
تجاوُز إرهاب تنظيم "داعش" العراق وسوريا إلى فرنسا وأوروباارتسام سيناريو هجوم "الدولة الإسلامية" على الأراضي الأوروبية
أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أنَّ بلاده في حالة حرب ضدَّ تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي نصَّب نفسه بنفسة كدولة. ومن جانبة قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إنَّ الهجمات التي وقعت في باريس يوم الجمعة 13 / 11 / 2015 وراح ضحيتها مائة وتسعة وعشرون شخصًا على الأقل، قد تم التخطيط لها وتنظيمها بشكل رئيسي في سوريا.
وعلاوة على ذلك فإنَّ الفرنسيين يفترضون أنَّ تنظيم "الدولة الإسلامية" قد خطَّط للقيام بهجمات إرهابية أخرى - ليس في فرنسا وحدها، بل حتى في دول أوروبية أخرى. وبدورها ردَّت القوَّات الجوية الفرنسية بغارات استهدفت مواقعًا يُفترض أنَّها مراكز قيادية ومعسكر تدريب لمتطرِّفي "داعش" في محافظة الرقة السورية الشمالية.
وعلى الأرجح أنَّ مثل سيناريو الحرب هذا يحظى بالترحيب لدى منظِّري تنظيم "الدولة الإسلامية" والمتعاطفين معه. وهذا هو المنطق الذي يريدون نشره ويعملون ضمنه. والفرنسيون، الذين يتظاهرون هذه الأيَّام في شوارع باريس وتولوز وليون، يرفضون هذا المنطق حتى الآن، وكذلك يقاومه المثقَّفون الفرنسيون أيضًا.
حذَّر أستاذ العلوم السياسية في جامعة "ساينس بو" في باريس المختص في شؤون الإسلام، جيل كيبيل، من أنَّنا لسنا في وضع مناسب لمنطق الحرب التقليدية. وقال إنَّ "ما حدث في باريس هو إسقاط (بمعنى ارتسام) لسيناريو الحرب على الأراضي الفرنسية. لوهلة وجيزة حتى الآن نقلوا إلى باريس حالة الحرب، التي نشاهدها في لبنان وفي سوريا وفي مناطق أخرى - وهذا يعني أشخاصًا يفجرون أنفسهم وشبابًا يحملون بنادق الكلاشنيكوف".
ارتباط وثيق بساحة الحرب في الشرق الأوسط
الأوروبيون كان لديهم حتى الآن - على الرغم من وقوع بعض الهجمات والموجة الهائلة من اللاجئين القادمين من سوريا والعراق - شعورٌ بأنَّ ما يحدث في الشرق الأوسط بعيد جدًا عنهم. بيد أنَّ هذا تغيَّر فجأة منذ يوم الجمعة 13 / 11 / 2015.
إذ إنَّ أوروبا باتت ترتبط ارتباطًا وثيقًا بساحة الحرب في الشرق الأوسط، مثلما يرى الخبير الفرنسي جيل كيبيل، خاصة من خلال عودة الجهاديين الأوروبيين إلى أوروبا.
يقول جيل كيبيل: "هذه ظاهرة جديدة، ظاهرة ’جان بيير وعبد الله دوبون‘، (جهادييون) يذهبون إلى سوريا من أجل تفجير أنفسهم هناك أو من أجل العودة والقيام باعتداءات على الأراضي الفرنسية".

لقد كان قاضي مكافحة الإرهاب الباريسي السابق مارك تريفيديك على اتِّصال مباشر مع بعض من هؤلاء العائدين. وقد حذَّر بالفعل في نهاية شهر أيلول/سبتمبر 2015 من حمام دم فظيع. وقال إنَّ "الأشخاص الذين كانوا على استعداد للإدلاء بما لديهم، قالوا لنا إنَّ تنظيم "الدولة الإسلامية" ينوي مهاجمتنا بانتظام وبقوة". وأضاف أنَّ رجال "داعش" يمتلكون الوسائل لذلك: المال والقدرة على تزويد أنفسهم بالكمية التي يريدونها من الأسلحة وكذلك القدرة على تنظيم هجمات واسعة النطاق.
