إيران: الحرس الثوري الإيراني يتوعد بانتقام لا يُنسى من هجمة على عرض عسكري تُعَد الأسوأ على الإطلاق

الحرس الثوري الإيراني يحذر برد انتقامي "لا ينسى" والهجوم على العرض العسكري يثير التوترات في المنطقة. وتوعد الحرس الثوري الإيراني يوم الأحد 23 / 09 / 2018 بانتقام "مميت لا ينسى" من منفذي الهجوم على العرض العسكري مما أدى إلى مقتل 25 شخصا منهم 12 من أفراد الحرس واتهمت طهران دولا عربية خليجية بدعم المسلحين.

ووجه هجوم اليوم السابق السبت، وهو من أسوأ الهجمات على الإطلاق ضد الحرس الثوري، لطمة للمؤسسة الأمنية الإيرانية في وقت تعمل فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها من دول الخليج على عزل طهران.

وقال الحرس الثوري في بيان نقلته وسائل إعلام حكومية: "نظرا لمعرفة (الحرس الثوري) الكاملة بمراكز انتشار زعماء الإرهابيين المجرمين... فإنهم سيواجهون انتقاما مميتا لا ينسى في المستقبلالقريب".

وأطلق المهاجمون الأربعة النار على منصة، في مدينة الأهواز في جنوب غرب البلاد، كان يحتشد فيها مسؤولون إيرانيون لمتابعة حدث سنوي بمناسبة ذكرى بدء الحرب العراقية الإيرانية التي دارت بين عامي 1980 و1988. وزحف الجنود مع انطلاق الأعيرة النارية وفرت نساء وأطفال للنجاة بحياتهم.

ونشرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية تسجيلا مصورا لثلاثة رجال داخل مركبة قالت إنهم كانوا في طريقهم لتنفيذ الهجوم.

وفي التسجيل المصور يظهر رجل يرتدي زيا عسكريا ويتحدث باللغة الفارسية وهو يناقش الهجوم الوشيك. ويقول الرجل: "إن شاء الله سنثخن بأعداء الله ونسأل الله الجنة ولن نجتمع مع من نقتلهم في مكان واحد إن شاء الله، بإذن الله سيكون هناك عمل فيه إثخان بأعداء الله من الحرس وغيرهم".

وأعلنت أيضا حركة معارضة من أصول عربية في إيران، وتدعى منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية، مسؤوليتها عن الهجوم. وتسعى المنظمة لتأسيس دولة مستقلة في إقليم خوزستان الغني بالنفط.

لكن لم تقدم أي جهة دليلا على زعمها.

وصدرت تصريحات غاضبة من كبار المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم الرئيس حسن روحاني منذ وقوع الهجوم استهدفت الولايات المتحدة ودول الخليج العربية وألقت اللوم عليها في إراقة الدماء وهددت برد عنيف.

"فلينظر إلى المرآة"

ورفضت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي يوم الأحد اتهامات روحاني قائلة إنها مجرد كلمات رنانة.

وقالت لشبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية: "الشعب الإيراني يحتج، وكل المال الذي يذهب إلى إيران يوجه للجيش. لقد قمع (روحاني) شعبه لفترة طويلة ويحتاج إلى النظر إلى قاعدته لمعرفة من أين يأتي هذا". وتابعت: "يمكنه أن يلقي باللوم علينا كما يريد. الشيء الذي يتحتم عليه أن يفعله هو أن ينظر إلى المرآة".

وقال قادة كبار في الحرس الثوري إن الهجوم نفذه مسلحون دربتهم دول خليجية وإسرائيل بدعم من أمريكا. لكن من غير المرجح أن يهاجم الحرس الثوري أي من هؤلاء الخصوم بشكل مباشر.

وقد يستعرض الحرس الثوري قوته بإطلاق صواريخ على جماعات معارضة تنشط في العراق أو سوريا قد تكون مرتبطة بالمسلحين الذين نفذوا الهجوم.

ومن المرجح أيضا أن يطبق الحرس الثوري سياسة أمنية مشددة في إقليم خوزستان وأن يعتقل أي معارضين محليين معروفين بمن فيهم نشطاء الحقوق المدنية.

وقال ثلاثة نشطاء عرب لرويترز إن قوات الأمن، وخاصة فرع المخابرات التابع للحرس الثوري، احتجزت مزيدا من النشطاء في الأهواز.

وقال حسين بوعزار وهو عضو في مركز الأهواز لحقوق الإنسان: "هناك العديد من نقاط التفتيش في شوارع الأهواز وتقوم قوات الأمن بتفتيش السيارات... يشعر كثيرون بالخوف". ولم يتسن لرويترز التحقق من هذه الرواية.

وشهدت إيران احتجاجات متفرقة في الشوارع بسبب صعوبات اقتصادية أدت إلى أصوات مناهضة للحكومة. 

وروحاني هو مهندس الاتفاق النووي لعام 2015 الذي بدأ فترة انفراج مشوبة بالحذر مع واشنطن إلى أن تصاعدت التوترات بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات على طهران.

ويقول محللون إن من المرجح أن يوفر الهجوم على العرض العسكري للجهات الأمنية المحافظة مثل الحرس الثوري ذخيرة سياسية إضافية لأنهم لم يدعموا سعى الرئيس روحاني للاتفاق النووي مع الغرب.

وفي نيويورك، قال المحامي الشخصي لترامب رودي جولياني أمس السبت إن العقوبات الأمريكية على إيران تؤدي إلى مصاعب اقتصادية من شأنها أن تفضي إلى "ثورة ناجحة".

وقالت إدارة ترامب إن تغيير النظام في إيران ليس هدف السياسة الأمريكية. وسُئلت هيلي عن التصريحات التي أدلى بها جولياني، فأجابت لشبكة (سي.إن.إن) دون أن تذكر اسم جولياني "الولايات المتحدة لا تسعى لتغيير النظام في إيران".

وأضافت أن واشنطن تسعى لمواجهة أنشطة إيران الضارة في المنطقة في الوقت الذي تواصل فيه طهران اختبار صواريخها الباليستية ودعم الإرهاب وبيع الأسلحة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لفوكس نيوز يوم الأحد إن ترامب على استعداد للاجتماع مع كبار المسؤولين الإيرانيين لإجراء محادثات.

وردا على سؤال عما إذا كان ترامب يود أن يلتقي بالزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، قال بومبيو: "الرئيس قال إنه سيتحدث مع أي شخص إن كنا نستطيع إجراء محادثات إيجابية".

صراع إقليمي

وتتنافس إيران الشيعية والسعودية السنية المتحالفة مع الغرب على بسط النفوذ في الشرق الأوسط. وتساند القوتان الإقليميتان أطرافا مختلفة في الصراعات الدائرة في اليمن وسوريا وتدعمان جماعات مختلفة في العراق ولبنان.

ونفى مسؤول إماراتي كبير مزاعم إيرانية تشير إلى تورط الإمارات في تدريب مسلحين نفذوا الهجوم. وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية في تغريدة على تويتر: "التحريض الرسمي ضد الإمارات في الداخل الإيراني مؤسف ويتصاعد عقب هجوم الأهواز في محاولة للتنفيس المحلي".

وأضاف: "موقف الإمارات التاريخي ضد الإرهاب والعنف واضح واتهامات طهران لا أساس لها". وكانت وزارة الخارجية الإيرانية استدعت وفي وقت سابق القائم بالأعمال الإماراتي بشأن تصريحات عن الهجوم، بحسب قناة (برس تي.في) الإيرانية الحكومية. رويترز