بعد سيطرتها على كامل طرابلس حكومة الوفاق تعلن استعادة مدينة ترهونة آخر معاقل حفتر في غرب ليبيا

أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة الجمعة 05 / 06 / 2020 أنها استعادت السيطرة على مدينة ترهونة (90 كلم جنوب شرق العاصمة طرابلس)، المعقل الأخير للقوات الموالية للمشير خليفة حفتر في غرب البلاد.

وقال العقيد محمد قنونو، المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق في بيان صحافي، "قواتنا البطلة سيطرت على كامل مدينة ترهونة، ودحرت مليشيات حفتر الإرهابية".

ونشرت مواقع إخبارية صورا تظهر انتشارا لقوات حكومة الوفاق داخل أحياء المدينة.

ولم تصدر قوات حفتر، تعليقاً رسمياً حول خسارتها المدينة التي تعتبر غرفة العمليات الرئيسية لها وآخر معاقلها في غرب ليبيا.

وتأتي استعادة ترهونة عقب أقل من يوم واحد على استعادة السيطرة على طرابلس وضواحيها بالكامل، بعد تمكّنها من إخراج قوات حفتر من جنوب العاصمة، إثر معارك استمرّت أكثر من عام.

لكن قوات المشير حفتر أعلنت اثر ذلك أنها قامت بإعادة تمركز لقواتها خارج طرابلس في "مبادرة إنسانيّة"، بعد الموافقة على استئناف حوار اللجنة العسكريّة الذي دعت إليه الأمم المتحدة.

ومنذ إطلاق حكومة الوفاق الوطني عمليّة "عاصفة السلام" مدعومة بطائرات تركيّة بدون طيّار نهاية آذار/مارس الماضي، نجحت في استعادة السيطرة على قاعدة "الوطية" الجوّية الاستراتيجيّة (140 كلم جنوب غرب طرابلس).

وسبقت ذلك استعادة مدن الساحل الغربي، لتكون المنطقة الممتدة من العاصمة طرابلس غرباً وصولاً إلى معبر راس جدير الحدودي مع تونس، تحت سيطرة قوات حكومة الوفاق الوطني بالكامل.

وعقب سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، غرقت ليبيا في حال من الفوضى، وتتنافس فيها سلطتان، هما حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج في طرابلس والمعترف بها من الأمم المتحدة، وحكومة موازية في الشرق يسيطر عليها المشير خليفة حفتر.

واستعادت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا يوم الخميس 04 / 06 / 2020 السيطرة الكاملة على العاصمة طرابلس وطردت قوات شرق ليبيا خارجها بعد قتال استمر عاما أرسلت خلاله قوى خارجية أسلحة ومقاتلين إلى البلد الذي يمزقه الصراع.

وقال صحفي من رويترز إن الجثث لا تزال ملقاة على الأرض وإن مقاتلين لوحوا بالأسلحة التي تخلت عنها قوات شرق ليبيا في الضواحي الجنوبية التي تمت استعادة السيطرة عليها.

وفي وسط المدينة، عبر مدنيون عن سعادتهم بانتهاء المعارك. وقال رجل يبلغ من العمر 37 عاما من منطقة عين زارة، إحدى المناطق التي تمت استعادة السيطرة عليها، بعدما طلب عدم نشر اسمه "إنه شعور لا يصدق. يمكن للناس الآن العودة إلى ديارهم ولم يعد هناك أي قصف".

وقال مصدر عسكري في قوات شرق ليبيا إنهم ينسحبون من جميع ضواحي طرابلس. وأعلنت القوات الحكومية أنها تسيطر الآن على كل المناطق داخل حدود المدينة.

ويمثل ذلك انتكاسة مؤلمة لقوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر التي بدأت الهجوم على طرابلس في العام الماضي وتعهدت بتوحيد البلاد بعد أعوام من الفوضى.

ويعني استمرار دعم روسيا ومصر والإمارات للجيش الوطني الليبي أن حكومة الوفاق الوطني، التي تعترف بها الأمم المتحدة وتدعمها تركيا، ليس لديها أمل يذكر في نقل الحرب إلى شرق ليبيا في الوقت الراهن.

لكن مع انسحاب قوات شرق ليبيا نحو معقلها في ترهونة بشمال غرب البلاد تشكلت جبهات القتال لمعارك جديدة على الرغم من اتفاق الجانبين على استئناف محادثات وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة.

