بعدما شطبتهم أمريكا من قائمة الإرهاب الحوثيون يتبنون هجمات السعودية ويحاربون للسيطرة على مأرب

الأمم المتحدة تدين هجوما في الحديدة اليمنية أودى بحياة 5 مدنيين: أدانت الأمم المتحدة يوم الأحد 28 / 02 / 2021 هجوما على محافظة الحديدة اليمنية أدى إلى مقتل خمسة مدنيين بينهم امرأة وطفل.

ولم تحدد بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، التي تشرف على اتفاق سلام هش في منطقة ساحل البحر الأحمر، مصدر الهجوم الذي أصاب منزلا في منطقة سكنية بمديرية الحوك في ساعة متأخرة من مساء السبت 27 / 02 / 2021.

وقالت في بيان إن المنطقة شهدت تبادلا مكثفا لإطلاق النار خلال الأشهر الماضية بين التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، ويدعم الحكومة المعترف بها دوليا، وجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران.

وذكر موقع الساحل الغربي على الإنترنت، وهو الموقع الرسمي لقوات التحالف، أن الحوثيين أصابوا المنزل بقذائف مورتر. وحمّلت قناة المسيرة التابعة للحوثيين الضربات الجوية للتحالف المسؤولية عن سقوط القتلى.

ونص اتفاق الحديدة، الذي تم التوصل إليه في محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة في عام 2018، على إعادة انتشار القوات من الجانبين لكن لم يتم تنفيذه بالكامل على الرغم من صمود الهدنة إلى حد كبير.

وتصاعد العنف في أنحاء أخرى من اليمن، لا سيما في مأرب، آخر معقل للحكومة في شمال البلاد حيث اندلعت معارك عنيفة.

وتسببت الحرب في مقتل ما يربو على 100 ألف شخص ودفعت اليمن إلى حافة المجاعة.

وجددت الولايات المتحدة والأمم المتحدة جهودهما لإنهاء الصراع، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع في المنطقة على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.

الحوثيون يتبنون هجمات السعودية ويتوعدون بعمليات "أوسع"

تبنى المتمردون الحوثيون في اليمن الأحد 28 / 02 / 2021 هجمات بصاروخ بالستي وطائرات مسيّرة ضد العاصمة السعودية الرياض ومناطق أخرى في المملكة، متوعدين بعمليات "أوسع"، على ما أفاد المتحدث العسكري باسمهم.

وكان التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد المتمردين في اليمن أعلن السبت اعتراض صاروخ فوق الرياض وست طائرات مسيرة أطلقها الحوثيون على مناطق أخرى في المملكة.

وقال الدفاع المدني السعودي إنّ "الشظايا تناثرت على عدة أحياء سكنية في مواقع متفرقة" في الرياض، موضحا أنه "نتجت عن سقوط إحدى الشظايا أضرار مادية بأحد المنازل دون وقوع إصابات بشرية أو وفيات".

وفي بيان نقلته قناة "المسيرة" المقرّبة من المتمردين المدعومين من إيران، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع الأحد "سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية ينفذان عملية هجومية كبيرة ومشتركة باتجاه العمق السعودي".

وتحدّث عن استخدام "صاروخ بالستي و15 طائرة مسيرة منها تسع طائراتٍ (...) استهدفت مواقع حساسة في عاصمة العدو الرياض" فيما استهدفت الست الأخرى "مواقعَ عسكرية في مناطق أبها وخميس مشيط" في جنوب المملكة المجاورة.

وقال سريع إنّ العملية استمرت "من مساء السبت وحتى صباح اليوم (الأحد)"، محذّرا من أنّ "عملياتنا مستمرة وستتوسع أكثر فأكثر طالما استمر العدوان والحصار على بلدنا".

وتقود السعودية منذ 2015 تحالفا عسكريا دعما للحكومة المعترف بها دولياً التي تخوض نزاعاً داميا ضدّ الحوثيين منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في 2014.

وتتعرّض مناطق عدة في السعودية باستمرار لهجمات بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة مفخخة تطلق من اليمن باتجاه مطاراتها ومنشآتها النفطية.