وهجمات باريس الدموية تظهر من عدة نواحي حسمًا للأمر وإصرارًا على تنفيذه: فالمهاجمون كانوا بحسب شهود العيان على قدر مخيف ومهني من برودة الدم، حيث كشفت التحقيقات حتى الآن عن أنَّ هذه عملية مخططة مركزيًا تهدف إلى قتل أكبر عدد ممكن من الناس - بصرف النظر عن دينهم أو أصولهم. وهذا يمثِّل نوعية جديدة، مثلما يؤكِّد جيل كيبيل. وذلك لأنَّ الجهاديين على الأراضي الفرنسية كانوا يختارون ضحاياهم حتى ذلك الحين بحسب معايير واضحة.
وبحسب تلك المعايير كانت توجد - مثلما يقول جيل كيبيل - ثلاثة أهداف رئيسية، حدَّدها المنظِّر الإيديولوجي للجهاد الحديث أبو مصعب السوري في عمل ضخم: المثقَّفون العلمانيون الذين ينتقدون الإسلام واليهود بالإضافة إلى المعروفين باسم المرتدين، أي المسلمين السيئين. يستنتج جيل كيبيل: "في فكر هؤلاء الجهاديين السلفيين المتطرِّفين لم يعد يوجد اليوم لا مسيحيون ولا يهود، ولا مسلمون مختلفون. بل صار يوجد فقط أعضاء طائفتهم. وعندما لا يكون المرء متطرِّفًا مثلهم بالذات، فعندئذ يتم تقديمه للقتل".
يتحدَّث العديد من الخبراء في شؤون الإسلام والإرهاب حول تغيير استراتيجي في تنظيم "الدولة الإسلامية". لفترة طويلة ركَّز تنطيم "الدولة الإسلامية" على تحقيق مكاسب إقليمية في سوريا والعراق أو توطيد هذه المكاسب. وعلى العكس ممن باتوا الآن منافسين، أي إرهابيي تنظيم القاعدة - التنظيم الذي خرج منه تنظيم "الدولة الإسلامية" كفرع أكثر تطرُّفًا في العراق - فإنَّ وجود أراضيها والإدارة شبه الحكومية يعتبر أمرًا ضروريًا من أجل إضفاء طابع الشرعية على هذه الخلافة التي نصَّبت نفسها بنفسها.

ردّ على الضغط العسكري؟
إنَّ حقيقة التصعيد الحالي في تصدير "الحرب المقدسة" وأعمال العنف الوحشية يمكن أن تكون لها علاقة بأنَّ تنظيم "الدولة الإسلامية" قد وقع عسكريًا في الأسابيع الماضية تحت المزيد من الضغط. من ناحية من قبل القوَّات الروسية وحزب الله الشيعي المتشدِّد، وكلاهما يقاتل إلى جانب قوَّات الرئيس السوري بشار الأسد، ومن ناحية أخرى بدأت القوَّات الجوية الفرنسية علاوة على ذلك في شهر أيلول/سبتمبر 2015 وكجزء من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" بقصف أهداف لتنظيم "داعش". ولذلك يمكننا النظر إلى الهجمات الأخيرة التي استهدفت الطائرة الروسية المستأجرة فوق سيناء وكذلك معقلاً من معاقل حزب الله الشيعي في ضاحية بيروت الجنوبية والآن الهجمات في باريس، كردّ على هذا الضغط العسكري.
وحول الدوافع الكامنة خلف هذه الهجمات لا توجد حتى الآن سوى تكهُّنات: فقد تكون هناك "حملة عقابية" كجزء من هذه الهجمات. ولكن يمكن أن يتعلَّق الأمر بتلميع الصورة المشوَّهة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي كان في السابق مكللاً بالنصر، في نظر المتعاطفين معه والمجندين المحتملين.
وإذا جاز تصديق أقوال جاسوس سابق كان يتجسَّس على تنظيم "الدولة الإسلامية"، فإنَّ هذا التظيم بات بعدما مُني ببعض الخسائر الكبيرة في حاجة حاليًا إلى مجنَّدين جدد. فبينما كان يصل في فترات ذروة معيَّنة عدد المتطوِّعين الأجانب يوميًا إلى ثلاثة آلاف مقاتل، أصبح عددهم اليوم من خمسين إلى ستين متطوِّعًا فقط، مثلما يقول هذا الرجل الذي يُطلق عليه صحفي صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية مايكل فايس اسم "أبو خالد".
