الروحانية الصوفية من مظاهر الإسلام في ليبيا ومصر وإفريقيا - أهمية المولد النبوي للمسلمين المتصوفة

احتشد مئات الصوفيين في الشوارع الضيفة بالمدينة القديمة في طرابلس للاحتفال بعيد مولد النبي محمد يوم الثلاثاء (20 نوفمبر / تشرين الأول 2018). (الصورة لمتصوفة في مصر).

وردد المحتشدون التراتيل على دقات الطبول والصنوج، وهم يرتدون الملابس التقليدية في الأزقة الضيقة للمدينة القديمة ذات الأسوار.

وقال المشاركون إن هذا هو أكبر حشد احتفالي في طرابلس منذ بضع سنوات. وحال تردي الوضع الأمنية والمخاوف من وقوع هجمات دون خروج مسيرات كبيرة في الشوارع خلال السنتين الماضيتين. ويشكل المولد النبوي مناسبة هامة للصوفيين الذين تمثل روحانياتهم جزءا لا يتجزأ من مظاهر الإسلام في شمال أفريقيا.

وقال أحد المشاركين وهو عبد الله أبو بنون رئيس مدرسة الزواية الإسلامية "نحن اليوم في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. يأبي البعض (إلا) أن يمنعنا من الاحتفال بيوم مولده مدعيا أنه صلى الله عليه وسلم اليوم لم يأبه بهذا اليوم ولم يحتفل به.. وكذب والله من قال هذا".

لكن بعض المشاركين قالوا إنهم يشعرون بالقلق من صعود السلفيين وغيرهم من المتطرفين الذين يعارضون تقاليد الصوفية في أنحاء البلاد.

وشارك كثير من الناس في احتفالات عام 2018. وقال مهندس يدعى صديق أبو هدينة إنه لم يكن يشارك في العامين الماضيين، سوى عدد قليل من الناس بعد هجمات المتطرفين.

وقال مشارك يدعى أحمد صالح: "الحمد لله خرجت الجماهير وخرجت الناس تحتفل بمولد السيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ابتهاجا بهذا اليوم وفرحة لهذا الزمان الذي اشتد فيه التعصب". وأضاف: "الآن يبتهجون كل كبير وكل صغير في المدينة وفق العادات والتقاليد التي كان ينتهجونها من أجدادهم ومن العلماء لهذه البلد".

وتصاعدت التوترات في السنوات الأخيرة بين الصوفيين التقليديين والسلفيين المتأثرين بالمذهب الوهابي في السعودية والإسلاميين المتطرفين الأجانب. واكتسب السلفيون، الذين يتبعون الداعية السعودي ربيع المدخلي، أرضا في ليبيا منذ التسعينات. وزاد نفوذهم الاجتماعي وتنامت قوتهم العسكرية منذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي وقادت إلى انتشار حالة من انعدام الأمن ونزاعات مسلحة على نحو متقطع. وتعرضت عشرات الأضرحة الصوفية للتدمير أو لحقت بها أضرار. واستقرت الأوضاع الأمنية في طرابلس في الشهرين السابقين بعد عشرة أيام من الاشتباكات العنيفة. 

وبعد السير عبر المدينة القديمة، توافد المشاركون على ساحة الشهداء، المعروفة في عهد القذافي باسم "الساحة الخضراء" والتي كان الزعيم السابق يلقي خطاباته فيها.

وقالت هيومن رايتس ووتش في تقرير صدر قبل عام إن عشرات من المزارات الصوفية، بما في ذلك مساجد ومقابر ومكتبات، قد دُمرت أو تضررت على أيدي المتشددين منذ عام 2011 في جميع أنحاء ليبيا. رويترز