إثر فضيحة سياسية هزَّت ألمانيا وذكَّرت بصعود هتلر في الثلاثينيات ولاية ألمانية تتجه لإعادة الانتخابات

كشف استطلاع للرأي أنه بإمكان حزب "اليسار" أن يأمل في تشكيل ائتلاف حاكم بقيادته في ولاية تورينغن الألمانية حال إجراء انتخابات مبكرة هناك، وذلك عقب فضيحة انتخاب رئيس حكومة الولاية الجديد المنتمي للحزب الليبرالي، توماس كمريش، بدعم من أصوات نواب حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي.

وأظهر الاستطلاع، الذي نُشرت نتائجه يوم الجمعة 07 / 02 / 2020 أنه في حال إجراء انتخابات مبكرة سيحصل حزب "اليسار" على تأييد تبلغ نسبته 37%، وذلك بعد أن حصل على 31% من الأصوات في الانتخابات المحلية التي جرت بالولاية في تشرين أول/أكتوبر 2019.

وبحسب الاستطلاع، من الممكن أن يحقق الحزب الاشتراكي الديمقراطي ارتفاعا طفيفا بالحصول على تأييد تبلغ نسبته 9%، وكذلك حزب الخضر 7% ووفقا لنتائج الاستطلاع، سيكون بمقدور حزب "اليسار" بذلك تشكيل ائتلاف حاكم بقيادته مع الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر.

وفي المقابل، فقد الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تحالف مع "البديل الألماني" في دعم كمريش، نصف شعبيته تقريبا في الاستطلاع، حيث حصل على تأييد 12% فقط من المستطلع آرائهم في الولاية، وذلك بعدما حصل في الانتخابات السابقة على 7.21% من أصوات الناخبين.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت شعبية "البديل الألماني" على نحو طفيف من 4.23% إلى 24% ولم يحصل الحزب الديمقراطي الحر سوى على نسبة 4% في الاستطلاع، مقابل 5% حصل عليها في الانتخابات التي جرت في تشرين أول/أكتوبر الماضي، وهو الحد الأدنى المسموح به للدخول إلى البرلمان.

وأثارت مفاجئة انتخاب كمريش نقاشا على مستوى ألمانيا حول كيفية تعامل الأحزاب الألمانية مع اليمين المتطرف. وحدث التصويت المفاجئ بعدما رفض الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الليبرالي دعم رئيس حكومة تورينغن المنتهية ولايته بودو راميلوف في مساعيه لتشكيل حكومة أقلية بقيادة حزب "اليسار"، وبدعم من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر.

وفشل هذا الائتلاف، الذي كان يحكم الولاية منذ عام 2014، في الحصول على الأغلبية بعدما مني الحزب الديمقراطي الاشتراكي بنتائج سيئة في الانتخابات التي جرت في تشرين أول/أكتوبر 2019.

واستعان الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الليبرالي بأصوات نواب حزب البديل في برلمان تورينغن لإنجاح كمريش. وسرعان ما أدانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وزعيمة حزبها المسيحي الديمقراطي أنيغريت كرامب-كارنباور خرق أعضاء الحزب في برلمان ولاية تورينغن محظور سياسي عبر تعاونهم مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" يوم الأربعاء 05 / 02 / 2020 خلال التصويت لرئيس الحكومة الجديد بالولاية.

وأجرى الاستطلاع معهد "فورسا" لقياس مؤشرات الرأي عقب ظهر الخميس 06 / 02 / 2020، بعدما أعلن كمريش نيته الاستقالة والسعي إلى إجراء انتخابات مبكرة. وشمل الاستطلاع 1003 ألمان.

استقالة رئيس وزراء ولاية تورينغن الألمانية إثر عاصفة سياسية تلت فوزه بأصوات من اليمين المتطرف

واستقال رئيس وزراء ولاية تورينغن المنتخب توماس كيميريتش الخميس 06 / 02 / 2020 ودعا إلى انتخابات جديدة في المقاطعة الواقعة في شرق ألمانيا غداة فوزه بهذا المنصب بفضل أصوات نواب من اليمين المتطرف في عملية أثارت زلزالا سياسيا وصفتها ميركل بأنها "لا تغتفر".

وصرح كيميريتش المنتمي الى الحزب الليبرالي للصحافيين: "قررنا التقدم بطلب لحل برلمان المقاطعة"، في مواجهة غضب على تعيينه ثار مقارنات مع صعود النازيين في ثلاثينات القرن الماضي.

وصرح الخميس: "نريد انتخابات جديدة لازالة وصمة دعم حزب البديل لألمانيا لمنصب رئاسة حكومة" المقاطعة، مضيفا ان استقالته "أمر حتمي".

وهذه هي المرة الأولى في تاريخ المانيا بعد الحرب العالمية الثانية التي ينتخب فيها رئيس حكومة محلية بفضل أصوات اليمين المتطرف وأول مرة أيضا يصوت فيها اليمين المعتدل والمتشدد معا في هذا النوع من الانتخابات، ما يعتبر تجاوزا لخط أحمر في تاريخ البلاد التي يهيمن عليها شبح الماضي النازي.

