الكاتب السوري المعارض ياسين الحاج صالح يتهم الغرب بأنه لا يريد إنقاذ السوريين بل استعادة هيبته

يقول الكاتب والمعارض السوري ياسين الحاج صالح في مقابلة مع وكالة فرانس برس في مدريد أن واشنطن وباريس ولندن لا تريد"إنقاذ السوريين من الوحشية" من خلال الضربات على مواقع للنظام بل "استعادة هيبتها". وخلال زيارة إلى إسبانيا حيث يقدم كتابه الأخير، وجه الحاج صالح انتقادات شديدة إلى استراتيجية القوى الغربية. وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا قصفت في 14 نيسان/أبريل الحالي 2018 ثلاثة مواقع قالت إنها مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري، ردا على هجوم كيميائي مفترض أوقع 40 قتيلا على الأقل في دوما قرب دمشق في السابع من الشهر الجاري. وأقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه بأن الضربات الجوية "لا تحلّ شيئا" في النزاع السوري الذي راح ضحيته أكثر من 350 ألف قتيل وأسفر عن ملايين النازحين والمهاجرين، لكنه أوضح أن هدفها "الحفاظ على شرف الأسرة الدولية". واعتبر الحاج صالح مؤلف "المسألة السورية" لدى دار "آكت سود" الفرنسية إن الضربات "ليست لحماية حياتنا أو إنقاذ السوريين من الوحشية". وأضاف أن القوى الثلاث تريد في المقابل "الدفاع عن حلفائها واستعادة جزء من هيبتها والتعبير عن استيائها إزاء روسيا وربما أيضا إيران" الداعمتين للنظام السوري. وقال الحاج صالح إن الرسالة الموجهة إلى الرئيس السوري بشار الأسد هي بمعنى ما "كن لطيفا ولا تتجاوز خطوطنا الحمر وستظل في السلطة فمشكلتنا ليست معك إنما مع استخدامك لأسلحة كيميائية لكن بوسعك الاستمرار في القتل من خلال البراميل المتفجرة والتعذيب والعديد من الوسائل الأخرى". وكان الحاج صالح أمضى 16 عاما في السجن في سوريا بين 1980 و1996 عندما كان معارضا للرئيس حافظ الأسد والد بشار. وتمكن من مغادرة سوريا أواخر 2013 ويتعاون بصفته باحثا مع معهد الدراسات المتقدمة في برلين وأعد دراسة مقارنة حول الجرائم الجماعية. كما يراسل الحاج صالح صحفا ناطقة بالعربية بينها "الحياة" و"القدس العربي" و"الجمهورية" ويقوم بزيارة إلى مدريد لعرض ترجمة مجموعة من النصوص أعدها منذ بدء النزاع السوري في 2011. يقول الحاج صالح إن نفوذ إيران وروسيا بات واسعا إلى حد أن سوريا تجد نفسها "في ظل احتلال روسي وإيراني". وتابع المعارض إن لديه انطباعا بأن القوى الغربية أفسحت المجال أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لإدارة الوضع في سوريا". لكن أكثر ما يثير القلق هو أن سوريا تعاني من "نظام قاتل ومجرم أمكن السكوت عنه منذ سبع سنوات" ويمكن حتى أن يسترد "اعتباره إزاء القوى العظمى سريعا". يُذكر أن أربعة ناشطين حقوقيين بارزين بينهم سميرة خليل زوجة الحاج صالح تعرضوا للخطف في مدينة دوما أواخر عام 2013. ومع إجلاء فصيل جيش الاسلام الذي كانت مسيطرا على دوما يبقى مصير المئات من المخطوفين والمفقودين لديه مجهولاً، بينهم الاربعة الذين اتهم هذا الفصيل بخطفهم قبل سنوات دون أن تتوفر أي معلومات عنهم مذاك. وتابع الحاج ياسين: "لا أمل لديّ على الإطلاق في الإدارة الاميركية أو في رئاسة إيمانويل ماكرون أو غيرهما" عندما يتعلق الأمر بوضع نظام الأسد أمام مسؤولياته إزاء الفظائع المنسوبة اليه. ومضى يقول إن "سوريا رمز عالمي للظلم والإبادة والنظام لا يزال في مأمن دون احتمال أن يتعرض للمحاسبة". ويعتزم الكاتب البقاء في ألمانيا التي تدفق إليها مليون لاجئ في العام 2015 غالبيتهم من مواطنيه. أ ف ب