ونظرًا إلى المجنَّدين الأجانب فقد حدث بالإضافة إلى ذلك تغيير استراتيجي، مثلما يقول "أبو خالد". ويضيف أنَّ قيادة تنظيم "الدولة الإسلامية" تريد الآن تشجيع المتعاطفين مع هذا التنظيم في الغرب على البقاء في أوطانهم والقيام بعمليات عنيفة هناك. وكذلك لقد تم تكليف جهاديين غربيين آخرين بالمهمة نفسها وإعادتهم إلى أوطانهم، بعد أن تم بالفعل تدريبهم في سوريا وإخضاعهم لغسل أدمغتهم.
أوروبا مُستهدَفة أكثر من الولايات المتَّحدة الأمريكية
وقبل فترة غير بعيدة صنَّف السياسيون الفرنسيون هؤلاء العائدين من سوريا على أنَّهم يشكِّلون واحدًا من أكبر المخاطر المحتملة. وبالإضافة إلى ذلك يجب علينا ألاَّ ننسى أنَّ أوروبا تعتبر على أية حال بالنسبة للجيل الجديد من الجهاديين "هدفًا سهلاً" في الغرب ومفضَّلاً.

ومن وجهة نظر منظِّر الجهاديين الإيديولوجي أبو مصعب السوري ينبغي القيام بهجمات عنيفة في أوروبا أكثر من الولايات المتَّحدة الأمريكية، مثلما يقول جيل كيبيل. ويضيف أنَّ هدفهم هو إحداث انقسام في الشعب وإثارة ردود فعل شديدة ضدَّ المسلمين. وحسابهم هو أنَّ يشعر المسلمون المُهاجَمون في بلدانهم بالخوف، ليتبنُّوا رؤية الجهاديين المتطرِّفة ويقدِّموا الدعم لهم. وبحسب نظرية الجهاديين من الممكن في أحسن الأحوال أن تكون نتيجة ذلك سيناريوهات تشبه الحرب الأهلية.
غير أنَّ الناس في باريس بعيدون كلَّ البعد عن هذا الحساب، وذلك بفضل ردود الفعل الرزينة من قبل العديد من السياسيين الفرنسيين، وأيضًا وقبل كلِّ شيء بفضل المواطنين الفرنسييين العقلاء. من الممكن حتى أن يكون تنظيم "داعش" قد تجاوز هدفه المنشود من خلال عنفه المُتعِّطش للدماء في باريس. وعلى العكس مما كانت عليه الحال بعد الهجمات على صحيفة "شارلي إيبدو" والمتجر اليهودي في شهر كانون الثاني/يناير 2015، لم يكن يوجد هذه المرة في مواقع التواصل الاجتماعية المعروفة سوى قدر قليل جدًا من الاستحسان في فرنسا، مثلما يلاحظ جيل كيبيل:
"لقد وجدنا القليل جدًا من إعلانات الثناء على الجناة ومدحهم. وعلى الأرجح أنَّ سبب ذلك يعود إلى كون هذه الاعتداءات قد تم تنفيذها بأسلوب أعمى. وهذه الهجمات وصلت إلى مستوًى جديد. وكذلك لقد تم للمرة الأولى في فرنسا استخدام الانتحاريين. وكلُّ هذا أدَّى إلى نوع من إحياء الوحدة الوطنية".
بيد أنَّ هجمات باريس أظهرت أيضًا أنَّ تنظيم "الدولة الإسلامية" قادر على القيام بهجوم مُنَسَّق تنسيقًا جيدًا ومُدمِّر في عدة مواقع وفي الوقت نفسه، وقد تم تنفيذه من قبل عدد من الخلايا - وهذا على بعد آلاف الكيلومترات من الخلافة التي نصَّبت نفسها بنفسها.
لا بد أنَّ الاستعدادات لهذا العمل كانت طويلة والتدريبات مكثَّفة. وبالنسبة للخبير الفرنسي المختص في شؤون الإرهاب في جامعة تولوز الفرنسية، ماتيو جيدير، فقد تم بهذا العمل تجاوز الحدود النفسية. يقول ماثيو جيدير: "لقد حدث تغير جذري في وعي الإرهابيين، وباتوا قادرين على العمل في باريس تمامًا مثلما يعملون في سوريا أو في العراق".
