البديل من أجل ألمانيا المناوئ للإسلام ثاني أقوى حزب في ولايتَيْ: ساكسونيا، وَ براندنبورغ المحيطة ببرلين

أوقف المحافظون في ألمانيا بقيادة المستشارة أنغيلا ميركل، والحزب الديمقراطي الاشتراكي شريكهم في الائتلاف الحاكم تقدم اليمين المتطرف في ولايتين بشرق البلاد يوم الأحد 01 / 09 / 2019 ليتفادوا بذلك أزمة كانت ستضرب الائتلاف على الفور.

وأظهرت النتائج الأولية احتفاظ حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي إليه ميركل بالمركز الأول في ساكسونيا رغم تراجع التأييد 7.4 نقطة مئوية عن انتخابات 2014 إلى 32 بالمئة بينما حل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف في المركز الثاني.

واستغل حزب البديل غضب الناخبين بشأن اللاجئين وخطة مزمعة لإغلاق مناجم الفحم في الولايتين ليصور نفسه وريثا للمتظاهرين الذين كانوا سببا في سقوط جدار برلين قبل ثلاثة عقود.

وفي ولاية براندبورغ المحيطة بالعاصمة برلين، تشبث الحزب الديمقراطي الاشتراكي بالمركز الأول في الولاية التي يديرها منذ إعادة توحيد ألمانيا عام 1990 مسجلا 27.2 بالمئة من التصويت بينما سجل حزب البديل من أجل ألمانيا 22.8 بالمئة وفقا للنتائج الأولية.

ولم يكن التراجع بالدرجة الكبيرة التي خشيها الحزبان في السابق، وتخفف النتائج من بعض الضغوط عن الائتلاف الذي تقوده ميركل.

وقال كارشتن نيكل مدير مؤسسة تينيو للاستشارات "النتائج توضح إلى أي مدى تقل فرص فوز حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي في (أي) انتخابات جديدة حاليا. (لكنها) قد تسهم في استقرار وضع ميركل على الأقل في الوقت الراهن".

وحقق حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي نتائج لافتة في الولايتين شرق ألمانيا الأحد، بحسب ما أظهرت استطلاعات الخروج، ما يعكس الغضب الشعبي من حكومة الائتلاف التي تترأسها المستشارة أنغيلا ميركل. 

وأصبح "البديل من أجل ألمانيا" ثاني أقوى حزب في برلمانات الولايات في كل من ساكسونيا وبراندنبورغ، المقاطعة التي تحيط بالعاصمة برلين، بحسب استطلاعات خروج نشرها تلفزيون محلي.

وفي ولاية ساكسونيا، حيث ولدت حركة بيغيدا المتطرفة المعادية للإسلام، حصل "البديل من أجل ألمانيا" المعادي للهجرة على نسبة 27,5% في ارتفاع كبير عن نسبة 9,7% التي حققها قبل خمس سنوات، بحسب تلفزيوني "إي آر دي" و "زي دي إف".

أما في مقاطعة براندنبرغ فحصل الحزب على نسبة تتراوح ما بين 22 و24,5% مقارنة مع 12,2% في 2014، بحسب التوقعات الأولية. أما الفائزون في مقاطعة ساكسونيا فهم الاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل الذي حصل على ما بين 32 و33% من الأصوات، بينما سيطر الحزب الاشتراكي الديمقراطي على مقاطعة براندنبرغ بحصوله على أكثر من 27% من الأصوات. 

وصرح ألكسندر غولاند المؤسس الشريك لحزب "البديل من أجل ألمانيا" أن الحزب "راضٍ عن النتائج في براندنبورغ وساكسونيا" حيث "عاقب" المحافظين من حزب ميركل. 

وأقر: "نعم نحن لسنا بعد أقوى قوة .. نحن نعمل للوصول إلى ذلك". ورغم أن استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات توقعت هذه النتائج، إلا أنها شكلت صفعة أخرى لحكومة الائتلاف الهشة التي تضم حزب ميركل إضافة إلى شريكها الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

إضافة إلى أن "البديل من أجل ألمانيا" يهاجم طالبي اللجوء والإسلام، فقد احتج على خطط إغلاق مناجم الفحم الهادفة إلى حماية البيئة، واستفاد من استياء سكان الولايتين من أوضاعهم منذ انهيار جدار برلين في 1989. 

وتعهد الحزب في حملته الانتخابية: "دعونا نكمل التغيير"، في إشارة إلى الثورة السلمية التي أنهت حكم الحزب الواحد في 1990 وحققت وحدة ألمانيا. 

وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات مرتفعة لأن الجو السياسي المتوتر أدى إلى حشد أنصار حزب "البديل من أجل ألمانيا" ومعارضيهم. 

وأعلنت جميع الأحزاب الأخرى قبل الانتخابات أنها لن تتعاون مع "البديل من أجل ألمانيا"ما أجبر الأحزاب التقليدية على تشكيل تحالفات جديدة للحصول على أغلبيات حاكمة جديدة. 

ويضم شرق ألمانيا عددا كبيرا من أكثر زعماء حزب "البديل من أجل ألمانيا" تطرفا بينهم بيورن هوكيه الذي وصف نصب المحرقة النازية في برلين بأنه "نصب العار".

وكان حليفه المقرب المظلي السابق أندرياس كالبتز (46 عاما) الذي ارتبط بعلاقات وثيقة مع جماعات يمينية متطرفة، أكبر المرشحين في براندنبورغ. 

وذكرت صحيفة "در شبيغل" الألمانية الأسبوعية أنه في عام 2007 انضم كالبتز إلى نازيين جدد ألمان في زيارة إلى أثينا علمت بها الشرطة عندما تم رفع علم النازية على شرفة فندق.  وأكد كالبتز للصحيفة أنه شارك في الرحلة. 

حزب "البديل من أجل ألمانيا" الذي تشكل كجماعة مشككة في الاتحاد الأوروبي، يركز الآن بشكل رئيسي على الخوف والغضب من تدفق المهاجرين على ألمانيا منذ 2015. 

وتجنبت ميركل، التي نشأت كذلك في شرق ألمانيا، القيام بحملات ميدانية قبل انتخابات الأحد في المنطقة التي سبق أن واجهت فيها إساءات قاسية. 

ووعدت ميركل بالتنحي عند نهاية فترة حكمها في 2021، إلا أن التغييرات التي أحدثتها نتائج الانتخابات في المقاطعتين يمكن أن تعجّل في انهيار حكومتها. 

وسيجري اقتراع ثالث في تورينغن في الشرق أيضا في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2019. ويتوقع أن تزيد النتائج الضعيفة للحزب الاشتراكي الديمقراطي -الذي مُنِيَ بسلسلة من الهزائم الانتخابية- الأصوات داخل الحزب التي تطالب بالخروج من حكومة ميركل بسرعة. رويترز ، أ ف ب