تونس في مواجهة الهجمات الإرهابية ووباء كورونا - البلد العربي الوحيد الناجي من تداعيات الربيع العربي

قُتل عنصر من الحرس الوطني التونسي صباح الأحد 06 / 09 / 2020 في هجوم "إرهابي" في مدينة سوسة الساحلية في شرق البلاد وأَردَت قوّات الأمن ثلاثة مهاجمين، وفق ما أعلن المتحدث باسم الحرس الوطني لوكالة فرانس برس.

ونفى وزير السياحة التونسي الحبيب عمار أي تأثير للعملية الإرهابية -التي وقعت يوم الأحد في مدينة سوسة أحد أبرز الوجهات السياحية في تونس- على القطاع السياحي في الجهة.

وقال الوزير في رده على الصحفيين أثناء زيارته للمنطقة السياحية في المدينة، إن العملية الارهابية لم تؤدِّ إلى أي إلغاء للحجوزات الداخلية أو الإقامات الحالية في النزل.

وأوضح عمار "هي عملية إرهابية فاشلة وليس لها تأثير على القطاع".

وتعرضت دورية أمنية في مفترق طرق بمنطقة أكودة في سوسة صباح يوم الأحد، لهجوم بالدهس عبر سيارة رباعية الدفع ثم طعن بالسكاكين من قبل أربعة إرهابيين، أدت إلى وفاة عنصر أمني وإصابة آخر بجروح خطرة.

وقتلت الشرطة بعد ذلك ثلاثة إرهابيين واعتقلت العنصر الرابع بعد مطاردات.

وأعادت حادثة يوم الأحد في سوسة إلى الأذهان ذكريات ترتبط بالهجوم الدموي الذي شهده نزل أمبريال في المدينة عام 2015 والذي شهد مقتل 38 سائحا أجنبيا برصاص مسلح موال لتنظيم "داعش" المتطرف.

وبعد سنوات من التعافي ترزح السياحة التونسية اليوم تحت صعوبات بفعل تداعيات فيروس كورونا المستجد (كوفيد) 19 واقتصرت المنتجعات السياحية في أغلبها على استقبال السياح التونسيين.

ولم يتعد عدد السياح الأجانب حتى شهر آب/أغسطس الماضي 2020 بحسب أرقام الوزارة، سبعين ألفا منذ إعادة فتح الحدود أمام الرحلات الدولية في 27 حزيران/يونيو الماضي 2020 بعد فترة إغلاق امتدت لأكثر من ثلاثة أشهر.

وقال الوزير "تأثير كوفيد 19 على القطاع السياحي كان كبيرا ويتوقع أن يستمر لأشهر. لكن نحن متأكدون من أن القطاع سيستعيد عافيته سريعا بمجرد انتهاء الجائحة".

وتابع عمار "لدينا صعوبات هيكلية في القطاع لكن تونس تظل وجهة أساسية للسياحة في حوض المتوسط ويصعب افتكاك (زوال) مكانتها".

وبحسب بيانات البنك المركزي تراجعت عائدات السياحة التونسية بنسبة فاقت 60 بالمئة العام الجاري 2020 حتى شهر آب/أغسطس 2020 مقارنة بنفس الفترة من 2019 والذي شهد تدفق عدد قياسي من السياح فاق تسعة ملايين.

 

 

وقُتل العنصر من الحرس الوطني التونسي صباح الأحد في الهجوم "إرهابي" في مدينة سوسة الساحلية في شرق البلاد وأردت قوات الأمن ثلاثة مهاجمين، وفق ما أعلن المتحدث باسم الحرس الوطني لوكالة فرانس برس.

ويعيد كل اعتداء البلاد إلى ذكرى سلسلة اعتداءات انتحارية نُفّذت قبل انتفاضة العام 2011. وشهدت مدينة سوسة خصوصاً اعتداءً جهادياً دامياً عام 2015.

وقال المتحدث حسام الدين الجبالي إن "دورية أمنية تضم اثنين من أعوان الحرس الوطني تعرّضت للاعتداء بسكين من طرف إرهابي في وسط مدينة سوسة"، على بعد 140 كلم جنوب العاصمة تونس. وأضاف أن "واحداً منهما استُشهد والثاني مصاب بجروح في المستشفى".

وأوضح الجبالي أن قوات الأمن لاحقت المهاجمين الذين استولوا على سيارة الدورية وأسلحة الضحيتين مشيراً إلى أن "ثلاثة إرهابيين قُتلوا في تبادل إطلاق نار". وأكد استعادة قوات الأمن السيارة والأسلحة.

ووقع الهجوم وجرت ملاحقة المهاجمين عند مفترق أكودة في منطقة القنطاوي السياحية، وفق الحرس الوطني.

وفي مكان وقوع الهجوم، فرضت الشرطة طوقاً أمنياً، وفق ما أفاد مصوّر في فرانس برس.

