الشاعر الأردني أمجد ناصر يرثى نفسه وهو حيّ

رثى الشاعر الأردني والكاتب الصحافي المعروف أمجد ناصر نفسه وهو حيّ بعد أن أخبره الأطباء أن أيامه أصبحت معدودة نظراً لفشلهم في علاج الأورام في دماغه. أمجد ناصر يعد من رواد الحداثة الشعرية وأحد رموز الصحافة الثقافية في العالم العربي.

فاجأ الشاعر الأردني والكاتب الصحافي المعروف أمجد ناصر متابعيه وقراءه على موقع فيسبوك بتدوينة مؤثرة تحمل عنوان "راية بيضاء"، يوجز فيها فحوى آخر زيارته إلى طبيبه في مستشفى تشرينغ كروس في لندن حيث تم إبلاغه أن "العلاج فشل في وجه الألم".

 في تلك الزيارة أبلغه الطبيب أن "الصور الأخيرة لدماغك أظهرت للأسف تقدما للورم وليس حداً له أو احتواء، كما كنا نأمل من العلاج المزدوج الكيميائي والإشعاعي".

وبعد ذلك دار الحوار التالي بين الشاعر ومساعد الطبيب: 

 قلت: ماذا يعني ذلك؟

قال: يعني أن العلاج فشل في وجه الورم.

قلت: والآن ماذا سنفعل؟

رد: بالنسبة للعلاج، لا شيء. لقد جربنا ما هو متوافر لدينا.

قلت: وفي ما يخصني ماذا عليّ أن أفعل؟

قال: ترتب أوضاعك. وتكتب وصيتك!

قلت: هذا يعني نهاية المطاف بالنسبة لي.

ردّ: للأسف.. سنحاول أن تكون أيامك الأخيرة أقلّ ألما. ولكننا لا نستطيع أن نفعل أكثر.

ويعتبر أمجد ناصر أحد رموز الصحافة الثقافية بالعالم العربي ، وهو أديب وشاعر أردني مقيم بلندن، كان يعمل في صحيفة القدس العربي في لندن منـذ صدورها عام 1989. يعتبر من رواد الحداثة الشعرية وقصيدة النثر. كما عمل في السنوات الأخيرة في صحيفة "العربي الجديد"، وأسس الموقع الثقافي "ضفة ثالثة". وفاز بجائزة محمود درويش للإبداع الأدبي للعام 2019.

 

وتضمنت التدوينة قصيدة شعرية بعنوان "الطريق إلى الكتلة" يتحدى فيها المرض اللعين ويرثي نفسه. وجاء في مطلع تلك القصيدة:

 

 عدو شخصي

ليس لي أعداء شخصيون

هناك نجم لا يزفُّ لي خبرا جيدا،

وليلٌ مسكون بنوايا لا أعرفها.

أمرُّ بشارعٍ مريبٍ وأرى عيونا تلمع

وأيديا تتحسس معدنا باردا،

لكن هؤلاء ليسوا أعداء شخصيين،

فكيف لجبلٍ

أو درب مهجورٍ أن يناصباني العداء،

أو يتسللا إلى بيت العائلة؟

 

 

المصادر: وسائل التواصل الاجتماعي، الجزيرة، عربي 21.