بيرغيت كاسبر
ترجمة: رائد الباش
تعليقات القراء على مقال : Die psychologische Grenze überschritten
سفلة السلفيين الجدد
اسمحوا لي أن أتدخل في موضوع هو ليس بالأصل من اختصاصي، فأنا لم أدرس الدين ولا أدعي بمعرفة الفقه والشريعة، ولم أمتهن التدين كمهنة أو وظيفة أقتاد وأتكسب من ورائها، ولم أفكر في يوم من أيام حياتي أن أربط بين التدين ورغد العيش الهانئ والتمتع بالنساء والغلمان باسم التدين والأديان، كما ألاحظه لدى رجالات ومشايخ الأحزاب التدينية على اختلاف منابتها وطوائفها وتشعباتها وانتماءاتها، سواء الإخوانجية والتحريرية والسلفية والأصولية والجهادية والتكفيرية وما جر وراءهم من أتباع وفئات مُجندين ومسلحين ومُضَلِّلُين ومُضَلَّلِين بإيعاز من الخارج بالريموت كونترول...
فعندما يتحول الدين الى مظاهر خارجية مقززةً ومنفرةً وإلى منافع ماديةٍ ورغباتٍ وشهوات غريزيةٍ وحيوانيةٍ رذيلةٍ ودنيئة او بهلوانيةٍ وعن جهالةٍ وسفه وجنون وعنترية وعنجهية وعودة إلى عهود الاستعباد والغزو والسبي والنخاسة، عندها تزول عن الدين وعن الديانات وعن التدين والمتدينين يزول عنهم كل معاني التقديس والقدسية ويذهب عن الدين وعن المتدينين وأتباعهم ومناصريهم كل ذلك سبب في ابعاد النزاهة والتسامي عنهم جميعاً،
فكل هذه العناوين والبهرجة والأفلام المدبلجةِ والتي خرج علينا بها الخلف من أتباع السلف (السلفيين الجدد) فهي كلها لا مبرر لها ولم تعد مقنعة لأحد.
فهؤلاء ذهبوا الى أماكن "الجهاد" وتركوا مخلفاتهم من البنين والبنات بلا اسماء تذكر، فهذا ابن محمد، وذاك ابن محمود وابن عمر وابن خالد وابن ابراهيم، فتركوا أولادهم ومخلفاتهم وراءهم وهربوا بجلودهم، فمنهم من اندثر ومات ودفن في أراضي غزواتهم كالفطائس والجرذان، ومنهم عاد موطئ قدمه والى مواطنهم وحملوا معهم العنف والاجرام، وهذا ما نلاحظه من مجازر دموية في تونس وغيرها،
وكان التزاوج في الشيشان وكوسوفو من مثنى وثلاث ورباع، فذهبوا ومعهم -كل تلك الأموال القذرة وجعلوا من النساء هناك وفي تلك البلدان الفقيرة جعلوا منهن جواري لهم، فقد ذهبوا من قبل الى البوسنة والهرسك وجعلوا التزاوج مهنة وتخصص وتبجح وعربدة لهم، كذلك هاهم يتناهشون لحوم البشر ويتاجرون بالأعضاء البشرية وبفتح أسواق النخاسة من جديدٍ في كلٍ من سوريا والعراق ويتطلعون نحو لبنان لفتح جبهات الفتنة والقتل بلا رحمةٍ وبلا انسانية،
لقد سفكوا دماء الأبرياء وسبوا النساء الحرائر وقتلوا الصبية والفتيان بحجج باطلةٍ ومتخلفة، فشوهوا الدين وأهله وخرجوا عن المعقول والمقبول، ولم يعد أحد يستوعب ما وراء جنونهم هذا ولا مغزاه الا صانعهم ومموليهم، كما أن لا أحد يعرف من الذي يقف وراء هؤلاء الذئاب البشرية ومن يدعمهم ويروج لهم الدعاية والاعلام. فهم مأجورين وقد باعوا أنفسهم برخص التراب، كل ذلك لينالوا من امرأةٍ يغتصبونها بحجة أنها كافرة ويحق لهم سبيها ونكاحها كما يشتهون وكما يرغبون..