وأصبح الفائز المفاجئ لانتخابات جولة الإعادة بعد أن تخلى نواب حزب البديل لألمانيا عن مرشحهم لدعمه، في خطوة وصفها كيميريتش بأنها "خدعة غادرة" من اليمين المتطرف.

ووصفت المستشارة أنغيلا ميركل ما حدث في تورينغن بأنه "لا يغتفر، ولذلك يجب إلغاء النتائج". ووصفت ما حدث الأربعاء بأنه "يوم سيء للديمقراطية".

وجددت التأكيد على أن حزبها المسيحي الديمقراطي، لن يعمل مطلقا مع حزب البديل لألمانيا المناهض للإسلام والهجرة على المستويين الأقليمي والقومي.

وخرج الآلاف الى شوارع العديد من المدن الألمانية في وقت متأخر من الأربعاء للتعبير عن استيائهم من نتيجة الانتخابات، بما في ذلك في برلين وفرانكفورت وفي مدينة إيرفورت عاصمة تورينغن.

وحمل بعضهم لافتات كتب عليها "الماضي لن يتكرر بتاتا"، وقالوا انه "يجب الغاء نتيجة الانتخابات". ووصلت تأثيرات الأزمة إلى برلين، بسبب اصطفاف نواب ولاية تورينغن من حزب ميركل مع الليبراليين واليمين المتطرف في التصويت لصالح كيميريتش في مواجهة رئيس وزراء الولاية بودو رميلو الذي يحظى بشعبية من حزب أقصى اليسار "داي لينك".

وقالت ميركل في مؤتمر صحافي أثناء زيارتها جنوب أفريقيا إن تصرفات حلفائها المحليين في تورينغن "كسرت كل قيم ومبادئ الاتحاد المسيحي الديموقراطي".

بدوره جدد كريستيان ليندنر زعيم حزب الديموقراطيين الاحرار الليبرالي التأكيد على موقفه في اجتماع طارئ لزعامة الحزب في برلين الجمعة وصرح للصحافيين "أنوي الدعوة الى التصويت على الثقة". وفي المقاطعات في شرق ألمانيا الشيوعي السابق، يعتبر حزب البديل لألمانيا قوة سياسية كبيرة، وتجهد الأحزاب الرئيسية بشكل متزايد لإبعاده عن دهاليز السلطة.

وفي ولاية تورينغن يقود حزبَ البديل: بيورن هوكِه، وهو إحدى أكثر الشخصيات تطرفا في حزب البديل وقد دعا إلى "تحول 180 درجة" في تكفير ألمانيا عن جرائم النازية. ونشرت الصحف الألمانية على صفحاتها الأولى صورا لهوكِه وهو يصافح كيميريتش بعد فوزه في الانتخابات.

ووصفت صحيفة بيلد اليومية الأكثر مبيعاً تلك المصافحة بأنها "مصافحة العار"، وانتقدت كيميريتش بسبب "السماح لنفسه بأن ينتخبه النازيون الجدد".

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، سرعان ما قورنت تلك الصورة بصورة أدولف هتلر يصافح الرئيس الألماني بول فون هيندنبرغ في عام 1933 الذي أصبح فيه هتلر مستشارا.

ومنذ إنشائه في 2003، ازدادت قوة حزب "البديل من أجل ألمانيا" في البلاد، مستفيدا من الغضب بسبب قرار ميركل في 2015 السماح لأكثر من مليون لاجئ بدخول البلاد.

وفي الانتخابات العامة الأخيرة، حقق الحزب ما يقرب من 13% على مستوى البلاد وفاز بمقاعده الأولى في البرلمان الألماني.

وحذر فالتر بورغانز بأن العالم يراقب كيف تتعامل ألمانيا مع صعود اليمين المتطرف وما حدث في توريتغن.

زعيما الاشتراكيين في ألمانيا: فضيحة تورينغن أضرت بالائتلاف الحاكم الاتحادي

ويرى زعيما الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني أن فضيحة انتخاب رئيس جديد لحكومة ولاية تورينغن، بدعم من نواب حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، أضرت بالائتلاف الحاكم الاتحادي، الذي يضم الاشتراكيين والتحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنغيلا ميركل.

وقالت رئيسة الحزب، زاسكيا إسكن، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) نُشرت يوم الجمعة 07 / 02 / 2020: "هناك العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات للوقوف على علاقة الثقة".

وذكر رئيسا الحزب، نوربرت فالتر-بوريانس وإسكن، أنهما لا يعلمان الآن كيف سيكون الوضع مع الحزب المسيحي الديمقراطي. وللوقوف على ذلك فرض الحزب الاشتراكي الديمقراطي انعقاد لجنة لقادة الائتلاف الحاكم في اليوم التالي السبت.

