احتجاج قبيلة قطرية تمتد جذورها إلى شرق السعودية

أثارت أول انتخابات تشريعية في قطر قبل أسابيع من إجرائها جدلا حول بنود في القانون الانتخابي، وموجة من التضليل الإعلامي على وسائل التواصل الاجتماعي. القانون الانتخابي يمنح فقط أحفاد القطريين الذين كانوا مواطنين في عام 1930 حق التصويت والترشح، ما يعني عمليا استبعاد أفراد العائلات المجنَّسة منذ ذلك العام.

قانون الانتخابات الجديد في قطر يثير حساسيات قبلية: طفت على السطح حساسيات قبلية في قطر بعد أن وجد بعض أفراد قبيلة رئيسية أنفسهم غير مؤهلين للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات تشريعية من المقرر أن تجري في البلاد في أكتوبر تشرين الأول 2021 بمقتضى قانون انتخابي جديد لمجلس الشورى.

فقد تجمع هذا الأسبوع أفراد من قبيلة آل مرة، التي تعد من أكبر القبائل البدوية في الخليج وتمتد جذورها إلى شرق المملكة العربية السعودية، وذلك للاحتجاج على القانون الذي يمنع مشاركة القطريين ممن لم يكن لأسرهم وجود في قطر قبل عام 1930 من التصويت.

وظهرت في مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الإثنين 09 / 08 / 2021 مجموعة من الرجال المحتجين خارج مبنى في قطر. ولم تستطع رويترز التحقق من صحة هذه المقاطع.

ونشر أحد أفراد القبيلة مقطع فيديو يوجه فيه نداء للأمير تميم بن حمد آل ثاني.

وقال المحامي هزاع بن علي إن "الغبن السياسي وانتقاص المواطنة من غير أساس قد يقود إلى الفرقة".

وأضاف "ثبتنا مع أجدادك يا سمو الأمير ونثبت معك في أزمة الحصار ... سنطالب بحقوقنا وبكرامتنا في هذا الوطن ... ونرجو منك الرجوع في الحق".

ولبعض أفراد القبيلة التي تتفرع منها عدة عشائر علاقة مشوبة بالتوتر مع الأسرة الحاكمة في قطر ترجع إلى عشرات السنين ومن ذلك انحياز البعض إلى السعودية وحلفائها بعد مقاطعة قطر في منتصف 2017 في نزاع تمت تسويته جزئيا في يناير كانون الثاني 2021.

 

 

قضية الجنسية

في عام 2005 جردت قطر بعض أفراد القبيلة من الجنسية وقالت إن السبب في ذلك هو حملهم جنسيتين ونفت أن يكون ذلك الإجراء عقابا لهم على ما يشتبه أنه تورطهم في محاولة انقلاب فاشلة في 1996 لإعادة الأمير المخلوع الشيخ خليفة بن حمد.

ودفع النقاش الدائر على وسائل التواصل الاجتماعي عن المشاركة في الانتخابات في قطر وزارة الداخلية في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى تحويل سبعة أشخاص إلى النائب العام بتهمة نشر أخبار كاذبة وإثارة النعرات القبلية.

ولم يرد مكتب الاتصال الحكومي على طلب من رويترز للتعليق. ودعا رئيس وزراء سابق من أعضاء الأسرة الحاكمة يوم الثلاثاء 10 / 08 / 2021 إلى التحلي بالصبر.

وقال الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء السابق في تغريدة "نحن نمر في تجربة لا أريد أن أسميها ديمقراطية بل هي مشاركة شعبية وفي كل تجربة جديدة تحصل بعض الثغرات ولكن ما هكذا تورد الإبل".

وفي الشهر الماضي وافق الأمير على قوانين لانتخاب ثلثي أعضاء مجلس الشورى على أن يستمر الشيخ تميم في تعيين 15 عضوا في المجلس من بين أعضائه الخمسة والأربعين.

وسيكون للمجلس سلطة تشريعية وسلطة اعتماد موازنة الدولة.

وسيمارس المجلس الرقابة على الوزارات الحكومية وليس على المؤسسات المنفصلة التي أسسها الأمير للبت في مسائل السياسة الدفاعية والأمنية والاقتصادية والاستثمارية.

 

نعم قانون الانتخابات القطري لايلبي الطموح وبه ثغرات ولكني معه جملةً وتفصيلاً وإن كان البعض يرى عكس ذلك فليتفظل بأعطائنا البديل

قطر والكويت تتعرضان لحملة تشوية غير مسبوقة كونهما النظامين الوحيدين اللذان بهما رائحة ديمقراطية

لذلك الوقوف مع قطر في هذه الخطوة واجب أخلاقي

— أنور الرشيد (@anwar_alrasheed) August 9, 2021

 

والكويت هي الدول الخليجية الوحيدة التي يوجد فيها برلمان منتخب بسلطات كبيرة وذلك رغم أن القرار النهائي هو قرار الحاكم مثلما هو الحال في الدول المجاورة.

وقانون الانتخابات الجديد في قطر قائم على دستور جديد تم إقراره في استفتاء عام 2003 ونص على إجراء الانتخابات. وأعلنت وزارة الداخلية يوم الأربعاء 11 / 08 / 2021 مد ساعات قبول الشكاوى في الدوائر الانتخابية إلى اللجنة الانتخابية.

