
احتجاجات إيران - ماذا حدث للجمهورية الإسلامية في عامها الأربعين؟انقلاب سحر الملالي على عمائمهم الحاكمة
ما الذي يحدث في إيران؟ يقول البعض إن الحركة الاجتماعية الجديدة الثائرة حاليًا هناك، خرجت في الأصل من المحافظات. وبالتالي فهي حركة محدودة جدًا ولا يمكن التكهُّن بتطوُّرها وتعتبر من دون هدف وخطيرة في النهاية. بينما ينفي الآخرون ذلك ويقولون: إنَّها حقيقية وأصلية، ولذلك فهي حركة تطلـُّعية للمستقبل.
لا يزال الجدل الدائر بين المثقَّفين حول طبيعة الاحتجاجات والصدامات المستعرة منذ عدة أيَّام في شوارع المحافظات الإيرانية مستمرًا أيضًا ومن دون هوادة مثل الاحتجاجات والصدامات نفسها. فما الذي يحدث في الجمهورية الإسلامية؟ ومَنْ يقاتل ضدَّ مَنْ؟ وإلى أين ستؤول الأمور؟
من المؤكَّد أنَّ الزلزال السياسي الذي يهز إيران في الوقت الراهن يعتبر منقطع النظير. وهو كذلك اختبار للقوة، يضع الجمهورية الإسلامية في عامها الأربعين أمام تحدٍ كبير. كذلك لقد بات الكثيرون يرون في الاحتجاجات مقدِّمةً لما سيأتي: نزاع على السلطة من أجل إرث الزعيم الديني علي خامنئي. هذه مقدِّمة من الممكن أن يفوز بها الحكَّام الحاليون، وذلك لأنَّهم الوحيدون الذين يمتلكون القدرة العسكرية والوحشية الضرورية من أجل ذلك.
بدأت حركة الاحتجاج فى محافظة نائية، في مدينة مشهد الواقعة في شمال غرب إيران على بعد نحو ألف كيلومتر عن العاصمة طهران. في البداية كانت هناك دعوة من جانب المتشدِّدين انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي. حيث كانوا يريدون التظاهر أمام مبنى بلدية المدينة ضدَّ سياسة روحاني الاقتصادية: ضدَّ ارتفاع أسعار البنزين وخفض الإنفاق على الخدمات الاجتماعية وارتفاع أسعار البيض والدواجن. كانت هذه حركة احتجاجية خرجت بمباركة من الرجل الأقوى في هذه المحافظة - على الأقل في بدايتها.
وهذا الرجل اسمه آية الله علم الهدى، وهو خطيب الجمعة في مدينة مشهد المقدَّسة وفي الوقت نفسه ممثِّل مرشد الثورة آية الله على خامنئي في محافظة خراسان. يطلق البعض على آية الله علم الهدى البالغ من العمر ثلاثة وسبعين عامًا ليس فقط اسم ملك المحافظة، بل وحتى صانع الملوك لإيران برمَّتها. وصهره إبراهيم رئيسي كان منافس حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية قبل خمسة أشهر. وهزيمته في الانتخابات لم يستطع هضمها لا آية الله علم الهدى ولا صهره، ولا حتى غيرهما من المتشدِّدين في إيران مع مرشد ثورتهم في قمة السلطة.
توجد بالفعل منذ عدة أسابيع احتجاجات صغيرة وكبيرة في جميع أنحاء البلاد. أحيانًا يكون الخارجون في هذه الاحتجاجات من العمَّال الذين لم يحصلوا على رواتبهم منذ عدة أشهر، وأحيانًا من المتقاعدين الذين باتت صناديق معاشاتهم التقاعدية فارغة، وأحيانًا من الفقراء أو حتى من المدَّخرين الأثرياء الذين تم سلب أموالهم ومدَّخراتهم من قِبَل بنوك ومصارف وهمية أعلنت إفلاسها.

ولكن ما الذي يُميِّز هذه الاحتجاجات في المقام الأوَّل؟ تتميَّز هذه الاحتجاجات بكونها مُوَجَّهة ضدَّ حكومة روحاني. وعلى الرغم من أنَّه كان يتم التسامح معها وقد وجدت صدًى كبيرًا في الصحف والمواقع الإلكترونية وخاصة التابعة للمتشدِّدين، ولكن مع ذلك فإنَّ المتشدِّدين ليسوا الوحيدين، الذين يريدون إسقاط روحاني. فحتى بالنسبة لمؤيِّدي روحاني تُمثِّل الشهور، التي أعقبت إعادة انتخابه، فترةً من الإحباط وخيبة الأمل.
يُتَّهم روحاني حاليًا بأنَّه لم يتمكَّن من تحقيق أي شيء مما كان قد وعد به. وبأنَّ حكومة روحاني لا توجد فيها أية امرأة ولا أي وزير سُنِّي، بل إنَّ وزراءه من المتشدِّدين. وحتى على شبكات التواصل الاجتماعي ابتعد الناس منذ فترة طويلة عن روحاني. وعلى الأقل لم تنقطع منذ أسابيع شكاوى الناخبين المحبطين، والتي يتم نشرها تحت الهاشتاغ "أنا نادم" [على التصويت لروحاني].
تعليقات القراء على مقال : Ein Bumerang für die Hardliner
بعض ما قاله صحيح، لكن التظاهرات خمدت دون دخان. الملالي قوة ضاربة صادرت فكر الناس، وحولتهم الى آلات قتل إسلامية كما تفعل الأنظمة الاخوانية والوهابية والقطرية التي تدعم داعش والقاعدة. الحكومات الثيوقراطية لعنة على البشرية .
السيد محمد الحسيني09.01.2018 | 13:07 Uhr