ساسة ألمان يحذرون من دعوة أمريكية لمشاركة جيش ألمانيا في "حماية مضيق هرمز من هجمات إيران"

رفض المستشار الألماني السابق، غيرهارد شرودر، إشراك جيش بلاده في أي عمل عسكري في مضيق هرمز، محذرا من "توريط  ألمانيا" في الصراع بين الولايات المتحدة وإيران.

وقال شرودر مشيرا لذلك في تصريح لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية يوم الأربعاء 31 / 07 / 2019: "سيكون ذلك شرعنة لحرب العراق، بأثر رجعي". يشار إلى أن شرودر أصر عام 2003 بصفته مستشار ألمانيا في ذلك الوقت على عدم مشاركة ألمانيا في حرب العراق إلى جانب الولايات المتحدة، وذلك عندما شكل الأمريكيون آنذاك "حلف الراغبين"، والذي انضم إليه أيضا بعض الحلفاء الأوروبيين، من بينهم بريطانيا وإسبانيا. ورفضت كل من فرنسا وألمانيا الانضمام لهذا التحالف. 

وتحاول الولايات المتحدة تحاول في الوقت الحالي حشد قوات دولية  بقيادتها في إطار مهمة عسكرية لحماية السفن التجارية من الهجمات الإيرانية في مضيق هرمز في الخليج. 

وطلبت أمريكا من عدد من حلفائها، من بينها ألمانيا، المشاركة في هذه المهمة العسكرية، وهو ما رفضه بالفعل العديد من الساسة البارزين من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي كان شرودر رئيسه وقت الحرب على العراق، وكذلك رفضه سياسيون من الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه المستشارة أنغيلا ميركل.

وقال شرودر في حديثه للصحيفة: "أرحب كثيرا بالتصريحات الناقدة لهذه المهمة من جانب الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حيث إنه من الممكن أن يكون للمشاركة القوية بقيادة الولايات المتحدة تأثير التصعيد السريع". وحذر شرودر حزبه، الشريك في الائتلاف الحكومي، من الموافقة على مثل هذه المهمة. 

غير أن شرودر رأى أن الأمر يختلف عندما يتعلق الأمر بالمشاركة في مهمة  بريطانية أو أوروبية بحتة لحماية السفن التجارية، ونصح حزبه بالنظر في مثل هذه المشاركة. 

 

مضيق هرمز

 

وقالت السفارة الأمريكية في برلين يوم الثلاثاء 30 يوليو / تموز 2019 إن الولايات المتحدة طلبت رسميا من ألمانيا الانضمام إلى فرنسا وبريطانيا في مهمة تأمين سلامة الملاحة بمضيق هرمز قبالة ساحل إيران والتصدي للاعتداءات الإيرانية.

وفي الوقت الذي يزداد فيه التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، اقترحت واشنطن تكثيف الجهود لحماية مضيق هرمز الذي يمر منه خمس النفط العالمي تقريبا.

وقالت متحدثة باسم السفارة: "طلبنا رسميا من ألمانيا الانضمام إلى فرنسا والمملكة المتحدة للمساعدة في تأمين مضيق هرمز والتصدي للاعتداءات الإيرانية. أكد أعضاء الحكومة الألمانية على ضرورة حماية حرية الملاحة... سؤالنا هو: من سيحميها؟".

وأكد متحدث باسم السفارة التصريحات التي أوردتها في البداية وكالة الأنباء الألمانية. وتدهورت العلاقات بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحاب واشنطن من اتفاق نووي دولي مع إيران العالم الماضي 2018 وعاودت فرض عقوبات على طهران. وزادت الهجمات الأخيرة على ناقلات النفط في مضيق هرمز من تدهور العلاقات.

 

مضيق هرمز

 

وهناك معارضة كبيرة بين الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني -شريك تحالف المحافظين الحاكم بقيادة المستشارة أنغيلا ميركل- ضد المشاركة في مهمة تقودها الولايات المتحدة.

وقال نيلس شميت، وهو متحدث باسم الشؤون الخارجية للكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الاشتراكي: "الحكومة الألمانية رفضت بالفعل المشاركة في المهمة العسكرية الأمريكية، العملية سينتينيل، لحماية الشحن بمضيق هرمز".

وأضاف في مقابلة مع صحيفة شتوتغارتر تسايتونغ: "ينبغي أن يظل الأمر على هذا النحو وإلا فإن هناك خطر الانجرار لحرب ضد إيران إلى جانب الولايات المتحدة". د ب أ ، رويترز