إعلان تنظيم الدولة الإسلامية "مرحلة جديدة" تستهدف إسرائيل – استراتيجية داعش الجديدة لتسويق نفسه؟

أعلن تنظيم الدولة الإسلامية عن بدء "مرحلة جديدة" تستهدف إسرائيل في أول تسجيل صوتي نُسب للمتحدث باسمه منذ تأكيده مقتل زعيمه السابق أبو بكر البغدادي.

ودعا المتحدث باسم التنظيم أبو حمزة القرشي في التسجيل مدته أكثر من 37 دقيقة، إلى إفشال خطة السلام الأميركية بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال المتحدث إن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية الجديد أبا إبراهيم الهاشمي القرشي "عزم على نفسه وإخوانه المجاهدين (...) على مرحلة جديدة ألا وهي قتال اليهود واسترداد ما سلبوه من المسلمين".

وقال: "ما زالت عيون أجناد الخلافة في كل مكان على بيت المقدس"، متعهداً بهجمات كبيرة "في قادم الأيام". ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التأكد من صحة التسجيل مباشرة إلا أنه جرى نشره الإثنين على حسابات تعود للتنظيم المتطرف على تطبيق تلغرام.

وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2019، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية تعيين أبا ابراهيم الهاشمي القرشي ليخلف زعيمه السابق أبو بكر البغدادي الذي قتل في ليلة 26- 27 تشرين الأول/أكتوبر في عملية عسكرية أميركية في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.

وتحكم عناصر التنظيم المتطرف في وقت من الأوقات بمصائر سبعة ملايين شخص على مساحة تفوق 240 ألف كيلومتر مربع تمتدّ بين سوريا والعراق سيطروا عليها في العام 2014.

وبث الجهاديون الرعب في مناطق سيطرتهم، وفرضوا قواعد متشددة جداً، وقاموا بقطع الرؤوس والخطف وسبي النساء. وفقد التنظيم المتطرف عام 2019 كافة المناطق التي سيطر عليها في سوريا والعراق.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية في آذار/مارس العام 2019 هزيمته في سوريا، بعد أن كانت القوات الحكومية العراقية هزمت التنظيم في العراق. وتلقى الطرفان دعما حاسما من تحالف دولي بقيادة واشنطن.

ورغم القضاء عليه ميدانياً، إلا أن التنظيم المتطرف لا يزال قادراً على التحرّك من خلال خلايا نائمة في سوريا والعراق. كما تنشط عناصره في دول عربية وآسيوية وإفريقية عدة.

ودعا التنظيم المتطرف في التسجيل الصوتي "المسلمين في فلسطين وكافة البلدان (إلى أن يكونوا) رأس حربة في قتال اليهود وإفشال مخططاتهم كصفقة قرنهم".

و"صفقة القرن" هي التسمية التي أطلقها الفلسطينيون على خطة السلام التي من المتوقع أن يعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب قريبًا، لربما خلال الساعات المقبلة. وطالما أعلن الفلسطينيون رفضهم لها.

ومنذ وصوله إلى سدّة الرئاسة، اتخذ ترامب سلسلة قرارات اعتبرت أنها تصب في مصلحة إسرائيل أبرزها الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية، كما الاعتراف بسيادتها على هضبة الجولان السورية التي احتلّتها في العام 1967 وضمّتها العام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ولم تعد واشنطن أيضاً تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة "غير قانونية".

ويحافظ التنظيم المتطرف، الذي اتهم أيضاً حركة حماس بـ"الردة والعمالة"، على تواجده في منطقة سيناء المصرية وعادة ما يتبنى هجمات ضد الجنود المصريين. وتبنى التنظيم الذي استهدف دولاً عدة خلال السنوات الماضية، مرات قليلة هجمات في إسرائيل.

ودعا التنظيم في التسجيل الصوتي "أجناد الخلافة في كل مكان ونخص فيهم أبناء سيناء والشام المباركة" إلى استهداف المستوطنات. وقال: "اجعلوها أرضاً لتجربة أسلحتكم وصواريخكم الكيماوية".

ويعيش في الضفة الغربية والقدس الشرقية نحو 600 ألف مستوطن على أراضي الفلسطينيين الذين يبلغ تعدادهم نحو ثلاثة ملايين. أ ف ب  27 / 01 / 2020 ،