الخوذ البيضاء في سوريا: شائعات روسيا والأسد حول كيماوي المعارضة تلفيق لتغطية جرائمهما في إدلب

استنكر رائد الصالح رئيس منظمة الخوذ البيضاء في سوريا ما رددته بعض وسائل الإعلام الروسية حول قيام منظمته بالتنسيق مع هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني بنقل شحنات من غاز الكلور وغاز السارين إلى مناطق في ريفي إدلب وحماة الشمالي لتنفيذ هجوم كيميائي بدعم من أجهزة مخابرات أجنبية؛ بهدف اتهام الجيش السوري بتنفيذ هذا الهجوم واستدعاء التدخل الخارجي والعدوان الغربي على سوريا.

ووصف الصالح، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) يوم الإثنين 10 / 09 / 2018 هذه التقارير بأنها" كذب وتلفيق" وقال إن"إثارة تلك الشائعات هي محاولة للتغطية على جرائم وانتهاكات النظام بإدلب، إذا ما انطلقت صافرة المعركة المرتقبة هناك، وتحديدا إذا ما نفذ النظام السوري أي هجوم كيميائي بتلك المحافظة، وحينئذ يربطون هذا الهجوم من قبلهم بالشائعات التي يطلقونها الآن حولنا".

تجدر الإشارة إلى أن منظمة الخوذ البيضاء تنشط في مناطق المعارضة السورية. وتوقع الصالح، تكرار سيناريو القبض والاعتقال الذي تم التعامل به مع نازحي الغوطة مع نازحي إدلب، موضحا"تم اعتقال المدنيين في الممرات الآمنة التي دعوهم للسير والخروج منها ...الروس والنظام اعتقلوا البعض والبعض الآخر وقع ضحية هجمات المليشيات الموالية للنظام... ولايزال البعض من هؤلاء بمراكز الاحتجاز المؤقتة منذ شباط/فبراير 2018...للأسف لا يوجد بسوريا كلها أي تطبيق حقيقي لمصطلح الممرات الآمنة...تلك التي يختار المدنيون العبور من خلالها دون أي ضغوط ويكون خروجهم إليها برعاية ورقابة أممية".

ورفض الصالح اعتبار" تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرد القوي على النظام السوري، حال لجوئه إلي استخدم السلاح الكيمائي في إدلب، دليلا على وجود مؤامرة دولية ضد النظام السوري تواطأت فيها منظمته". وقال: "...الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والجميع يعرف أن غاز السارين، وكذلك الخردل لا يمتلكهما سوى النظام السوري".

وفند الصالح الاتهامات الموجهة إلى منظمته، وفي مقدمتها نقل شحنات من غازي الكلور والسارين من تركيا الى مناطق بريفي إدلب وحماة الشمالي وقال"هؤلاء أشخاص واهمون.. أولا أي عملية نقل وعبور للمواد من تركيا لسورية بالتأكيد ستتم مراقبتها من قبل جهات دولية والأمم المتحدة والحكومة التركية نفسها ...الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك المجتمع الدولي يعرفان جيدا أن السارين لا ينتقل بسهولة من مكان إلى مكان".

ونفي الصالح ماتردد عن عقد اجتماع يوم الخميس السابق في مدينة جسر الشغور غرب إدلب بين أعضاء منظمته وهيئة تحرير الشام وما يعرف بجيش الإسلام التركستاني للتنسيق والتوزيع النهائي للمهام والأدوار الموكلة لكل عنصر منهم في الهجوم الكيمائي المدبر، وقال"هذا الحديث ليس صحيحا، وبالأساس كنت في مقر الأمم المتحدة في نيويوك ولا أعتقد أن هاتين الهئيتين المذكور مشاركتهما بهذا االاجتماع لهما ممثلين بالمقر الأممى" .

وتابع"خلال الخمسة عشر يوما الأخيرة، ردد الإعلام السوري الموالي للنظام وحلفاؤه الروس الكثير من الشائعات حول الهجوم الكيمائي المزمع تنفيذه من قبلنا...تارة يقولون أننا سننفذه بجسر الشغور ثم سراقب أو غيرها، والآن يتحدثون عن بلدات الناجية بريف جسر الشغور والحواش بريف حماة الشمالي الغربي وبلدة كفرنبل بريف إدلب".

وأشار إلي البيان الصادر عن أهالي جسر الشغور والذي كذبوا فيه الرواية الروسية حول "حدوث عمليات خطف لأطفال من مشفى المدينة، أو من أحد المخيمات قرب مدينة سلقين، تمهيدا لاستخدامهم كضحايا للهجوم الكيمائي المدبر أو كممثلين فيه، موضحا" الجميع يعرف جيدا ماهية الخدمات الإنسانية التي نقدمها من رفع الإنقاض والبحث عن ناجين، و نقل الجثث وتقديم الإسعافات الأولية للجرحى، وذلك في المناطق التي نستطيع الوصول".

وفيما يتعلق باستعداد منظمته للمعركة المرتقبة في إدلب، قال الصالح: "لدينا عدد كافٍ من المتطوعين استعدادا لخوض هذه المعركة ...لدينا تقريبا 1300 متطوع بالمحافظة...موزعين في كل مناطقها...وأعتقد أن لدينا استعدادات كافية لمواجهة أي هجمات عسكرية تطال المدنيين ضمن الإمكانيات المتاحة لنا".

ورفض الصالح الكشف تفصيلا عن خطط منظمته لمواجهة المعركة المرتقبة بإدلب، موضحا: "بالتأكيد لدينا خطط للتعامل والاستجابة وإخلاء النازحين والجرحى، ولكن لا أريد الكشف عن تفاصيلها خاصة مع تعرض مراكز منظمتنا هناك للقصف المباشر، خلال الأسبوع الماضي تم استهداف وقصف ثلاث مراكز لنا". 

ولفت إلى أنه خلال تواجده "بجلسة الأمن عن إدلب يوم الجمعة الماضي استمع لإحاطة لمدير مكتب تنسيق لشؤون الإنسانية في سوريا، والذي تحدث عن تجهيز مخيمات وشحنات من السلال الغذائية والمساعدات تكفي لما يقرب 700 ألف مدني". د ب أ