لكن وصول أسلحة ثقيلة، تقول الولايات المتحدة إنها تشمل أسطولا من المقاتلات الروسية، قد يعني أن هناك تصعيدا جديدا. وقال السفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند في اتصال مع الصحفيين اليوم الخميس إن الوضع تصاعد بشكل خطير لكنه أضاف أن هزيمة حفتر في طرابلس أتاحت فرصة لوقف القتال.

وتابع قائلا: "لدى الأطراف المشاركة خيار مشاهدة الوضع يتصاعد إلى حرب إقليمية شاملة أو خفض التصعيد في نهاية المطاف".

ورحبت القوى الخارجية الرئيسية المشاركة في الصراع بقرار استئناف محادثات وقف إطلاق النار وقالت علنا إنها تدعم التوصل لحل سياسي لكن لم يتضح إن كان باستطاعتهم التوصل لتسوية.

ولا تزال ليبيا مقسمة بين حكومتين متنافستين في طرابلس في الغرب وبنغازي في الشرق. واجتمع فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الخميس وقال الرئيس التركي إن أنقرة ستزيد دعمها لطرابلس.

وذكر مسؤول تركي كبير أن الانتصارات التي أحرزتها حكومة الوفاق مهمة قبيل محادثات سلام محتملة. وقال المسؤول "يريد الجميع الجلوس إلى طاولة المفاوضات دون خسارة أرض، لكن الأرض التي تسيطر عليها تعزز مواقفك على الطاولة".

وأضاف أن إردوغان والسراج سيناقشان الاستراتيجية والوضع على الأرض. وقال نورلاند إن الأمم المتحدة استأنفت بالفعل عملية المحادثات وبدأت مع كل جانب على حدة.

قصف مكثف

يتشكل الجانبان المتحاربان في ليبيا من تحالفات غير مستقرة من الفصائل المتنافسة. ولم يتضح بعد كيف يمكن أن يؤثر فشل الهجوم على طرابلس على موقف حفتر الذي سافر إلى القاهرة الأربعاء للاجتماع مع نائب وزير الدفاع المصري.

ويقول محللون إن هناك القليل من المرشحين القادرين على توحيد الفصائل المختلفة التي تنضوي تحت لواء الجيش الوطني الليبي.

وعبر بيان صادر عن وزير الخارجية سامح شكري في القاهرة عن موقف مصر الراسخ في إلقاء اللوم على تركيا في إراقة الدماء.

وتأتي الانتكاسات المفاجئة التي مُني بها الجيش الوطني الليبي بعد التدخل التركي المباشر في الصراع منذ نهاية عام 2019 بطائرات مسيرة استهدفت خطوط إمداداته ودفاعاته مما أدى لتحييد معظم قوته الجوية.

وشمل القتال في الضواحي الجنوبية منذ شهور قصفا مكثفا لمناطق مدنية تسيطر عليها حكومة الوفاق الوطني، بما في ذلك هجمات صاروخية على مستشفيات.

وقال متحدث عسكري في حكومة الوفاق الوطني إن الانتصارات التي أحرزت في الآونة الأخيرة تعني أن طرابلس أصبحت الآن بعيدا عن مرمى نيران الجيش الوطني الليبي.

لكن القوات التابعة لحكومة الوفاق قالت إنها واجهت أثناء توغلها في المدينة باتجاه الجنوب خلال الأيام السبعة الماضية الكثير من الشراك الملغومة المخبأة في المنازل. 

حكومة الوفاق الليبية تستعيد طرابلس وضواحيها بعد عام من المعارك

وأعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها من الأمم المتحدة الخميس 04 / 06 / 2020 استعادة السيطرة على طرابلس وضواحيها بالكامل، بعد تمكنها من إخراج القوات الموالية للمشير خليفة حفتر من جنوب العاصمة عقب معارك استمرت أكثر من عام.

وقال المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق العقيد محمد قنونو في بيان صحافي إن "قواتنا تسيطر على كامل الحدود الإدارية لمدينة طرابلس".

ويأتي الإعلان بعد عدة مكاسب حققتها القوات التابعة لحكومة الوفاق التي تتّخذ من العاصمة طرابلس مقرا، بما في ذلك استعادتها مطار طرابلس الدولي الأربعاء بعدما كان في قبضة القوات الموالية لحفتر منذ نيسان/أبريل 2019.

بدروه، أكد وكيل وزارة الدفاع في حكومة الوفاق العقيد صلاح النمروش في بيان "مواصلة قواتنا التقدم ومطاردة المليشيات (أي قوات حفتر) وطردها من على أسوار طرابلس الكبرى، وهروب عدد ممن يقودونها إلى مطار مدينة بني وليد" جنوب شرق طرابلس.

