أزواج وزوجات يونانيون وأتراك مسلمون ومسيحيون يعيشون حبهم بعيدا عن خلاف تركيا واليونان السياسي

الحب بين يونانيين وأتراك يقفز فوق الحواجز السياسية: في أثينا، يحاول أزواج يونانيون أتراك أن يعيشوا حبهم بعيدا عن الخلافات الدبلوماسية المستمرة بين بلديهم، على أمل أن يكونوا "جسرا" بين الجارين اللذين يتقاتلان على مناطق بحرية غنية بالغاز.

عند سفح تل فيلوبابوس، تصدح الموسيقى الكلاسيكية من الشقة الفخمة التي يتقاسمها الكاتب ألكسندروس ماسافيتاس والصحافي جيهان توتلو أوغلو وهما زوجان مثليان. ويضم المكان أيضا مكتبات مليئة بالكتب عن تاريخ تركيا والإمبراطورية البيزنطية والأساطير اليونانية، وتزين لوحات من أثينا واسطنبول جدران الشقة حيث يستحضر كل شيء فيها أصول الرجلين.

يقول ألكسندروس "منذ وقت طويل، أردنا الهروب من بلدينا. شعرنا بأننا نختنق". ودفعت العقليات المحافظة وعبء الانتماء الديني على جانبي الحدود، الرجلين للعيش في الخارج منذ سنوات.

ويضيف جيهان "نحن نعرّف أنفسنا أكثر كمواطنين في العالم. أنا أنتمي إلى بلد لم يعد موجودا" في إشارة إلى تركيا التي تركها قبل 15 عاما.

بمزيج من الفرنسية والإنكليزية، يروي الزوجان ماضي أسلافهما المضطرب، إذ تعرض الأتراك لمذابح في اليونان، وطُرد اليونانيون من تركيا.

ويوضح الزوجان أنهما رغم ذلك، تلقيا دعما من الأقارب منذ التقيا للمرة الأولى في كنيس في اسطنبول عام 2003 وطوال 17 عاما من العلاقة قبل زواجهما، مع اعتراف توتلو أوغلو بأن عليه أحيانا أن يتوخى الحذر قائلا "أحيانا أضطر للابتعاد عن كتابة مواضيع اجتماعية أو سياسية لأنني ما زلت +التركي+ هنا".

وخلال الفترة الأخيرة، اشتدت حدة الخلافات بين أنقرة وأثينا بشأن الحدود البحرية ومكامن الغاز الطبيعي وأزمة المهاجرين.

في قبرص، التقت ميرفي كوجادال ويورغوس تاليادوروس عام 2017 عبر تطبيق للمواعدة. وتعد الجزيرة الواقعة على حافة أوروبا والتي تحتل تركيا ثلثها منذ العام 1974، مصدر توتر بين البلدين و"نقطة احتكاك رئيسية" بين ميرفي وعائلة يورغوس.

وتقول الشابة "بعض المحادثات يسودها التوتر والأصوات ترتفع قليلا" لكن "هذا لا يسبب انتقاصا في الحب الذي نكنّه بعضنا لبعض".

ويفكر الثنائي في الزواج، لكن بدون مراسم دينية. فهي مسلمة وهو أرثوذكسي، ولا يخطط أي منهما لتغيير دينه رغم أن عائلتيهما تنتظران أطفالا مستقبليين "مسلمين" أو "نالوا سر العماد في الكنيسة".

تزوج ثيودوروس سمبيليريس وآيجا كولوكيزا في البداية زواجا مدنيا في اليونان ثم احتفاليا في تركيا. وتقول آيجا "بالنسبة إلى والدي، لا يهم ما إذا كان ثيو يونانيا أم أرثوذكسيا. الأمر المهم هو أن يكون شخصا جيدا".

من جانبه، يعترف سمبيليريس بأنه قطع شوطا طويلا في ما يتعلق بآرائه حول تركيا موضحا "في المدرسة، خلقت كتب التاريخ استياء لدينا. لقد نشأنا على فكرة أن تركيا كانت عدوا".

وتسبب مواضيع سياسية أو دينية معينة توترات بين أقارب الزوجين، مثل قرار تحويل آيا صوفيا إلى مسجد والذي اتخذه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في صيف العام 2020.

ويقول ثيودوروس "لكن يكفي التحدث واستماع بعضنا إلى بعض لتخفيف التوترات. عائلتنا هي بمثابة جسر بين البلدين".

وقد أنشأ الزوجان أخيرا حسابا على إنستغرام بعنوان "أوزو أند لوكوم" من أجل "إظهار الجمال الذي لدينا في تركيا لليونانيين، وإظهار كنوز اليونان للأتراك" بحسب آيجا.

ووفقا لبيانات هيئة الإحصاء اليونانية، تم تسجيل 629 زواجا يونانيا تركيا في اليونان بين عامَي 2010 و2019.

اكتشف سوكرو إليجاك اليونان في التسعينيات عبر ريبيتيكو، وهي موسيقى المنفى التي غناها اللاجئون اليونانيون من آسيا الصغرى. استقر هذا التركي هناك بشكل نهائي عام 2016 مع رفيقته اليونانية أولغا أنتونيا.

ويوضح "نحن نتشارك القيم والتوجهات السياسية نفسها. ليست العلاقات الدبلوماسية هي التي ستؤثر على علاقتنا" متسائلا "إذا كان بإمكاننا أن نعيش علاقة رومانسية يونانية-تركية، فلم لا يصبح الأمر على نطاق واسع بين بلدينا؟"

ويشكّل الحب اليوناني-التركي موضوع مسرحية "جمهورية البقلاوة" المقرر عرضها في مهرجان إبيداوروس في أثينا في حزيران/يوليو 2021. أ ف ب 20 / 05 / 2021