إيران - خامنئي يؤيد رفع أسعار البنزين ومعارضون يسجلون 27 قتيلاً في ثلاثة أيام من الاحتجاجات

السلطات تقيد خدمات الإنترنت والخارجية الأمريكية تدين القيود واعتقال نحو 1000 في إيران بعد الاحتجاجات.  وكالة: استعادة الهدوء بعد يومين من الاضطرابات.

أيّد الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي يوم الأحد 17 / 11 / 2019 رفع سعر البنزين الذي فجّر احتجاجات في شتى أنحاء البلاد منحيا باللوم في "أعمال التخريب" على معارضي الجمهورية الإسلامية وأعدائها الأجانب.

وقال الزعيم الأعلى الإيراني في خطاب نقله التلفزيون الرسمي "هذا القرار جعل بعض الناس يشعرون بقلق دون شك... ولكن أعمال التخريب وإشعال الحرائق يقوم بها مثيرو الشغب وليس شعبنا".

وذكرت وكالات أنباء إيرانية ومواقع للتواصل الاجتماعي أن الشرطة وقوات الأمن اشتبكت مع المتظاهرين يوم السبت في طهران وعشرات المدن الأخرى بعد يوم من رفع سعر البنزين.

وقال خامنئي "الثورة المضادة وأعداء إيران يدعمون دائما أعمال التخريب والإخلال بالأمن ويواصلون فعل ذلك... للأسف حدثت بعض المشاكل وفقد عدد من الأشخاص أرواحهم ودُمرت بعض المراكز".

وأضاف أن زيادة سعر البنزين استندت إلى رأي الخبراء ويجب تطبيقها لكنه دعا المسؤولين إلى الحيلولة دون ارتفاع أسعار السلع الأخرى.

وقالت طهران إنه من المتوقع أن يوفر رفع أسعار البنزين نحو 2.55 مليار دولار سنويا لإضافة مزيد من الدعم لنحو 18 مليون أسرة إيرانية أو نحو 60 مليون شخص من ذوي الدخول المنخفضة.

وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن بعض نواب البرلمان، الذين كانوا يعتزمون مناقشة السبل المقترحة لإجبار الحكومة على التراجع عن قرارها، سحبوا اقتراحهم بعد خطاب خامنئي اليوم الأحد.

ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن بيان لوزارة المخابرات الإيرانية إنها حددت هوية قادة الاحتجاج ويجري اتخاذ "الإجراءات المناسبة".

وقال الرئيس حسن روحاني في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي "الناس لهم الحق في الاحتجاج. لكن ذلك يختلف عن الفوضى. لا يمكننا أن نسمح بزعزعة الأمن في البلاد بأعمال الشغب".

وقال مسؤولون إن شخصا قُتل في مدينة سيرجان بجنوب شرق البلاد يوم الجمعة بينما أشارت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي إلى وقوع عدة وفيات أخرى إذ اتخذت الاحتجاجات منحى سياسيا.

وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن شرطيا لاقى حته أمس السبت في الاحتجاجات التي اندلعت فيما يزيد على 100 مدينة وبلدة.

وذكرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية أنه تم اعتقال ألف محتج وأنه تم إضرام النار في 100 بنك. ويحرص رجال الدين الذين يحكمون إيران على منع تكرار الاضطرابات التي حدثت في أواخر عام 2017 حينما خرجت احتجاجات في 80 مدينة وبلدة بسبب تدني مستوى المعيشة وترددت فيها دعوات لتنحي رجال الدين عن الحكم. وقال المسؤولون الإيرانيون إن 22 شخصا لقوا حتفهم في تلك الاحتجاجات.

وعلى الرغم من أن الحكومة رفعت سعر البنزين إلى 15 ألف ريال (0.13 دولار) للتر من عشرة آلاف ريال وحددت حصصا لصرفه، وستبلغ تكلفة المشتريات الإضافية 30 ألف ريال للتر، فإن سعر الوقود في إيران لا يزال من بين الأرخص في العالم.

دعوهم يتكلمون: وقالت وسائل إعلام إيرانية إنه تم استعادة الهدوء في البلاد. لكن لقطات مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت استمرار الاحتجاجات في طهران وبعض المدن الأخرى. ولم يتسن لرويترز التحقق من مصداقية اللقطات المصورة إضافة إلى صور أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبعد يوم من الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن والمحتجين قالت السفارة الفرنسية في طهران على تويتر يوم الأحد إن فرنسا دعت مواطنيها في إيران إلى تجنب الأماكن العامة وعدم التقاط الصور.

وكثيرا ما تتهم إيران المعارضين المنفيين والولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية بمحاولة زعزعة استقرارها عبر حملات دعاية على الإنترنت.

وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية أنه تم تقييد الوصول إلى الإنترنت بعد الاحتجاجات بناء على أمر من مجلس معني بأمن الدولة.

