ألمانيا...إشارات اعتراف مطلوبة بحقوق المسلمين الدينية

في حوار مع أندريا ديرنباخ تحدثت عالمة الاجتماع نايكا فوروتان عن سبع سنوات من انعقاد مؤتمر الإسلام الألماني ودور الشباب المسلم في ألمانيا وتشدد على أهمية تركيز السياسية الألمانية على قضايا الحقوق الدينية للمسلمين وألا يقتصر اهتمامها على قضايا الأمن والاندماج فقط.

الكاتبة ، الكاتب: Andrea Dernbach

تتابعين منذ ثلاثة أعوام من خلال مؤتمر الإسلام للشباب JIK عمل مؤتمر الإسلام الألماني DIK، الذي انعقد مؤخراً. ومؤتمر الإسلام للشباب كان يفترض فيه بدايةً أن يجعل مؤتمر الإسلام الألماني أكثر شهرة فهل تحقق ذلك؟

نايكا فوروتان: يبدو أن مؤتمر الإسلام للشباب نفسه ليس لديه الكثير ليقدمه بهذا الشأن. ولدينا الشعور تقريبا بأن وزير الداخلية يريد وضع نهاية لمؤتمر الإسلام للشباب، فقلّما تتم عمليات التواصل وأيضا هذه المرة من قُرِّر فقط إلقاء بيان بعد الجلسة العامة للمؤتمر.

هل قد يكون وضع نهاية للمؤتمر أمرا سيئا إلى هذا الحد؟

فورتوان: لولا مؤتمر الإسلام في ألمانيا لما أصبح لدينا أبدا دراسات إسلامية في الجامعات الألمانية. كما نتج عنه تقدُّم في حصص الدين الإسلامي في المدارس.

إضافة إلى أن الفضل يعود إليه في تقديم بيان حالة للمسلمين في ألمانيا عام 2009. ومن الملفت للنظر أنه برغم زيادة الانتقادات الموجهة إلى مؤتمر الإسلام قبل كل جلسة عامة إلا أنه حتى هؤلاء الذين غادروا المؤتمر لا يريدون إلغاءه.

ما الذي قد يتوجب على مؤتمر الإسلام في ألمانيا فعله؟

فورتان: ينبغي عليه فعل ما تشكل لأجله، والتركيز على قضايا الحقوق الدينية. فالمؤتمر يعقد منذ سبع سنوات ولم يتم حتى الآن التوصل إلى مساواة الطوائف الإسلامية بغيرها.

وعليهم تحقيق ذلك في الدروة التشريعية المقبلة، أما مسألة السياسة الأمنية فهي ليست موضوعا لمؤتمر الإسلام، بل هي من اختصاص أقسام أخرى في وزارات داخلية الولايات الألمانية.

مؤتمر الإسلام في ألمانيا. د ب أ
مؤتمر الإسلام على المحك: تطالب اتحادات المسلمين في ألمانيا بإعادة تنظيم كامل لمؤتمر الإسلام في ألمانيا بعد الانتخابات البرلمانية الألمانية المقبلة. وصرح بكير البوغا المتحدث باسم منظمة ديتيب التركية أنه: لا غنى عن الحوار ولكنه يجب أن يمضي على نحو مختلف.

​​مؤتمر الإسلام للشباب يقدم منذ مدة مقترحات لمؤتمر الإسلام في ألمانيا وله وضعية الضيف فيه: فماذا تقترحون هذه المرة؟

فوروتان: كما ذكرتُ من قبل: التركيز تحديدا على قضايا الحقوق الدينية، فمؤتمر الإسلام في ألمانيا له قوة رمزية ويجذب الاهتمام. ولو جرى استغلال ذلك للإعلان صراحة بأننا نريد مساواة الإسلام بغيره فإن ذلك قد يزيل مخاوف بعض المسؤولين في الولايات الألمانية.