وقال علي الفطيس المري النائب العام السابق في مقطع فيديو على تويتر "يجب احترام أي من كان يمثل الدولة في أي منصب وكذلك احترام سيادة القانون ... نقدر أن نطالب ما نراه من حقوقنا بالطرق القانونية رفيعة المستوى ونتجنب أي أمر آخر يمكن يشوبه أي شائب".

ولجأ آخرون من أفراد القبيلة إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحث على دعم الانتخابات ومجلس شورى جديد لمراجعة القوانين.

وفيما يعكس استمرار التوترات الإقليمية التي أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي سلاحا فيها نشر مارك أوين جونز الأستاذ المساعد بجامعة حمد بن خليفة نشاطا على وسائل التواصل يوضح حسابات خارجية تضخم المشكلة على نحو مفتعل.

انتخابات قطر تثير سجالا وموجة من التضليل الإعلامي

وتثير أول انتخابات تشريعية في قطر قبل أسابيع قليلة من الموعد المرتقب لانعقادها، جدلا حول بنود في القانون الانتخابي، وموجة من التضليل الإعلامي على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتم تأجيل انتخابات مجلس الشورى المكون من 45 مقعدًا والتي نص دستور العام 2004 على إجرائها، مرارا. وبدلًا من ذلك، سمّى أمير الدولة الثرية الخليجية الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أعضاء المجلس.

وفي أعقاب نشر قانون الانتخابات في 29 تموز/يوليو 2021، من المتوقع الآن إجراء العملية الانتخابية في تشرين الأول/اكتوبر 2021 رغم عدم تحديد تاريخ بعد.

ويعطي القانون الانتخابي فقط أحفاد القطريين الذين كانوا مواطنين في عام 1930 بالتصويت والترشح، ما يعني عمليا استبعاد أفراد العائلات المجنَّسة منذ ذلك العام.

وتوضح الباحثة في معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية تشينزيا بيانكو أن القانون قد يحول دون مشاركة قبيلة آل مرة الكبيرة في الانتخابات.

وقالت بيانكو لوكالة فرانس برس "هذه قضية يواجهها القطريون منذ عقد من الزمن، بينما يقومون بتثقيف مواطنيهم حول الديمقراطية".

 

https://t.co/IIuadDTPZ5

— رشا قنديل (@RashaQandeelBBC) August 13, 2021

 

وأشارت إلى سجال كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفة "لا شك في وجود تدخل خارجي قوي لتضخيم المعارضة لأسباب سياسية، لكن لا ينبغي أن نختبئ وراء هؤلاء لتفتيت السخط الموجود" في قطر.

وسيتعين على المرشحين خوض الانتخابات في الدوائر الانتخابية المرتبطة بمكان إقامة عائلاتهم أو قبيلتهم في الثلاثينيات، باستخدام بيانات جمعتها السلطات التي كانت تخضع للنفوذ البريطاني آنذاك.

ويمكن للمجلس الذي يتألف من 30 عضوا منتخبا و15 يعينهم الأمير، اقتراح التشريعات وإقالة الوزراء والموافقة على الميزانية السنوية، لكن قراراته تخضع لحق النقض من حاكم الدولة الخليجية.

في الوقت الحالي، يقدّم مجلس الشورى المشورة للأمير بشأن مشاريع القوانين، لكنه لا يضع تشريعات خاصة به ويمكن نقض أحكامه بمرسوم.

وتحدّثت بيانكو عن حل وسط محتمل يمكن بموجبه تعيين ممثلي عائلة أو قبيلة مستبعدة بموجب قانون الانتخابات.

وبحسب قواعد الحملة الانتخابية، فإنّ الأحزاب السياسية محظورة لأنها "تثير الفتنة" القبلية أو الطائفية.

كما أثار قانون الانتخابات سلسلة من الأخبار الكاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصا على "تويتر"، انتشرت تحت أوسمة مختلفة بينها #الشعب_يقاطع_انتخابات_الشورى.

ويخشى مسؤولون في الإمارة أن تستغل السعودية والإمارات، الخصمين القويين لقطر رغم المصالحة قبل فترة، الانتخابات بعدما اعترضتا عليها، وفق ما تقول قطر.

 

الجهات المختصة بوزارة الداخلية تحيل سبعة أشخاص إلى النيابة العامة بعد قيامهم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في نشر أخبار غير صحيحة وإثارة النعرات العنصرية والقبلية.#قناhttps://t.co/AGYCXO99q3 pic.twitter.com/0xgxHCpBo4

— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) August 9, 2021

 

وتحظر قواعد الانتخابات على المرشحين تلقي دعم ماليا من الخارج. ويواجه هؤلاء خطر، في حال حصلوا على مثل هذا الدعم، عقوبة السجن لمدة خمس سنوات. ويخضع المرشحون لسقف في الإنفاق خلال حملتهم الانتخابية يبلغ مليوني ريال (533 ألف دولار).

ويجب أن تكون أعمار المرشحين أكثر من 30 عاما، وألا يكونوا وزراء أو أفرادًا في القوات المسلحة. كما يُمنع أفراد عائلة آل ثاني الحاكمة من الترشح لكن يمكنهم التصويت.

وستكون انتخابات تشرين الأول/أكتوبر أول 2021 انتخابات عامة في قطر، علما أنه سبق أن أدلى قطريون بأصواتهم بشأن إصلاحات دستورية وفي انتخابات محلية لمجالس بلدية. رويترز ، أ ف ب

 

[embed:render:embedded:node:42775]