وصعّد المتمردون هجماتهم على السعودية بعدما شطبتهم الولايات المتحدة من قائمة المنظمات الإرهابية التي أدرجتهم عليها إدارة دونالد ترامب السابقة وحذرت منها المنظمات الإنسانية قائلة إنها تضر بتقديم مساعدات ضرورية للبلد الغارق في الحرب.

وكانت إدارة بايدن أعلنت إنهاء الدعم الأميركي للعمليات الهجومية التي تقودها السعودية في اليمن، بينما أكد الرئيس الجديد أن الحرب "تسبّبت بكارثة إنسانية واستراتيجية"، مشدّدا على أنه "يجب أن تنتهي".

ودان وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب بدوره هجمات الحوثيين كاتبا في تغريدة "إنها تعرّض حياة الأبرياء للخطر وتظهر بأن المسؤولين عنها غير جديين بشأن السلام، فضلا عن حماية الشعب اليمني".

تأتي الهجمات ضد السعودية في وقت تتواصل المعارك الضارية في مأرب في شمال اليمن بين القوات الموالية للحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين الساعين للسيطرة على آخر معاقل السلطة في شمال أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وقتل في هذه المعارك مئات من الطرفين بينما تشن طائرات التحالف بقيادة السعودية غارات متواصلة لمنع تقدم الحوثيين نحو المدينة.

كذلك تشهد محافظة الحديدة معارك متقطعة منذ أسابيع مع محاولة الحوثيين التقدم نحو المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرة القوات الموالية للحكومة في المحافظة المطلة على البحر الاحمر.

والسبت قُتل خمسة مدنيين يمنيين بينهم امرأة وطفلة في سقوط قذيفة هاون على منزل قريب من خطوط التماس بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين جنوب مدينة الحديدة مركز المحافظة، في هجوم تبادل الطرفان الاتهامات بالوقوف خلفه.

وقال مسؤول في القوات الحكومية لوكالة فرانس برس إنّ المدنيين الخمسة قتلوا "أثناء محاولتهم (الحوثيين) استهداف قواتنا بقذيفة هاون سقطت على منزل تابع لمدنيين" في منطقة متاخمة لمدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر من جهتها الجنوبية.

من جهتهم، اتهم الحوثيون في بيان نشرته وكالة الأنباء المتحدثة باسمهم "سبأ" التحالف العسكري بقيادة السعودية بالوقوف خلف الهجوم، مشيرين إلى أن المدنيين قتلوا "بغارتين لطيران العدوان".

وسبق أن نفّذ الحوثيون هجمات كبرى ضد المملكة، وقد تبنوا عملية غير مسبوقة ضد منشآت تابعة لشركة أرامكو في أيلول/سبتمبر 2019 لكن المملكة قالت إن إيران تقف خلفها.

وقال سريع في تحذيره الأحد "ننوهُ مجددا لكل سكان تلك المناطق (في السعودية) الابتعاد عن كافة المواقع والمطارات العسكرية أو التي قد تستخدم لأغراض عسكرية".

وأودت الحرب الطاحنة المستمرة منذ ست سنوات في اليمن بحياة عشرات آلاف الأشخاص وشردت الملايين، ما تسبب بأسوأ كارثة إنسانية في العالم وفق الأمم المتحدة.

وتنظم الأمم المتحدة الإثنين 01 / 03 / 2021 بالشراكة مع حكومتي سويسرا والسويد مؤتمرا افتراضيا للمانحين للاستجابة الإنسانية في اليمن، في مسعى لجمع 3,85 مليارات دولار لتجنيب ملايين الأشخاص المجاعة.

إطالة الحرب يحول اليمن لدولة "غير قابلة للحياة" بحسب الأمم المتحدة

تحول الحرب في اليمن هذا البلد الفقير إلى "دولة غير قابلة للحياة" سيكون من "الصعب للغاية" إعادة بنائها، بحسب ما حذّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قبيل انعقاد مؤتمر للمانحين الإثنين 01 / 03 / 2021 يهدف لتجنب وقوع مجاعة.