وقالت مورجان أورتاجوس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية على تويتر يوم الأحد "ندين محاولة إغلاق الإنترنت. دعوهم يتكلمون".

وقال موقع (نتبلوكس) الذي يراقب حجب خدمات الإنترنت على تويتر في وقت متأخر يوم السبت "تعيش إيران الآن في ظل حجب شبه تام لخدمات الإنترنت على المستوى الوطني، تُظهر بيانات الشبكة الفعلية أن نسبة الاتصال بالإنترنت عند سبعة في المئة من المستويات العادية بعد 12 ساعة من انقطاع الشبكة تدريجيا مع استمرار الاحتجاجات العامة".

وأظهرت لقطات فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تحول المحتجين إلى العنف يوم السبت بعد أن اشتبكت معهم شرطة مكافحة الشغب وأطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع واستخدمت العصي لتفريقهم.

ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة المقاطع والصور الأخرى، على مواقع التواصل الاجتماعي، التي ظهر فيها بعض المحتجين يضرمون النار في مبان ويغلقون الطرق.

وأضافت وكالة أنباء الطلبة أن العديد من المتاجر في سوق طهران أغلقت أبوابها يوم الأحد بعد "اضطرابات" قام بها أشخاص من خارج المنطقة التجارية مشيرة إلى أن المتاجر ستفتح أبوابها على الأرجح بعد وصول تعزيزات الشرطة.

وذكرت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في موقعها الإلكتروني يوم الأحد أنه تم تسجيل 27 قتيلا خلال الاحتجاجات على ارتفاع اسعار الوقود والتي دخلت يومها الثالث في إيران.

كانت وكالة "فارس" الإيرانية قد أفادت بأنه تم إلقاء القبض على نحو ألف شخص خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد خلال اليومين الماضيين، بينما حذرت السلطات الإيرانية من رد فعل قوي.

وشهدت شوارع المدن الإيرانية الكبرى أمس السبت احتجاجات على تحصيص ورفع سعر المحروقات في البلاد. كانت الحكومة الإيرانية أعلنت مساء يوم الجمعة عن تحصيص الوقود ورفع أسعاره بسبب الأزمة الاقتصادية المستمرة بسبب العقوبات التي تفرضها عليها أمريكا.

والآن بعدما بات المواطنون يواجهون دفع ثلاثة أضعاف تكلفة الوقود، دعا العديد من الإيرانيين إلى الإلغاء الفوري لرفع الأسعار، وسط مخاوف من أزمة اقتصادية متفاقمة وخفض قيمة عملة الريال الوطنية إلى النصف.

وشهدت الاحتجاجات إضرام النار في أكثر من 100 بنك وعدة متاجر، حسبنا ذكرت وكالة أنباء فارس يوم الأحد. ولم يتضح بعد العدد الإجمالي للإصابات جراء الاحتجاجات العنيفة والاشتباكات مع الشرطة.

وقالت وزارة الاستخبارات في إيران إنها ستتخذ إجراءات قوية بحق المتظاهرين، الذين شاركوا في "عمليات التخريب". ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن الوزارة القول في بيان إنها "لن تدخر جهدا" في جهودها لضمان الأمن القومي للبلاد. وأصدر المدعي العام تحذيرا مماثلا للمتظاهرين يوم السبت، وفقا لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا). وقال المدعي العام الأول محمد جعفر منتصري: "بالتأكيد، يتم توجيه مثيري الشغب من الخارج وأنشطتهم تعتبر غير مشروعة وإجرامية (...) ومن هنا فسوف نتخذ إجراءات مناسبة ضدهم".

وأعرب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي اليوم الأحد عن دعمه قرار رؤساء السلطات الثلاث فيما يتعلق برفع أسعار الوقود. رؤساء السلطات الثلاث اتخذوا قرارا مبنيا على رؤية مدروسة وبالطبع يجب تطبيقه". وأضاف أنه "يتعين على السلطات استغلال كل قدراتها لتقليل مخاوف الشعب بشأن خطة (حصحصة الوقود) هذه"، وفقًا لوكالة "مهر" للأنباء.

وتعرضت إيران لانقطاع شبه كامل لخدمة الإنترنت في جميع أنحاء البلاد وسط استمرار الاحتجاجات منذ مساء يوم السبت. وذكرت وزارة الاتصالات أنه تم "تقييد" إمكانية استخدام الإنترنت لمدة 24 ساعة بناء على أوامر مجلس الأمن الوطني.

وأدانت الولايات المتحدة يوم السبت ما يبدو أنه محاولة من قبل الحكومة الإيرانية للحد من إمكانية الوصول إلى الإنترنت، وسط الاحتجاجات في الشوارع على زيادة أسعار البنزين. رويترز ، د ب أ