وكان الحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية تورينغن تعاون مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي في انتخاب مرشح الحزب الليبرالي، توماس كمريش، لتولي منصب رئيس حكومة الولاية خلال تصويت في البرلمان المحلي جرى الأربعاء 05 / 02 / 2020.

وأعلنت رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي على المستوى الاتحادي، أنيغريت كرامب-كارنباور، عقب ذلك أن هذا الدعم حدث بالمخالفة لتوصيات الحزب على المستوى الاتحادي.

وعرض كمريش استقالته، ويسعى لإجراء انتخابات مبكرة. ونفى إسكن وفالتر-بوريانس اتهامات بأن الاشتراكيين الديمقراطيين قد يستغلون هذه الواقعة لإنهاء الائتلاف الحاكم الاتحادي مع التحالف المسيحي، وقالت إسكن: "لا نقوم بتخطيطات هنا... يتعين علينا تحمل مسؤولية تجاه منع هذا الانهيار، الذي قد يكون له عواقب وخيمة، أيضا بالنسبة لولايات أخرى".

واتهمت إسكن وفالتر-بوريانس الحزب المسيحي الديمقراطي بالمساواة بين حزب اليسار" وحزب "البديل من أجل ألمانيا" دون أي اعتبارات أخلاقية، وقال: فالتر-بوريانس: "عندما يدور الأمر حول إبرام ميثاق مع الديمقراطيين ضد أعداء الديمقراطية، يتعين على الحزب المسيحي الديمقراطي أيضا أن يعلم مَن هو الديمقراطي فعلا في هذا البرلمان ومَن ليس كذلك".

وأثارت مفاجأة انتخاب كمريش، الذي تمكن حزبه بالكأد من دخول برلمان ولاية تورينغن عقب حصوله على 5% من أصوات الناخبين، نقاشا على مستوى ألمانيا حول كيفية تعامل الأحزاب الألمانية مع اليمين المتطرف.

وحدث التصويت المفاجئ بعدما رفض الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الليبرالي دعم رئيس حكومة تورينغن المنتهية ولايته بودو راميلوف في مساعيه لتشكيل حكومة أقلية بقيادة حزب "اليسار"، وبدعم من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر.

وفشل هذا الائتلاف، الذي كان يحكم الولاية منذ عام 2014، في الحصول على الأغلبية بعدما مني الحزب الديمقراطي الاشتراكي بنتائج سيئة في الانتخابات التي جرت في تشرين أول/أكتوبر 2019 واستعان الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الليبرالي بأصوات نواب حزب البديل (الشعبوي) في برلمان تورينغن لإنجاح كمريش.

الأحزاب السياسية في ألمانيا تتحرك لحل أزمة تورينغن

ويعتزم قادة الحزب المسيحي الديمقراطي، المنتمية إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الاجتماع يوم الجمعة في جلسة غير اعتيادية في برلين لبحث سبل التعامل مع تداعيات تعاونه المفاجئ مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي في البرلمان المحلي فيما يتعلق بانتخاب رئيس حكومة ولاية تورينغن.

وسرعان ما أدانت ميركل وزعيمة الحزب أنيغريت كرامب-كارنباور خرق أعضاء الحزب في برلمان ولاية تورينغن محظور سياسي عبر تعاونهم مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" يوم الأربعاء خلال التصويت لرئيس الحكومة الجديد بالولاية.

وسافرت كرامب-كارنباور الخميس إلى عاصمة الولاية إيرفورت لإجراء محادثات مع زعيم الحزب في الولاية ميكه مورينغ. وأعلن رئيس حكومة الولاية الجديد توماس كمريش، المنتمي للحزب الليبرالي، عزمه التخلي عن منصبه عقب يوم واحد من انتخابه. ومن المقرر أن يقدم زعيم الحزب الليبرالي على المستوى الاتحادي، كريستيان ليندنر، نفسه للتصويت على الثقة في برلين يوم الجمعة. وبدا ليندنر في أول الأمر داعما لكمريش، ثم تراجع عن هذا الدعم.

وأثارت مفاجئة انتخاب كمريش، الذي تمكن حزبه بالكأد من دخول برلمان ولاية تورينغن عقب حصوله على 5% من أصوات الناخبين، نقاشا على مستوى ألمانيا حول كيفية تعامل الأحزاب الألمانية مع اليمين المتطرف. وحدث التصويت المفاجئ بعدما رفض الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الليبرالي دعم رئيس حكومة تورينغن المنتهية ولايته بودو راميلوف في مساعيه لتشكيل حكومة أقلية بقيادة حزب "اليسار"، وبدعم من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر.

وفشل هذا الائتلاف، الذي كان يحكم الولاية منذ عام 2014، في الحصول على الأغلبية بعدما مني الحزب الديمقراطي الاشتراكي بنتائج سيئة في الانتخابات التي جرت في تشرين أول/أكتوبر 2019.

واستعان الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الليبرالي بأصوات نواب حزب البديل في برلمان تورينغن لإنجاح كمريش. د ب أ / أ ف ب