تدفق آلاف المسلمين إلى وادي حضرموت في اليمن لزيارة ما يُعتقد أنه قبر النبي هود رغم كورونا والحرب

"قبر" النبي هود يجذب آلاف الزوار في اليمن رغم الحرب وفيروس كورونا: تدفقت مجموعات ضخمة من الزوار المسلمين إلى وادي حضرموت في اليمن لزيارة ما يعتقد كثيرون أنه موقع قبر النبي هود، على الرغم من الحرب الطاحنة التي تدور في البلاد وجائحة كوفيد-19.

ومثل كل عام، جاء آلاف اليمنيين من مختلف أنحاء البلاد إلى الموقع للعبادة في هذا الوقت من السنة وأداء طقوس مختلفة.

ويستمر الموسم لأربعة أيام ويأتي في منتصف شهر شعبان بحسب التقويم القمري الإسلامي أي قبل حلول شهر رمضان.

ويقول القرآن الكريم إن النبي هود الذي قدم قبل الإسلام أُرسل لقوم "عاد" ليدعوهم إلى التوحيد، وتحمل سورة في الكتاب المقدس لدى المسلمين اسمه.

واختلفت الروايات حول موقع قبر النبي هود، فثمة من يعتقد أنه في حضرموت في اليمن، وروايات أخرى تشير إلى الأردن والنجف في العراق وغيرها.

ويعد هذا أكبر تجمع ديني سنوي في محافظة حضرموت، ويخلو من النساء تماما.

ويحمل الزائرون الذين يرتدون اللون الأبيض أعلاما باللون الأخضر والأحمر، ويردّدون أناشيد صوفية في بلد تنتشر فيه جماعات متشددة غالبا ما تهاجم أصحاب المذاهب الأخرى وبينهم أتباع الصوفية.

ويقع القبر عند سفح جبل تغطيه قبة بيضاء اللون.

وحضر مروان محرم من محافظة أب شمال اليمن للمشاركة في الموسم هذا العام. ويقول إنه يشعر بالرضى تجاه الخدمات البسيطة الموجودة في الموقع.

ويشير الزائر إلى أن "الناس يعيشون بقلق واضطراب وتوتر والحاضرون هنا يشعرون بطمأنينة. أتينا لزيارة النبي هود وعسى الله القبول".

ويأتي موسم النبي هود بينما يتفشى فيروس كورونا في اليمن، علما بأن الزيارات عُلَقت العام الفائت على خلفية الجائحة. ولم يرتدِ الزائرون هذا العام 2021 أي كمامات ولا التزموا التباعد الاجتماعي.

 

 

وكانت منظمة أطباء بلا حدود نبّهت السبت 27 / 03 / 2021 إلى وجود "ارتفاع حاد" في أعداد الإصابات الخطرة بكوفيد-19 في اليمن حيث أتت الحرب على الكثير من المنشآت الصحية.

وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان بالعربية إنها تسجّل "ارتفاعا حادا في أعداد المصابين بمرض كوفيد-19 الذين يعانون من حالات حرجة تستدعي الاستشفاء، وذلك في عدن (جنوب) وفي مختلف أنحاء اليمن".

ويدور منذ ستة أعوام نزاع بين الحكومة المدعومة عسكريا من تحالف تقوده السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، ما سبب وفق الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ويسجل اليمن حاليا نحو مئة إصابة يومية بكورونا، رغم أنه ظلّ بمنأى عن الوباء في بداية تفشيه نتيجة انقطاع تواصله مع بقية الدول.

لكن خبراء يرون أن أعداد الإصابات أعلى بكثير بسبب نقص الفحوص. ولا يعلن المتمردون الحوثيون عن إصابات بالفيروس في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

ورسميّا، سجّل البلد الذي فيه 30 مليون نسمة أكثر من 4000 آلاف إصابة و850 حالة وفاة جراء كوفيد-19. أ ف ب