"الخميني خان مبادئ الثورة، لكنه لم يكن وحده المسؤول عن عودة الدكتاتورية"

اعتبر أبو الحسن بني صدر، أول رئيس لإيران بعد الثورة عام 1979، أن الخميني خان مبادئ الثورة بتولّيه الحكم إثر إسقاط الشاه محمد رضا بهلوي.

كان أبو الحسن بني صدر على متن الطائرة، المتوجهة من باريس إلى طهران عام 1979والتي كانت تقل رجل الدين وقائد الثورة لاحقا آية الله خميني، وفي العام التالي أصبح بني صدر أول رئيس منتخب للجمهورية الإسلامية الإيرانية. لكنه اضطر في وقت لاحق إلى الهروب من إيران، وهو يعيش اليوم في المنفى في فرنسا. 

إذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية حاورت أبو الحسن بني صدر حول ظروف وتبعيات تلك الرحلة، التي غيرت مسار الدولة الإيرانية في الأربعين عاماً الماضية.

في هذا الحوار يصف أبو الحسن بني صدر الأجواء على الطائرة المتوجهة من باريس إلى طهران بقوله:

"لقد كانت هناك الكثير من المعلومات، التي تُفيد بأن الطائرة كانت تُوجه باتجاه جنوب إيران، أو أنه سيتم إسقاطها. كثيرون لم يستفلوا الطائرة، لأنهم كانوا خائفين. أما أولئك الذين صعدوا إلى الطائرة، فكانوا قلقين أو خائفين. في حين لم يظهر القلق، على دائرة المقربين من الخميني، الذين كانوا جالسين في الجزء المخصص له من الطائرة".

وحول دور الخميني في عودة الديكتاتورية إلى إيران رفض أبو الحسن بني صدر تحميل الخميني المسؤولية الكاملة:

"لا يمكن القول بأن الخميني تصرف بمفرده. لم يكن الشيطان الذي فعل كل شيء بمفرده. لقد ساهم الكثيرون معه في استعادة الديكتاتورية. يمكن القول بأن الخميني ساهم بنسبة عشرة بالمائة، وتسعين بالمائة كانت من الآخرين".

وحول تصريحات نُشرت لآية الله الخميني في عام 1979، مثل، التي تقول بأن " القانون ما هو إلا أمر الله"، علق أبو الحسن بني صدر:

"لقد غير الخميني رأيه في السلطة الممنوحة للمرشد الروحاني خمس مرات. في البداية كان ضد منحه سلطة قوية. هنا في فرنسا، قال بأن السيادة تعود إلى الشعب، حتى أنه قال: "إن ديمقراطيتنا سوف تذهب أبعد إلى ما ذهب إليه الغرب، لأن المواطنين سيشاركون في قيادة بلدهم. عندما عاد إلى إيران، لم يتضمن الدستور شيئا من هذا المبدأ".

وأضاف: "وبدلاً من ذلك، أصدر مجلس الخبراء قرارات عديدة حول سلطة المرشد الروحي – في البداية كانت مهمته في الإشراف، وفي وقت لاحق حصل على السلطة التنفيذية.

وقال الخميني إن المرشد الروحاني، بيده كل السلطة. وما زلت أتذكر جيداً، قوله في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل"، إن السيادة تعود إلى الشعب".

 

وفي السياق نفسه قال أبو الحسن بني صدر لوكالة "رويترز" من منفاه في مدينة فرساي قرب باريس، إن الخميني تبنّى "من دون تردد" كل ما قيل له خلال منفاه الفرنسي، وتابع: "كنا على يقين بأن زعيماً دينياً ألزم نفسه وأن كل تلك المبادئ ستُطبق للمرة الأولى في تاريخنا. عندما كان في فرنسا كان يؤيّد الحرية. كان خائفاً من ألا تبلغ الحركة (المناهضة للشاه) أهدافها وأنه سيُضطر إلى البقاء هناك".



واستدرك أنه "تغيّر عندما نزل على الدرج من الطائرة في إيران" إثر عودته من فرنسا، وزاد: "سيطر عليه الملالي ومنحوه مصيراً جديداً: الديكتاتورية التي نراها الآن".

وروى بني صدر كيف حاول إقناع الخميني بتنفيذ وعود قطعها في فرنسا، بضرورة أن يكون للمرأة الحق في اختيار ارتداء الحجاب.

وأضاف: "أخبرني الخميني أنه قال أشياء مريحة في فرنسا، ولكنه ليس مقيّداً بكل شيء قاله هناك، وبأنه إذا شعر بوجوب قول عكس ذلك، فسيفعل". وزاد بني صدر: "بالنسبة إليّ كانت لحظة مرارة شديدة".



وقبل أيام من الذكرى الأربعين للثورة، أعرب إيرانيون عن خيبتهم من "انحراف مسارها" و"تآكل قيمها"، معتبرين أنهم "خسروا كل شي". المصادر: (رويترز + دويتشه فيله + دويتشلاند فونك).