أذربيجان 2020 - بلد ذو أغلبية مسلمة شيعية تحكمه منذ نحو 50 عاماً عائلة واحدة: آل علييف

شهدت أذربيجان الأحد 09 / 02 / 2020 انتخابات تشريعية مبكرة نددت بها المعارضة معتبرة أنها محاولة من الرئيس إلهام علييف الذي تحكم عائلته البلاد منذ أكثر من 50 عاماً، للبقاء في السلطة.

في ما يلي خمس حقائق يجب معرفتها عن هذا البلد الغني بالنفط والغاز والواقع على بحر قزوين بين روسيا وإيران:

دفعت شُعلات النار الطبيعية التي يصدرها التراب الأذربيجاني الغني بالغاز السكان إلى منح بلدهم لقب "أرض النار". وترجع أصول هذا التعبير إلى الزرادشتية وهي ديانة توحيدية من إيران القديمة، عبد أتباعها اللهيب الصادر من أرض أذربيجان حتى هيمنة الإسلام الشيعي.

وتشبيه أذربيجان بالنار رائج بشكل واسع في البلاد. وتستخدم باكو تعبير "أرض النار" في حملاتها السياحية، كما أن عبارة "أشعل نارك" اعتمدت شعاراً لمسابقة "يورفيجن" 2012 التي نظمت في العاصمة الأذربيجانية.

واتخذت الشعلة كذلك شعاراً لأذربيجان، كما يطلق على ناطحات السحاب الثلاث البارزة في باكو، والتي باتت رمزاً للعاصمة، اسم "أبراج اللهب".

يعدّ هذا الكهف أحد المعالم الطبيعية الأكثر أهمية في أذربيجان، وهو يقع في منطقة ناغورني قره باغ، الجمهورية الانفصالية التي تسيطر عليها أرمينيا منذ اندلاع حرب بين البلدين في تسعينات القرن الماضي.

وتعدّ هذه المتاهة الكلسية موقعاً هاماً لعلم الأحياء القديمة. فقد عثر فيها على بقايا إنسان قديم عمرها مليون عاماً ونصف، ما يجعلها من أقدم المواقع التي سكنها الإنسان في العالم.

مزيج من الشعر الكلاسيكي والارتجال الموسيقي، يمثّل المقام الأذربيجاني، وهو نوع موسيقي تقليدي، انعكاساً لتاريخ أذربيجان الطويل ومزيجاً لاتصالها مع الفرس والأرمنيين والجورجيين والشعوب التركية الأخرى.

ويقوم المغنّي الرئيسي، يرافقه عازفون على آلات تقليدية مثل التار (آلة وترية) والكمنجة والدف، بارتجالات موسيقية وشعرية.

وسجلت مقامات أذربيجانية على "لوحة فوياجر الذهبية"، التي أرسلت على متن مسبار عام 1977 إلى الفضاء، إلى جانب لوحة أخرى مماثلة على متن مسبار آخر تحتوي أيضاً على تسجيلات ومعلومات عن الأرض.

حصان قره باغ هو الحيوان الوطني لأذربيجان. وهو حصان صغير الحجم، جبلي، معروف بقدرته على التحمل وسرعته. وهو أول نسل من الأحصنة تدرجه منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) على لائحتها للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.

وبفضل ميزاته، يعدّ حصان قره باغ مثالياً لممارسة لعبة الشوغان التقليدية الشبيهة بلعبة البولو. لكن هذا النوع مهدد بالانقراض منذ بدايات القرن العشرين، ويوجد منه اليوم أقل من ألف حصان في العالم.

بحسب دستورها، أذربيجان جمهورية ديموقراطية. لكن تحكم هذا البلد منذ أكثر من خمسين عاماً عائلة واحدة: آل علييف.

وفي عام 1969، وصل حيدر علييف، المدير المحلي للاستخبارات السوفييتية (كي جي بي)، إلى السلطة وبقي فيها إلى ما بعد استقلال أذربيجان عن الاتحاد السوفييتي في عام 1991.

بعد وفاته عام 2003، خلفه ابنه إلهام. وبحسب معارضيها، حصدت عائلة علييف ثورة هائلة ووضعت يدها على قطاعات كاملة من اقتصاد البلاد. وفي عام 2017، عين إلهام علييف زوجته مهربان نائبة له ومنحها أهم وسام في أذربيجان، ميدالية حيدر علييف.

 أدلى الناخبون في أذربيجان بأصواتهم الأحد 09 / 02 / 2020 في انتخابات مبكرة دانتها المعارضة التي ترى أن الاقتراع لن يؤدي سوى إلى تعزيز هيمنة الرئيس إلهام علييف على هذا البلد الواقع في منطقة القوقاز والغني بالنفط.