ولقي عشرات الآلاف حتفهم في الصراع المستمر منذ ست سنوات والذي تصفه الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بينما أصبح ملايين السكان يعانون من الجوع في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وقال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أوك لوتسما في مقابلة مع وكالة فرانس برس إن "عوامل التنمية تبخرت على مدار الحرب" وأصبح اليمن يشهد "أسوأ أزمة تنموية في العالم".

وأضاف "لقد خسر اليمن أكثر من عقدين من التقدم التنموي (...) وهو بالتأكيد أحد أفقر دول العالم إن لم يكن أفقرها في الوقت الحالي بالنظر إلى مؤشرات التنمية السلبية التي نراها".

وحذر من أنّه "إذا تواصل الأمر على هذا المنوال، فسيكون من الصعب للغاية إعادة بناء اليمن كدولة. وإذا تم تدمير المزيد من عوامل التنمية وأصبح الناس أكثر فقرا، فسيصبح (اليمن) دولة غير قابلة للحياة تقريبا".

وأدّت المعارك بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من المملكة السعودية، والمتمردين المتحالفين مع إيران، إلى وضع البلاد على حافة الدمار الشامل.

وجرى تدمير مدارس ومصانع ومستشفيات وشركات وتجنيد الأطفال للقتال، فيما فقد مئات الآلاف سبل عيشهم وأصبحت المجاعة تهدد الملايين.

وقال لوتسما "يجب أن تتوقف الحرب الآن، لقد عانى اليمنيون بما فيه الكفاية"، داعيا المانحين إلى تقديم مساعدات مالية بسرعة بعد المؤتمر الذي تستضيفه افتراضيا الأمم المتحدة وسويسرا والسويد.

يعتمد البلد الفقير على المساعدات لإطعام سكانه البالغ عددهم 29 مليون نسمة، ولكن مع انخفاض تمويل المساعدات بشكل كبير في العام 2020 خصوصا بسبب تبعات فيروس كورونا، توقفت الكثير من برامج الاغاثة عن العمل في اليمن.

وتأمل الأمم المتحدة في جمع 3,85 مليارات دولار. وقد تلقت عام 2020 العام الماضي 1,9 مليار دولار، أي حوالى نصف المبلغ الذي كان يحتاجه اليمن في 2020.

واعتبر لوتسما أنّ على المجتمع الدولي "الالتفاف حول اليمن والإعلان عن عدد كبير من التعهدات التي ستساعدنا على منع انتشار المجاعة".

وذكر المسؤول الأممي أنه في العام 2020 كان على برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إعادة تحديد أولويات برامجه وتقليص عدد المستفيدين منها.

وهذا يعني أن كثيرا من اليمنيين الذين كانوا يستفيدون على سبيل المثال من برامج الرواتب الشهرية أو البرامج الأخرى التي تساعدهم على تحصيل الأموال النقدية، لم يتلقوا هذه المزايا.

وأوضح لوتسما "من المهم أن نفهم أن المجاعة في اليمن هي مجاعة دخل إلى حد كبير، لذا فهي ليست بالضرورة حالة لا يتوافر فيها الطعام".

وأضاف "لكن اليمنيين غير قادرين حقا على تحمل تكلفة الحد الأدنى من السلة الغذائية أو الحد الأدنى من الإمدادات الغذائية التي من شأنها أن توفر لهم ما يكفي من التغذية اليومية للبقاء على قيد الحياة".

ووفقا لأحدث بيانات الأمم المتحدة، سيواجه أكثر من 16 مليون يمني الجوع هذا العام 2021، وهناك ما يقرب من 50 ألفا يتضورون جوعا في ظروف تشبه المجاعة.

وسبق للمنظمة الأممية أن حذرت من أن 400 ألف طفل يمني دون سن الخامسة قد يموتون بسبب سوء التغذية الحاد.

وقال لوتسما لوكالة فرانس برس "لا تستطيع الأمم المتحدة إطعام الجميع في اليمن. لذلك، يجب علينا أيضًا أن نتأكد من أن الناس سيستمرون في تحصيل سبل عيشهم".  أ ف ب ، رويترز