إيران تتباهى بنصرها بعد رفض مجلس الأمن مشروع قرار أمريكي لتمديد حظر الأسلحة التقليدية على طهران

وصفت إيران رفض مجلس الأمن الدولي بشكل قاطع محاولة أمريكية لتمديد حظر الأسلحة المفروض عليها إلى أجل غير مسمى بأنه "هزيمة سياسية مدوية " لواشنطن.

وقال الرئيس الإيراني، حسن روحاني عبر تلفزيون إيران "للمرة الأولى في التاريخ، تم رفض اقتراح أمريكي في مجلس الأمن الدولي".

وأضاف روحاني "إنها هزيمة سياسية مدوية لواشنطن".  وكان مجلس الأمن الدولي قد فرض الجمعة 14 / 08 / 2020 بشكل قاطع محاولة أمريكية لتمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران إلى أجل غير مسمى، في خطوة وصفها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأنها "لا تغتفر".

وأعلن رئيس المجلس أن مشروع القرار الذي رعته الولايات المتحدة حصل على تأييد صوتين بينما عارضه صوتان وامتنعت 11 دولة عن التصويت. وكانت النتيجة متوقعة على نطاق واسع بسبب المعارضة القوية من روسيا والصين العضوين اللذين يتمتعان بحق النقض (فيتو) واللذين صوتا ضد النص.

وكانت هناك مقاومة من الدول الأوروبية التي امتنعت عن التصويت. وقال سفير إيران لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، إن النتيجة تظهر عزلة الولايات المتحدة، بعد أن أصدر المجلس رفضًا واضحًا للأحادية.

وكتب على تويتر يوم السبت 15 / 08 / 2020 "على الولايات المتحدة أن تتعلم من هذا الإخفاق".

ومن المقرر أن ينتهي حظر الأسلحة في تشرين أول/أكتوبر 2020، بموجب مادة في قرار للأمم المتحدة أيد فيه مجلس الأمن الاتفاق الذي أبرم عام 2015 بين طهران والقوى العالمية الست، والذي يهدف إلى منع إيران من تطوير أسلحة نووية.

ورحبت طهران السبت 15 / 08 / 2020 برفض مجلس الأمن الدولي مشروع قرار تقدّمت به الولايات المتحدة لتمديد حظر السلاح المفروض على إيران الذي تنتهي صلاحيته في تشرين الأول/أكتوبر 2020، مؤكدة أن واشنطن "لم تشهد عزلة كما هي عليه الآن منذ 75 عاما من تاريخ الأمم المتحدة".

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعلن أن مجلس الأمن الدولي رفض مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة لتمديد حظر السلاح المفروض على إيران.

ولم تصوت سوى اثنتين من الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي على النص الأميركي، ما يكشف عمق الخلافات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي في أيار/مايو 2018.

وقال بومبيو في بيان قبيل إعلان المجلس نتيجة التصويت إنّ "فشل مجلس الأمن في التصرّف بشكل حاسم للدفاع عن السلام والأمن الدوليين لا يمكن تبريره".

وأعلنت إندونيسيا التي تتولى الرئاسة الشهرية لمجلس الأمن أنّ مشروع القرار الأميركي حصل على صوتين فقط، أي أنّ دولة واحدة فقط هي جمهورية الدومينيكان صوّتت إلى جانب الولايات المتّحدة، في حين صوّتت ضدّه دولتان أخريان هما الصين وروسيا بينما امتنعت الدول الإحدى عشرة المتبقية عن التصويت.

 

................................

طالع أيضا

ايران: لا صوت يعلو فوق صوت البروباغندا!

حين كانت إيران ملجأ للهاربين من ألمانيا النازية

أساطير "محور المقاومة" الشيعي في إيران ولبنان واليمن وسوريا والعراق

صورة إيران في مرآة الإعلام الغربي: كليشيهات سطحية من نوع جديد

التخويف من الخطر الخارجي ذريعة نظام الملالي لإخضاع الشعب الإيراني -  صحفي وناشط إيراني

ما بين الاختراق والعناق... إيران والعرب - العلاقات العربية الإيرانية


تكتيكيات إيرانية ابتكارية - "هجمات مجهولة ضد ضغوط أمريكية"

"لولا الاتفاق النووي لأنتجت إيران الآن أسلحة نووية" - خمس سنوات على الاتفاق النووي مع إيران

................................

 

وصدر بيان بومبيو قبل حوالي ثلاثين دقيقة من إعلان إندونيسيا.

ورحبت طهران "بهزيمة" واشنطن في مجلس الأمن، مؤكدة أن "دبلوماسية إيران النشطة، إلى جانب القوة القانونية للاتفاق النووي، هزمت أمريكا عدة مرات"، على حد قول الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي.

