الجزائر - احتجاجات وقبضة أمنية في الذكرى الـ 65 للثورة التي راح ضحيتها أكثر من 1.5 مليون شخص

قضى آلاف الجزائريين ليل الخميس/ الجمعة (الفاتح من نوفمبر / تشرين الثاني 2019) في الشوارع محتجّين ومحتفلين بالذّكرى الـ 65 لاندلاع الثورة الجزائرية في بلادهم، والتي راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف مليون شخص خلال سبع سنوات. ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بـ"رحيل بقايا نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة"، مرددين "ارحلوا يا العصابة ارحلوا"، واعتبروا أن الشّعب لم ينل الاستقلال بعد، رافعين لافتات "الجزائر تحرّرت والشعب يناضل اليوم من أجل تحرير نفسه".

ورد المتظاهرون على خطاب رئيس بلادهم المؤقت، عبد القادر بن صالح، الذي ألقاه قبل يوم داعياً إلى الإقبال على صناديق الاقتراع يوم 12 ديسمبر/ كانون الأول 2019، قائلين: "لن ننتخب وما زالت عناصر من العصابة تحكم". واعتبر المتظاهرون تزامن ذكرى اندلاع الثورة مع جمعة جديدة من حراكهم المتواصل منذ 22 فبراير/ شباط 2019.

وتجمع المئات من المتظاهرين مساء أمس الخميس في وسط العاصمة الجزائرية دعماً لاستمرار الحراك الشعبي ورفضاً لإجراء الانتخابات الرئاسية. وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية إن المئات من المتظاهرين نزلوا إلى ساحة البريد المركزي وسط العاصمة الجزائرية رافعين شعارات تطالب برحيل كل رموز النظام، ومن بينهم الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح والفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الجزائري، إضافة إلى الشعارات الرافضة للانتخابات الرئاسية.

وأوضحت ذات المصادر أن قوات مكافحة الشغب انتشرت بكثافة في محيط ساحة البريد المركزي والشوارع الرئيسية لوسط العاصمة، ما تسبب في اختناق مروري كبير. وأشارت صحيفة "الوطن" الناطقة بالفرنسية في موقعها الإلكتروني إلى اعتقال عدد من المتظاهرين الذين قدموا من كل جهات الجزائر للمشاركة في مظاهرات الجمعة 36 للحراك الجزائري الذي انطلق في الـ 22 من فبراير / شباط 2019.

وتتواصل الاحتجاجات في الجزائر وسط أجواء قبضة أمنية باتت تشددها السلطات الجزائرية على نشطاء الحراك، إذ يقبع في سجن نشطاء وشخصيات سياسية، ويرفع المتظاهرون شعارات بإطلاق سراحهم، كما أبدت منظمات حقوقية دولية، ضمنها هيومن رايتس ووتش قلقها من القمع الذي يطال نشطاء الحراك الجزائري.  (د ب أ)