دوافع الضالعين في صراع ليبيا من تركيا إلى روسيا والإمارات ومصر وسوريا والأردن حتى أوروبا وأمريكا

أصبح الصراع بين حكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها من الأمم المتحدة، وقوات شرق ليبيا (الجيش الوطني لليبي) بقيادة خليفة حفتر المتمركزة في الشرق ساحة مشتعلة للأطراف الأجنبية المتنافسة.

وفيما يلي تفسير للطريقة التي تنظر بها الأطراف الأجنبية للحرب وما الذي تفعله في ليبيا.

- الداعمون لحكومة "الوفاق الوطني":

* تركيا

ساعد الدعم الذي قدمته أنقرة حكومة الوفاق الوطني في تحقيق مكاسب عسكرية في الآونة الأخيرة. وتعترف تركيا بإرسال طائرات مسيرة ودفاعات جوية ومستشارين للحكومة. كما نقلت مقاتلين سوريين إلى ليبيا.

جاء الدعم التركي في أعقاب اتفاق على ترسيم الحدود البحرية عام 2019 مع حكومة الوفاق الوطني. تعتقد أنقرة أن الاتفاق يحميها من تحركات اليونان وقبرص التي يمكن أن تحصرها في مياهها الساحلية.

تدخل تركيا كذلك في خصومات إقليمية مع داعمين للجيش الوطني الليبي بما فيهم روسيا في سوريا، ومصر والإمارات بسبب جماعة الإخوان المسلمين.

- داعمو "الجيش الوطني الليبي":

* الإمارات

تتحرك السياسة الإماراتية مدفوعة بالمعارضة لجماعة الإخوان المسلمين، التي تعتقد أنها صاحبة نفوذ في حكومة الوفاق الوطني، وجماعات متشددة تنسب لحفتر الفضل في قمعها بالشرق.

ويقول خبراء في الأمم المتحدة إن الإمارات زودت حفتر بطائرات مسيرة ودفاعات جوية روسية الصنع ومركبات مدرعة. وتتهم حكومة الوفاق الوطني الإمارات بشن غارات جوية وجلب مرتزقة أفارقة.

وتنفي الإمارات ذلك وتقول إنها تريد وقف إطلاق النار والحل السياسي.

* روسيا

تقول الأمم المتحدة إن شركة فاغنر الروسية نشرت ما يصل إلى 1200 من المرتزقة في ليبيا. ويقول الجيش الأمريكي إن موسكو أرسلت طائرات مقاتلة لدعمهم. وتُستخدم الأسلحة الروسية الصنع على نطاق واسع في الحرب.

وتنفي موسكو إرسال قوات أو طائرات وتدعو إلى الحل السياسي. ويعتقد معارضوها أن تدخلها في ليبيا يهدف لكسب المزيد من النفوذ في شرق البحر المتوسط.

* مصر

دعمت القاهرة حفتر منذ حربه ضد المتشددين في شرق ليبيا عام 2014، وتعتبره حصنا ضد الجماعات الإسلامية بما في ذلك الإخوان المسلمين.

وكانت مصر معبرا مهما للأسلحة والمرتزقة بحسب ما قال محللون وخبراء من الأمم المتحدة. وتقول مصادر أمنية إن الأراضى المصرية كانت نقطة انطلاق ضربات جوية في ليبيا.

وعلى غرار الإمارات، تنفي مصر تقديم الدعم المادي أو لا تستجب لطلبات الأمم المتحدة للحصول على معلومات.

* سوريا

اعترف الرئيس بشار الأسد، الذي اعتمد على روسيا في الحرب الأهلية السورية، رسميا بحكومة شرق ليبيا. وتدفقت الإمدادات الروسية من الطائرات المقاتلة والمرتزقة إلى الجيش الوطني الليبي عبر سوريا، بحسب ما يقول الجيش الأمريكي.

* الأردن

قال خبراء في الأمم المتحدة إن الأردن، حليف الإمارات ومصر، قدم التدريب لمقاتلي الجيش الوطني الليبي علاوة على الأسلحة.

* أوروبا منقسمة

تنظر الدول الأوروبية بقلق إلى ليبيا بسبب قضايا الهجرة وإمدادات الطاقة والجماعات الإسلامية المتشددة. ويعترف الاتحاد الأوروبي بحكومة الوفاق الوطني، ولكن هناك اختلافات بين الدول الأعضاء.

فإيطاليا أرسلت قوات لتدريب قوات الأمن في حكومة الوفاق الوطني. فيما دعمت فرنسا حفتر على نطاق واسع مع الاعتراف رسميا بحكومة الوفاق الوطني. وتعترض اليونان وقبرص على الاتفاق البحري بين تركيا وحكومة الوفاق وتعارضان وجودها في ليبيا.

وأطلقت مهمة لمراقبة حظر الأسلحة تابعة للاتحاد الأوروبي سفينة تابعة للبحرية الفرنسية. وتتدفق معظم الإمدادات المنقولة بحرا إلى حكومة الوفاق الوطني من تركيا.

أين الولايات المتحدة؟

أبدت واشنطن معارضتها لهجوم حفتر على طرابلس بعد أن أرسلت رسائل متباينة في بعض الأحيان. كما انتقد جيشها التدخل الروسي.

ومع ذلك، يريد الرئيس دونالد ترامب الابتعاد عن التدخلات الخارجية، ويبدو أن احتمال أن تلعب واشنطن دورا أكثر نشاطا في ليبيا غير وارد في الوقت الراهن. رويترز 28 / 05 / 2020