وكتب موسوي في تغريدة على تويتر أن "أميركا ورغم كل اتصالاتها ومشاوراتها وضغوطها لم تحصل إلا على تأييد دولة صغيرة"، مشيرا بذلك إلى الجهود التي بذلها بومبيو للحصول على تأييد الدول الأعضاء لمشروع القرار.

وأضاف أن الولايات المتحدة "لم تشهد عزلة كما هي عليه الآن منذ 75 عاما من تاريخ الأمم المتحدة".

وينتهي الحظر على بيع إيران أسلحة تقليدية في تشرين الأول/أكتوبر 2020، بموجب القرار الذي دعم الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني الموقع في تموز/يوليو 2015 والمعروف رسميا باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة".

وبموجب الاتفاق الذي أجرى المفاوضات بشأنه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وافقت إيران على خفض نشاطاتها النووية مقابل تخفيف العقوبات خصوصا.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أيار/مايو 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق وفرض عقوبات أحادية على إيران في إطار حملة "ضغوط قصوى".

ومنذ ذلك الحين، اتخذت طهران إجراءات محدودة ولكن متزايدة، لتخفيف التزاماتها بالاتفاق مطالبة في الوقت نفسه بتخفيف العقوبات.

وأكد الحلفاء الأوروبيون للولايات المتحدة الذين وقعوا مع روسيا والصين كذلك الاتفاق، أنهم يؤيدون تمديد الحظر لكن أولويتهم هي الحفاظ على "خطة العمل الشاملة المشتركة".

ويدعو النص الأميركي الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس إلى تمديد الحظر لفترة غير محددة.

وكانت طهران أكدت أنها تملك حق الدفاع عن النفس وأن تمديد الحظر سيعني نهاية الاتفاق.

وصوتت روسيا والصين ضد النص. وكتبت بعثة الصين في الأمم المتحدة في تغريدة أن "النتيجة تظهر مجددا أن الأحادية لا تلقى تأييدا وأن الترهيب سيفشل".

 

 

"مجرد مقدمة"

قال سفير ألمانيا في الأمم المتحدة غونتر سوتر الذي امتنع عن التصويت "نحتاج إلى مزيد من المشاورات" لإيجاد حل مقبول لجميع أعضاء المجلس.

وكان الرئيس الأميركي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بحثا في اتصال هاتفي "الحاجة الملحة إلى تحرك للأمم المتحدة لتمديد حظر الأسلحة على إيران".

وفي وقت سابق الجمعة دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وإيران إلى عقد قمة طارئة عبر الفيديو لتجنب تصاعد التوتر في الخليج.

وهددت الولايات المتحدة بمحاولة فرض إعادة عقوبات الأمم المتحدة إذا لم يتم تمديدها باستخدام آلية مدرجة في الاتفاق النووي تقضي بإعادة العقوبات بشكل آلي في حال خرقه من قبل إيران.

وقدم بومبيو حجة مثيرة للجدل بقوله إن الولايات المتحدة لا تزال طرفا "مشاركا" في الاتفاق النووي بموجب القرار الصادر في 2015، ويمكنها بالتالي فرض إعادة العقوبات إذا رأت أن إيران تنتهك شروطه.

ويشكك الحلفاء الأوروبيون في إمكانية أن تكون واشنطن قادرة على إعادة فرض العقوبات ويحذرون من أن المحاولة قد تؤدي إلى نزع الشرعية عن مجلس الأمن.

وقالت آن غيغان نائبة المندوب الدائم لفرنسا في الأمم المتحدة إن بلادها امتنعت عن التصويت وحثت على بذل جهود للتوصل إلى توافق. وقالت "يجب استخدام الفترة السابقة لانتهاء القيود لدراسة كل الخيارات الدبلوماسية بحسن نية".

مع ذلك، من المتوقع أن تسلم الولايات المتحدة الأسبوع المقبل رسالة تنص على إعادة فرض العقوبات بموجب الآلية التي ينص عليها الاتفاق النووي، كما ألمحت مصادر لفرانس برس.

ويشتبه المحللون في أن واشنطن قدمت عمدا مشروعا متشددا كانت تعلم أن أعضاء المجلس لن يتمكنوا من قبوله.

وقال خبير الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد غوان لفرانس برس "الحقيقة هي أن الجميع في الأمم المتحدة يعتقدون أن هذا (القرار) هو مجرد مقدمة لجهود الولايات المتحدة لإحداث انتكاسة وإغراق الاتفاق النووي الإيراني". أ ف ب / د ب أ

 

[embed:render:embedded:node:38600]