ولم تصدر قوات حفتر النافذ في شرق البلاد عبر منصاتها الإعلامية أي تعليق فوري رسمي بشأن انسحابها وخسارتها المواقع التي كانت تتمركز فيها منذ نيسان/أبريل عام 2019، عندما شنت هجوما بهدف السيطرة على طرابلس.

وبثّت مواقع وقنوات إخبارية محلية صورا تظهر انتشارا ضخما لقوات حكومة الوفاق في أبرز المواقع التي كانت تحت سيطرة قوات حفتر جنوب طرابلس.

ويعد استعادة السيطرة على جنوب طرابلس وكامل مناطق العاصمة الانتصار العسكري الأبرز لحكومة طرابلس التي تدعمها تركيا في مواجهة قوات حفتر الذي يحظى بدعم من الإمارات والسعودية ومصر وعناصر روس.

وأظهرت مقاطع فيديو بثتها وسائل إعلام محلية تقدم وحدات عسكرية تابعة لقوات حكومة الوفاق وملاحقة العناصر الهاربة داخل الحدود الإدارية لمدينة ترهونة (90 كلم) جنوب شرق طرابلس.

وقال القائد الميداني في قوات حكومة الوفاق محمد القمودي لفرانس برس إن "قواتنا أحكمت قبضتها على كامل العاصمة طرابلس ودمرت قدرات العدو وكبدته خسائر كبيرة في الآليات والأفراد، كما قامت بتأمين المناطق المحيطة بمناطق جنوب طرابلس، وتحديدا عقب السيطرة على مناطق اسبيعة و سوق السبت و قصر بن غشير".

ومثّلت المناطق التي أشار إليها غرف عمليات متقدمة منذ أكثر من عام لقوات حفتر وتقع على بعد ما بين 30 إلى 40 كلم جنوب طرابلس. وأضاف القمودي "تلاحق قواتنا فلول مليشيات حفتر الهاربة ووصلت طلائع قواتنا إلى داخل الحدود الإدارية لمدينة ترهونة... وسيطرت على مهبط رئيسي للطيران العامودي الذي كانت تقلع منه مروحيات دعم مليشيات حفتر في عملياتها البرية جنوب طرابلس".

وأشار إلى أن ترهونة محاصرة من مختلف الاتجاهات واستعادتها من قبل حكومة الوفاق هي "مسألة وقت". وتعد مدينة ترهونة غرفة العمليات الرئيسية لقيادة العمليات العسكرية لقوات حفتر غرب ليبيا، وتضم قوة كبيرة تحت اسم "اللواء التاسع" ويتحدر معظم أفراده من شباب المدينة.

ومنذ إطلاق حكومة الوفاق الوطني عملية "عاصفة السلام" مدعومة بطائرات تركية بدون طيار نهاية آذار/مارس 2020، نجحت في استعادة السيطرة على قاعدة "الوطية" الجوية الاستراتيجية (140 كلم جنوب غرب طرابلس).

وسبق ذلك استعادة مدن الساحل الغربي، لتكون المنطقة الممتدة من العاصمة طرابلس غربا وصولا إلى معبر راس جدير الحدودي مع تونس تحت سيطرة قوات حكومة الوفاق الوطني بالكامل.

وغرقت ليبيا عقب سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 في حالة من الفوضى لتتنافس فيها سلطتان هما حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج في طرابلس والمعترف بها من الأمم المتحدة وحكومة موازية في الشرق يسيطر عليها المشير خليفة حفتر.

وزار السراج أنقرة الخميس حيث التقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بالتزامن مع زيارة حفتر القاهرة. وينخرط مقاتلون أجانب في النزاع الليبي إذ يقاتل سوريون وروس وسودانيون إلى جانب حفتر.

وقال الباحث من معهد "كلينغندايل" في لاهاي جلال حرشاوي "في حين تنسحب (قوات حفتر) والمقاتلون السودانيون مما كان يشكل جبهة طرابلس" نحو الشرق، "يتجه البعض جنوبا عبر مزدة" الواقعة على مسافة أكثر من 150 كلم من طرابلس.

ويأتي إعلان حكومة الوفاق في وقت تحض الأمم المتحدة والدول الغربية الأطراف المتحاربة في ليبيا على العودة إلى الحوار. رويترز / أ ف ب