رئيس بلدية ضاحية باريسية مغربي الأصل يصف تصريح معلم فرنسي عن حقد مسلمين هناك بالـ"كذب"

أشعلت التصريحات المتكررة التي أدلى بها أستاذ فلسفة فرنسيمن إحدى ضواحي باريس للصحافة، مؤكدا أنه ضحية هجمات لدفاعه عن الأستاذ صاموئيل باتي الذي قتله شاب مسلم متشدد لاجئ شيشاني روسي الجنسية عمره 18 عاما في تشرين الأول/أكتوبر 2020، مجددا الجدل هذا الأسبوع حول التطرف وأخذت المسألة منحى سياسيا.

ويدرّس ديدييه لومير الفلسفة منذ 20 سنة في مدرسة ثانوية بمدينة تراب التي عدد سكانها 30 ألف نسمة وتفتخر بأنه خرج منها مشاهير كالممثل عمر سي والهزلي جمال دبوز ولاعب كرة القدم نيكولا أنيلكا.

لكنّ توجَّهَ العشرات من شبابها إلى سوريا ألحق بالمدينة سمعة بأنها "بؤرة للجهاديين".

وتخطت شهرة لومير حدود مدرسته في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 عندما نشر في مجلة "لوبس" رسالة مفتوحة اتهم فيها الدولة بأنها لا تملك "استراتيجية للتغلب على التطرف الإسلامي".

 وأجرى مجددا قبل أيام مقابلات تلفزيونية، في وقت يناقش النواب مشروع قانون للتصدي للتطرف الإسلامي في فرنسا. 

وحتى وإن أقر بأنه "لا يعيش في الخوف" يؤكد لومير أنه يتعرض لـ "هجمات" و"خطاب حاقد" منذ قتل صاموئيل باتي.

ويوم الإثنين 08 / 02 / 2021 أعلنت نيابة فيرساي التي فتحت تحقيقا في هذا الخصوص لفرانس برس "تَبَلَّغْنَا وجود مخاوف على سلامة الأستاذ الذي تلقى تهديدات".

وأمام مدرسته التي وضعت تحت حماية الشرطة، تتضارب الآراء.

ويقول طالب طلب عدم كشف اسمه "إنه أستاذ ممتاز". ويضيف آخر "إنه أستاذ لطيف وودود وشخص عادي". ويتابع "سبق وأعطانا رأيه في الإسلاميين" وهو غير مستغرب لتصريحاته الأخيرة.

وتقول يوانا (18 عاما) "لا أوافقه الرأي عندما يقول إنه لا يشعر بالأمان في تراب". وتضيف ياسمين "هذا أمر سخيف".

ويقول الباحث في الإسلام الفرنسي-المغربي رشيد بنزين الذي نشأ في تراب "لا يمكننا إنكار ظاهرة القطيعة والتطرف في بعض الأحياء" لكن "يبقى ذلك محصورا في قسم من المدينة".

ويضيف "هناك عمل في العمق تقوم به البلدية والجمعيات. عمل للتصدي لانطواء المجموعات على ذاتها. يجب التنويه في خطاب لومير".

ويرفض رئيس بلدية تراب علي رابح تصريحات لومير جملة وتفصيلا.

 

 

وانتقد رابح العضو السابق في الحزب الاشتراكي الذي انضم إلى حركة بونوا آمون المرشح الاشتراكي السابق للانتخابات الرئاسية في 2017، "أكاذيب" لومير في تصريحات لوكالة فرانس برس.

بدوره أعلن جان جاك برو الممثل المحلي للدولة لصحيفة "لوموند" أنه "قلق لتجاوزات" لومير و"بعض الوقائع غير الدقيقة" الصادرة عن الأستاذ والتي "تصب الزيت على النار" حتى وإن كانت تصريحاته "موضع تأويلات بعضها مؤذية".

وشارك وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان بدوره في الجدل مقترحا "تأمين حماية" للمدرّس. وكتب على تويتر متوجها إلى كل الذين ينتقدون الحكومة لتخليها عنه "الدولة لن تتوانى عن حمايته".

وازدادت الأمور تعقيدا عندما وزع رابح الخميس 11 / 02 / 2021 أمام المدرسة الثانوية التي يعلّم فيها لومير رسائل تعهد فيها بدعم الطلاب الذي يشعرون بـ "الصدمة والإساءة" جراء هذا الجدل.

وأثارت هذه الخطوة تنديدا من قبل سياسيين من اليمين وخصوصا وزير التربية جان ميشال بلانكيه الذي اتهم رابح بـ "التدخل" في المدرسة حتى أنه ذهب إلى حد رفع شكوى ضده وفقا لمصدر قريب من الملف.

وتم التطرق مساءً إلى المسألة في نقاش متلفز بين جيرالد دارمانان ومارين لوبن زعيمة التجمع الوطني (يمين متطرف) التي توجه نائبها جوردان بارديلا في اليوم التالي إلى مدينة تراب. وأكد "هناك في بلادنا جمهوريات إسلامية صغيرة أكثر وأكثر. ويغض نوابنا الطرف عن ذلك".

بدورها تدين فاليري بيكريس (يمين) رئيسة منطقة إيل-دو-فرانس التي تقع في نطاقها مدينة تراب، "تدخل" رئيس البلدية في المدرسة مطالبة بـ "طرده".

ويتهمها علي رابح "باستغلال هذه القضية لأغراض سياسية" لدعم عثمان نصرو "مرشحها" الذي هزم أمامه في الانتخابات البلدية في 2020، وألغى القضاء الإداري نتائجها في قرار استأنفه رابح.

ويؤكد رئيس البلدية أنه منذ بداية الأزمة تعرض لـ "إهانات عنصرية" وأنه تقدم بشكوى لـ "تلقيه تهديدات بالقتل".

وفتح القضاء تحقيقا وبات رابح يحظى بحماية أمنية تماما كما ديدييه لومير. أ ف ب 14 / 02 / 2021