فقد ادعوا بأنهم هم أهل التقوى وهم أهل الدين وغيرهم خارج عن الدين، فأعطوا لأنفسهم حق قتل الآخر ببرودة وهدوء أعصابٍ وهم يحملون السيف بيدٍ وكتاب التدين باليد الأخرى، فحرَّموا وحللوا ما يليق بنزواتهم وبرغباتهم وملذاتهم، فادعوا بأنهم هم الفحول وغيرهم نعاج، وذهبوا الى أفغانستان وتركوها ركاماً تنعى وتنعق وتبكي على أهلها،
والسؤال المطروح: لماذا يزج هؤلاء السفلة بأنفسهم الى الجحيم؟
فمن أباح لهم الحق في زج أنفسهم في دولٍ هي ليست بلادهم، ولماذا تركوا بلدانهم وذهبوا للقتل في بلاد أخرى!!
فما زجَّ هؤلاء السفلة أنوفهم بأمر حتى أفسدوه وعاثوا به فجوراً وفساداً.
والآن يجول في فكرهم الجُنوني أن يخربوا بلداً آخر، فخرجوا بسيوف النذالة يذبحون الناس وينادون بالجهاد، يقطعون الرؤوس ويهللون ويكبرون ويذكرا اسم الله قبل نحر رقبةٍ أو قبل أكل كبدٍ من الأكباد،
ارادوا أن يكون تخريب المجتمعات وافسادها وجروا معهم الجهلة من بعض الأقصاع ليشركوهم في تخريب بلادهم بأيديهم ولكن بمسميات إسلامية، حتى يجرفوا الجهلة معهم ويجدوا المتعاطفين والمؤيدين لوحشيتهم وبربريتهم، فقامت جماعات همجية جاهلة، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى الجهالة، فأشهروا سيوفهم على الدول التي احتضنتهم عندما لجؤا اليها وهم جياع ومتشردين،
كما وأنهم هاجموا الفن والمسرح والصحافة والقنوات الإعلامية، وربطوا كل جهلهم ذلك بمبادئ الإسلام والعودة الى صدر الاسلام، مقتدين بخالد بن الوليد وعمر بن الخطاب وخلافهم،
وانتحلوا آيات وأحاديث نبوية ما أنزل الله بها من سلطان، ووظفوها لمآربهم الشريرة وحقدهم الباطن على أمن الشعوب وأرزاقها، فكان أحدهم بشكله البشع يحمل سيفاً ويهدد، ولكن -يا للبجاحة- من كان يهدد بسيفه المعلول؟ إنه لغبي جداً، فهو يهدد رجال الأمن في بلده، وهؤلاء رجال الأمن متوقع أن يكون بينهم مَن هم مِن أولاده أو من أقربائه، ولكن جنونهم بالعظمة أنساهم من هو عدوهم ومن هو صديقهم، فتاهوا بأفكارهم الشريرة وأرادوا أن يتيهوا بأولاد وبصبيان وبشباب أغرار بما قدموا لهم من مغرياتٍ ماديةٍ أو أفكارٍ ضلاليةٍ...
وما حدث من تفجيرٍ للطائرة الروسية كان شراً وعدواناً لا مبرر عقلاني له على الاطلاق، فالضحايا كانوا أبرياء بكل معنى الكلمة، وما حدث في باريس في الآونة الأخيرة بتاريخ 13/11/2015 له دلالة واضحة على مجزرةٍ دمويةٍ وهمجيةٍ تقشعر لها النفوس والابدان...
قلت لكم منذ البداية أنا لست رجل شريعة ولا مطلع بالتدين الفلسفي والبلطجي / السّلفي، ولكنني بكل بساطة أفهم الدين ببساطته وبيسره على انه علاقة تربط الانسان (الفرد) بربه، فهذا الرابط لا يحتاج لوسيط - أكان من الخَلَفِ أو من السَّلَفِ - ليقرّب بين الفرد وبين ربه، وما أتى به هؤلاء المتفيقهين أتباع السلف ما هو الا ادعاء باطل ولا يحق لهم أن يتدخلوا في العلاقة الفريدة / الخاصة والمنزهة بين الناس وربهم.
Alexander Alexa...25.11.2015 | 22:39 Uhrوأمر أخر لا يمكن اغفاله أو تناسيه فهناك مؤسسات ودول وحكومات سواء هي منتخبة أو معينة أو مكلفةٌ، فهي التي تتكفل في حل مشاكل الناس، وهي مسؤولة أمام الله وأمام شعوبها بالقيام بواجباتها وبمسئولياتها المكلفة بها وكما عُهِدَ لها وهي كفيلة بذلك