أما كل الأشياء الأخرى مثل سياسة الاندماج وسياسة الأمن التي سيطرت على أعمال مؤتمر الإسلام في السنوات الأخيرة فهذه يجب أن تشكل لها لجنة برلمانية في البرلمان الألماني (بوندستاغ) حتى تناقش هذه الموضوعات بالنظر إلى المجتمع كله وليس بالنظر فقط إلى المسلمين. ومن الملفت للنظر كيف كان هناك الكثير من هذه اللجان لكنها لم تتطرق بتاتا إلى موضوع "مجتمع المهاجرين".

أنت تحدثتِ عن الرموز في السياسة، فلماذا هي مهمة؟

فوروتان: لأن السياسة أيضا تمضي من خلال الرموز. فكثير من الشباب الذين يتقدمون بطلبات لدينا يستندون إلى جمل مثل تلك التي قالها الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف بأن "الإسلام أيضا ينتمي إلى ألمانيا".

ولم يعقب هذه الجملة الكثير، بيد أنها كانت جملة في منتهى الأهمية كإشارة اعتراف بالإسلام، وهي مسألة فعلتها كندا والولايات المتحدة قبل عقود. فأثناء الاضطرابات العرقية في ستينيات القرن الماضي استحدثت الولايات المتحدة مصطلحات مثل "بوتقة الانصهار" و "أمة من المهاجرين"، إجراءات إدارية تحولت إلى أساطير تأسيس الدولة.

وفي كندا شكل مبدأ ("الوحدة مع التنوع") المجتمع لأكثر من 30 أو 40 عاما. وبدلا من ذلك، أصبح هناك في مجتمع المهاجرين لدينا مبدأ "فشل التعددية الثقافية". وهذا ما ينبغي أن تغيره اللجنة البرلمانية.

منتدبة مؤتمر الإسلام للشباب في ألمانيا إلى جانب وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش. د ب أ
هل فشل حقا مجتمع التعددية الثقافية؟ وفقا لآراء فوروتان فإن مهمة مؤتمر الإسلام في ألمانيا إعطاء دفعة جديدة وخاصة للشباب المنحدرين من أصول مهاجرة من أجل رسم صورة جديدة لألمانيا تضم الجميع.

​​

هل يمكن لمؤتمر الإسلام أن يغير في هذا الأمر شيئا؟

فوروتان: على أية حال، هناك طاقة كبيرة مبذولة ونظرة شابة فاهمة للذات من أجل "ألمانيا تضم الجميع". ونحن في الجامعة يمكن أن نوفر المعرفة العلمية. وسيتم مناقشة ذلك بعدها على نطاق واسع من قبل مؤسسة مركاتور بالتعاون مع المشاركين الشباب بالمؤتمر من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، والأصدقاء والأسر والمدارس.

وهكذا، سيتم أيضا توسيع نطاق مؤتمر الإسلام للشباب JIK من المستوى الاتحادي ليشمل الولايات – وهذا ما ننصح به أيضا بالنسبة لمؤتمرالإسلام الألماني DIK.

وستكون البداية في ولاية برلين. وكان هذا أيضا درسا من زاراتسين (الذي ألف كتاباً ينتقد فيه المهاجرين): نحن في حاجة إلى تواصل على نطاق أوسع لاجتذاب الناس.

كان لدينا مليون من البيانات ضد الكتاب، ولكن لم يستخدمها أحد. وقد أثبت مؤتمر الإسلام للشباب أنه أداة تواصل فعالة جدا - وهذا بالنسبة لنا كعلماء شكل جديد لنقل ما نحمله من معرفة.

 

 

حوار: أندريا ديرنباخ
ترجمة: صلاح شرارة
تحرير: علي المخلافي
حقوق النشر: تاغيس شبيغل/ قنطرة 2013

نايكا فوروتان باحثة في الهويات الإسلامية الأوروبية بجامعة هومبولت في برلين، وتنظم المؤتمر الإسلام للشباب بألمانيا.