من جهتها، أشارت وزارة الداخلية التونسية في بيان نشرته على موقعها الرسمي، إلى تعرّض "عونين تابعين لسلك الحرس الوطني" الأحد إلى "عملية دهس من طرف ثلاثة إرهابيين بواسطة سيارة" لكن من دون أن تأتي على ذكر عملية الطعن.

وأكدت الوزارة "القضاء على الإرهابيين الثلاثة" في"تبادل إطلاق النار" من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وأوضح الرئيس قيس سعيد الذي تفقد مكان الهجوم، خلال حديث إلى مسؤول أمني أن المهاجمين دهسوا عنصري الأمن ثم طعنوهما.

وقال سعيد "الشرطة الفنية يجب أن تتوصل إلى من يقف وراء هؤلاء (الإرهابيين)، ربما يكونوا قاموا بالعملية منفردين أو ربما يكونوا وراء تنظيم".

كذلك، توجه الى مكان الهجوم كل من رئيس الوزراء هشام المشيشي ووزير الداخلية توفيق شرف الدين.

وتوعد رئيس الوزراء في بيان لمكتبه "بالقضاء على الإرهابيين في القريب العاجل، واصفا إياهم بالجراثيم، مشددا على أن الحكومة لن تدخر جهدا من أجل دحر الإرهاب". ودعا "كل التونسيين إلى عدم الخوف".

يعود آخر هجوم مماثل إلى السادس من آذار/مارس الماضي عندما قُتل شرطي وأُصيب عدد من الأشخاص بجروح في هجوم انتحاري مزدوج على قوات أمنية تتولى حماية السفارة الأميركية في تونس.

وبعد سقوط نظام زين العابدين بن علي عام 2011، واجهت تونس صعود الحركات الجهادية المسؤولة عن مقتل عشرات الجنود وعناصر الشرطة وكذلك عدد كبير من المدنيين و59 سائحاً أجنبياً.

في أيلول/سبتمبر 2012، هاجم مئات المتظاهرين معظمهم من المحسوبين على التيار السلفي السفارة والمدرسة الأميركيتين احتجاجا على فيلم مسيء للإسلام أُنتج في الولايات المتحدة. وقُتل أربعة أشخاص فيما أُصيب العشرات أثناء مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين.

وشهدت تونس، البلد العربي الوحيد الناجي من تداعيات الربيع العربي، هجمات دامية في العام 2015. ففي آذار/مارس من العام نفسه، أسفر هجوم على متحف باردو في العاصمة عن مقتل 22 شخصاً بينهم 21 سائحاً أجنبياً وشرطي تونسي. وكان ذلك أول اعتداء يستهدف الأجانب في تونس منذ العام 2002 والأول الذي يتبناه تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي حزيران/يونيو 2015، استهدف هجوم تبناه تنظيم الدولة الإسلامية فندقاً قرب سوسة أدى إلى مقتل 38 شخصاً بينهم 30 بريطانياً.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه، فجّر تونسي نفسه في حافلة تنقل عناصر من الأمن الرئاسية، ما أدى إلى مقتل 12 منهم في وسط تونس. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية أيضاً هذا الهجوم.

وأُعلنت حال الطوارئ في البلاد بعد هذا الهجوم ولا تزال سارية منذ ذلك الحين.

وتحسّن الوضع الأمني بشكل ملحوظ في السنوات الثلاث الأخيرة. لكن الهجمات على قوات الأمن لا تزال تقع خصوصاً في المناطق الجبلية الواقعة على الحدود مع الجزائر وأحيانا في العاصمة تونس.

في أواخر حزيران/يونيو 2019، استهدف هجوم انتحاري مزدوج تبناه تنظيم الدولة الإسلامية عنصري شرطة في وسط تونس وأمام ثكنة عسكرية وأسفر عن مقتل شرطي.

وبالإضافة إلى تنظيم الدولة الإسلامية، نفّذ تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هجمات دامية خلال العقد المنصرم. وفي أواخر شباط/فبراير 2020، أكد تنظيم القاعدة مقتل القيادي التونسي سيف الله بن حسين الملقب بـ"أبي عياض" وهو مؤسس "تنظيم أنصار الشريعة" وهو التنظيم الجهادي التونسي الرئيسي المقرب من القاعدة والمتهم خصوصاً بالتخطيط لأعمال عنف ضد السفارة الأميركية عام 2012. د ب أ / أ ف ب

 

.................................

طالع أيضا

عزل الجهاديين العائدين إلى تونس يعيدهم إلى التشدد - مقاربة مجتمعية لإعادة تأهيل الجهاديين في تونس

"الاعتداء الإرهابي محاولة لإجهاض النموذج الديمقراطي الناجح في تونس" - تونس تحت الصدمة بعد الاعتداء الإرهابي على متحف باردو

ديمقراطية تونس الناشئة...قلعة التصدي للإرهاب - تونس مستهدفة من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية"

.................................

 

[embed:render:embedded:node:38850]