بادئ الأمر أن أنفذها بمشاركة فنانٍ أو صاحب معرض فن أو مدير معرض من مدينة البندقية. بعدها التقيت فيتوريو أورباني، مدير هيئة الفن بمدينة البندقية "نوفا ايكونا“. وقد تحمس للمشروع، وفيما بعد أصبح مفوض رسمي للبينالي. وفي نهاية الأمر قبلت لجنة البينالي طلبي للمشروع.
بيد أني أردت قبل كل شيء ضمان التمويل من مصادر فلسطينية، وهي الإمكانية الوحيدة للتمويل. وقد وجدنا بالفعل ممولة رائعة، وهي مديرة المعرض رانا صادق. بهذه الطريقة أصبح المعرض فلسطينيا بالفعل، وبمشاركة فنانين فلسطينيين مستقلين.

هل كانت هناك إمكانية تمويل من جانب آخر؟

المقدادي: من الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال. فالمؤسسات الأوروبية دأبت على دعم الجزء الأكبر من مشاريع الفن الفلسطينية وأشياء أخرى كثيرة في المنطقة، باستثناء دولة الإمارات ودول الخليج.

هل كانت هناك مصادر تمويل أخرى من فلسطين؟

المقدادي: تمويل من أفراد، أمثال مؤسسة وقف خالد شومان التي تديرها سها شومان، وقد قدمت دعما هائلا للمعرض، ولكن كان هناك أيضا دعم من بعض المنظمات الخيرية.

مشاركة فنية لـ"ساندي هلال واليساندرو بيتي" في معرض البينالي الدولي الثالث والخمسين بعنوان "متلازمة رام الله"

​​

هناك كثير من الفنانين الجيدين في فلسطين. ألم يكن الاختيار صعبا؟ وما هي المعايير التي كانت مهمة بالنسبة لكم عند الاختيار؟

المقدادي: لم تكن المعايير الأساسية بالنسبة لي نابعة من أي موضوع ذي فكرة مألوفة أبحث له عن فنانين مناسبين، وإنما مشاريع فردية تقنعني شخصيا. لهذا السبب لم يدخل في الحسبان إلا القليل منهم. وإجمالا قمت على مدى ثلاث سنوات بالبحث ومقابلة الفنانين وإجراء حوارات معهم. واستعرضت الموقف الفني الحالي في فلسطين لأكتشف ما تغير وما هو جديد. وكان هدفي ضم الشباب الطموح من الفنانين المعروفين عالميا.

ألم يكن مشاهير الفنانين، أمثال منى حاطوم، من المناسبين لمشروعكم الفني؟

المقدادي: بلى، إنني أقدر وأحترم فنها جدا. ولكن الوضع هنا يتعلق بالفن المعاصر في فلسطين. ولأنه أول مشاركة في البينالي فكان لزاما أن يكون الفن الفلسطيني المعروض فنا معاصرا، وألا يكون منصبا على اهتمام الآخرين فقط. هذا ما كان يهمني بالدرجة الأولى.

ما هو الدور الذي تلعبه الهوية الفلسطينية؟

المقدادي: لم أتناقش مع الفنانين حول الهوية لأنها لا تعتبر موضوعا مهما بالنسبة لهم، فكلهم يعرفون من أين جاءوا. كان هناك في الماضي فن رمزي مرتبط بالقيمة الحضارية أو بالدلالة الأيْقونية، ولكني لم أبحث عن ذلك. والفنانون الفلسطينيون لهم حرية الاختيار في أن يكونوا كيفما يشاءون دون أن يُفرض عليهم دور معين. لقد كان ذلك فيما مضى.

شاركت الفنانة الفلسطينية، املي جاسر المولودة عام 1970 في بيت لحم والمقيمة حاليا في نيويورك، في البينالي بمشروع „محطات فابوريتو".

​​ هل تعتقدين أن المشاركة في البينالي ستساهم في تغيير الإدراك الفني الفلسطيني؟ أم أن هذا التغيير موجود بالفعل؟

المقدادي: لقد تغير بالفعل، وهذا يعتبر بالنسبة للفلسطينيين خطوة كبيرة، وعلى المرء أن ينتبه إلى حجم عدد زوّار البينالي الفلسطينيين في شوارع البندقية، فهذا وحده يعد نجاحا عندما نضع صدى المشروع في الاعتبار. وكم كنا سعداء بنجاح الافتتاحية بحضور سفيرنا في بلجيكا ونائبة رئيس البرلمان الأوروبي لويسا مورجنتيني وممثلي مدينة البندقية.

هل هناك مجال كافٍ في فلسطين لتطوير مثل هذا الفن على الرغم من التوترات السياسية وأعمال القمع أيضا؟

المقدادي: نعم، ولمَ لا؟ فكما قال شاعرنا محمود درويش: من الممكن أن نكون كما نحن حتى نسعد ونمرح. وهذا يعني كتابة الأغاني والشعر والمزاح، وليس من الملزم أن يكون كل ما يعرضه الفن الفلسطيني ردا تفاعليا على السياسة الإسرائيلية.

أجرت الحوار: إرمغارد برنر
ترجمة: عبد اللطيف شعيب
حقوق الطبع: قنطرة 2009

قنطرة

العود الموسيقار الفلسطيني مروان عبادو:
صوت التراث... صرخة الحنين
جعل الفنان الفلسطيني مروان عبادو الذي ولد في أحد المخيمات في لبنان وانتقل للعيش في فيينا من آلات عزفه وموسيقاه التي تجمع بين ألحان شرقية وغربية وكلمات أغانيه التراثية مسرحا للتعبير عن شجون المهاجر الفلسطيني اللاجئ وهمومه. سليمان توفيق يعرفنا بهذا العازف الذي التقاه في فيينا.

المطربة الفلسطينية ريم بنا:
الموسيقى والحفاظ على الهوية
تملك المطربة الفلسطينية ريم بنّا الكثير من المعجبين الفلسطينيين في إسرائيل وفي المناطق المحتلّة. ومع ذلك ظلت الى ما قبل فترة قصيرة غير معروفة تقريبًا على المستوى العالمي. ريم سجلت الآن ألبومها العالمي الأوّل "مرايا روحي". مارتينا صبرا تعرّفنا هنا على هذه الفنانة الفلسطينية.

دانييل بارنبيوم: ديوان شرق غرب في رام الله
الموسيقى تقهر زمجرة الدبابات
موسيقيون عرب وإسرائيليون يعزفون في مدينة رام الله مقطوعات موسيقية تهدف إلى تدعيم أواصر السلام وفتح قنوات الحوار. الموسيقى التي لحنها المايسترو بارينبويم تحل محل زمجرة الدبابات وأصوات الرصاص. تقرير علاء الدين جمعة.