وكان يفترض أن تنظم الانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر 2019. لكن في كانون الأول/ديسمبر 2019 صوت النواب على حل البرلمان بعد أسابيع على استقالة رئيس الوزراء.

ورأى خبراء أن الهدف هو استبدال الحرس القديم للنظام واختيار جيل جديد والرد بذلك بالحد الأدنى على الاستياء الناجم عن التباطؤ الاقتصادي.

وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات قبل ساعتين من غلق مكاتب الاقتراع حوالى 45 بالمئة، وفق أرقام رسمية.

وفي حين قال رئيس اللجنة الانتخابية، في وقت سابق، إنّ "كل الشروط" متوافرة من أجل إتمام انتخابات "حرة ونزيهة"، ندد المعارض غولاغا أصلانلي في حديث إلى فرانس برس بـ "الانتهاكات الانتخابية الواسعة". وأشار إلى وجود صناديق اقتراع غير شفافة وتسمح فتحاتها بإدخال أكثر من ورقة.

ولفت هذا المعارض المنتمي إلى حزب "المساواة" إلى "عراقيل" وضغوط على المراقبين، وأيضاً إلى مشاكل مع بعض اللوائح "التي تظهر فيها أسماء أشخاص متوفين".

وفي باكو، أظهر فيديو الرئيس إلهام علييف متجهاً إلى التصويت برفقة عائلته. ويقود علييف هذه الدولة السوفييتية السابقة بيد من حديد، منذ أن خلف والده المتوفى في 2003.

وقال إيلغار قاسيموف (58 عاما) سائق سيارة الأجرة عند الإدلاء بصوته في باكو "وحدها المعارضة تهتم بمشاكل الناس العاديين". أما فافا اليكبيروفا المدرسة التي تبلغ من العمر 43 عاما فقد صوتت للسلطة "من أجل مستقبل أفضل". وقال المحلل أنار ماميدلي إنّ غضب الأذربيجانيين يتزايد في هذا البلد الذي يضم تسعة ملايين نسمة.

وأوضح لوكالة فرانس برس أن "علييف اختار تنظيم هذه الانتخابات قبل ثمانية أشهر من موعدها خوفا من اتساع الاحتجاج". وأضاف أن "التعديل الحكومي والانتخابات المبكرة هدفهما واحد هو إطالة حكم علييف".

وأذربيجان التي تعتمد إلى حد كبير على صادراتها النفطية، تأثرت بتراجع أسعار الذهب الأسود. وبعد انخفاض الأسعار في 2014، خسرت العملة الوطنية نصف قيمتها وشهدت البلاد انكماشا وتضخما يتجاوز 10 بالمئة. لكن الوضع استقر وبات النمو يتراوح بين واحد واثنين بالمئة.

ويريد علييف الاحتفاظ بالسلطة بلا منازع كما تقول المعارضة. وقد عين زوجته مهربان في منصب النائب الأول للرئيس في شباط/فبراير 2017، ويُنظر إلى ابنهما حيدر وهو في العشرينات من العمر، على أنه الخليفة المحتمل لوالده.

ومقابل انتقادات المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان، يشيد أنصار الرئيس به، معتبرين أنه حوّل بفضل عائدات المحروقات، أذربيجان إلى قوة مستقلة في مجال الطاقة وقام بتحديث البلاد.

ويُتَوَقع أن يفوز بسهولة ومن دون مفاجآت حزب "الجديد" (يني) الذي يقوده الرئيس بعدد كبير من المقاعد في هذه الانتخابات.

وأكدت القيادية في حزب الرئيس بهار مورادوفا أن السلطات ستفعل ما بوسعها "لتكون الانتخابات شفافة وحرة وتجري في أجواء ديمقراطية".

ورفضت المعارضة هذه التأكيدات. وقال علي كريملي، زعيم الجبهة الشعبية التي تقاطع الاقتراع، "لا يتوافر الحد الأدنى من الشروط في أذربيجان لتنظيم انتخابات ديموقراطية".

واتهم معارض آخر، عيسي غمبر من حزب "مساواة"، السلطات بأنها "زورت بالكامل" عمليات الاقتراع السابقة، ومفوضية الانتخابات بأنها تخضع لسيطرة السلطات، مثل شبكات التلفزيون.

وندد بالقيود القاسية جدا المفروضة على حق التظاهر في أذربيجان حيث "يتم توقيف الناس ومحاكمتهم".

ويتنافس أكثر من 1300 مرشح من 19 حزبا على 125 مقعدا في البرلمان الذي يتألف من مجلس واحد، ويسمى المجلس الملي.

ومنذ وصول إلهام علييف إلى السلطة، لم تعتبر بعثات المراقبة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أي انتخابات في أذربيجان ديمقراطية وحرة. وتنشر الأحد 350 مراقبا في البلاد. أ ف ب